غالية خوجة (دبي)
تهطل الألوان بتعابيرها المحتمَلة، لتترك الندى مغامراً مع الريح، وما إنْ تجفّ الملامح، حتى تظهر المعاني والدلالات السابحة في اللوحة، مانحة القارئ فرصة تشكيلها غيوماً أخرى، أو رذاذاً موسيقياً يستعير من نافورة دبي الراقصة حركاته المرنة، ليكون متألقاً عبْر المسافات المكانية والزمانية.
هذه التحولات من أسرار العمل الفني التي قرأنا بعضها في أعمال مختلفة مشاركة في «فنون العالم» بدبي، المعرض الذي استضافه المركز التجاري العالمي بدبي أواخر أبريل الماضي، وتضمن أكثر من 4000 عمل فني اختلفت تقنياته وأفكاره ووسائله ودلالاته، واجتمعت في أوسع مقام للإشراق والانفتاح على الثقافات المتحاورة بمحبة وسلام، تواصله دبي الأولى دائماً بسحرها وإبداعها وتحولاتها المتسارعة مثل سرعة الضوء.
واللافت في تلك الأعمال، خوضها في التجريبية الناتجة عن امتصاصها للمدارس والمذاهب الفنية، والعاكسة لتجاربها المفاهيمية، الفانتازية، الأسطورية، المعاصرة، الواقعية والواقعية السحرية، السوريالية، الرومانسية والدادائية أيضاً.
ومن تلك الأعمال ما قدمته مجموعة من الفنانين في غاليري الفلاسي آرتز، والتي ركزت على توظيف المواد والخامات والألوان المختلفة، لتنتج حالاتها أعمالاً تتمتع بتجريبية لونية ممتزجة بالتقنية، ومن هؤلاء الفنانين التشكيلي الإماراتي أحمد الفلاسي الذي يرسم أحياناً في الهواء الطلق على شواطئ دبي والشارقة، مستفيداً من ألوان الأشعة وظلالها الطبيعية، لينتج مناظر طبيعية تعتمد على الخيال ودلالات المكان والحلم، وأخبرنا، مؤكداً توظيفه (البخاخة اللونية) بأنها ليست فقط للكتابة على الجدران أو صباغ للسيارات، وإنما بالإمكان تحويلها إلى خامة فنية.
أيضاً، التشكيلية الإماراتية عشبة الغفلي وظفت تقنية البخ في ابتكارها صورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أمّا الفنانة المصرية هند هاني خليل، فأرادت أن تشير إلى علم الفراسة، ما جعلها ترسم آثاراً ورموزاً لهذا العلم، وبدوره، صوّر الفنان الباكستاني شابنام حبيب الأماكن الهيكلية بتراتيل صبغية، كما شارك الفنان الهندي راجني مادهرا بصورة للشيخ زايد، طيب الله ثراه.
بدوره، اعتمد الفنان الهندي أيوشي جاين على وسائط متنوعة تمنح فناً تجريدياً أقرب إلى المفاهيمية، أمّا الفنانة الهندية ديفيا غاندي، فارتكزت في أعمالها على الألوان المائية، لأنها أقرب إلى الطبيعة التي ستظل سؤالاً قابلاً للاكتشاف.
عدد اليوم
