طالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس في بغداد بـ«احترام سيادة العراق وعدم تجاوزها»، خلال محادثات بين الطرفين شملت العلاقات الثنائية يتوقع أن تسفر عن توقيع 44 اتفاقية استراتيجية تعزز التعاون بين البلدين في عدة مجالات بدءاً من الطاقة والأمن وانتهاء بالمياه.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ إن «رئيس الوزراء طلب احترام السيادة العراقية، بحيث لا يمكن تجاوزها»، رافضاً السماح لأية قوات تركية بعبور الحدود العراقية. وأضاف المتحدث «رحبنا بالتوجه التركي وتمت مناقشة عدة مواضيع مثل المياه، ومناقشة مسألة حزب العمال الكردستاني»، موضحاً أن «العراق لا دخل له بالعمليات إلا بقدر الحفاظ على سيادته»، في إشارة إلى الغارات التي تشنها القوات التركية على المتمردين الأكراد المتمركزين في المناطق الوعرة شمال العراق.
وتابع الدباغ أن «هناك لجنة ثلاثية عراقية أميركية تركية لمناقشة هذا الموضوع». وأكد متانة العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن «الجانب التركي وصف العراق وتركيا على أنهما بلدان بحكومة واحدة».
وحول توقيع اتفاقيات بين الجانبين أوضح الدباغ «لم توقع اتفاقيات، لكن هناك حوالي عشرين بروتوكولاً في مختلف المجالات بينها المياه التي تتدفق إلى العراق بمعدل 440 متراً مكعباً بالثانية».
وقال الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي علي العلاق إن المالكي ونظيره التركي سيترأسان الاجتماع الثاني للمجلس الأعلى للتعاون الإستراتيجي بين البلدين، وإن العراق سيطرح ملف ضمان حصص مائية ثابتة. وذكرت مصادر عراقية وتركية أن أردوجان سيلتقي الرئيس العراقي جلال طالباني كذلك سيزور مبنى البرلمان ويجتمع بقادة الكتل النيابية.
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس التوصل إلى اتفاق شامل مع الجانب التركي بشأن جميع القطاعات الخدمية والسياسية بما يخدم البلدين. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو إن تلك الاتفاقات التي تم التوصل إليها سيتم التوقيع عليها من رئيسي حكومتي البلدين وتشمل القطاعات الصناعية والصحة والخارجية والداخلية والأمن الوطني والنقل والاتصالات.
وأضاف زيباري أن توقيع تلك الاتفاقات يعد خطوة باتجاه تنسيق العلاقات بين البلدين بما فيه مصلحة الشعبين العراقي والتركي، وسيكون لها الأثر الإيجابي على كافة القطاعات والوزرات من البلدين.
من جهته، قال أوغلو إن هذه الاتفاقيات ستدعم الجانبين العراقي والتركي وفي كافة المجالات.
وأضاف أنه لا توجد هناك أية مشاكل بين العراق وتركيا كما أن مسالة المياه هي مسألة مشتركة وتركيا ستعمل باتجاه رفد العراق بما مقداره 550 مترا مكعبا بالثانية، وهذا الأمر له إيجابيات كبيرة على العراق.
وكان وزير البيئة التركي ويسيل أوروغلو أعلن في ختام اجتماع وزاري تركي عراقي في اسطنبول قبل حوالي شهر «رغم الظروف الصعبة ولمساعدة الشعب العراقي سنرفع حتى 20 أكتوبر 2009 المنسوب إلى 550 متراً مكعباً في الثانية».
ووصل أردوغان إلى مطار بغداد الدولي أمس يرافقه تسعة وزراء بينهم وزيرا الخارجية والداخلية. وهي الزيارة الثانية لرئيس الوزراء التركي إلى بغداد بعد أن قام بزيارتها في العاشر من يوليو 2008.
عدد اليوم
