الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأبواب الخشبية معالم وجدانية تذوب الذاكرة في ثناياها

الأبواب الخشبية معالم وجدانية تذوب الذاكرة في ثناياها
8 ابريل 2011 20:11
لا يخلو ركن منها، ولا يسكن الهدوء مكاناً من دونها. إنها الأبواب الموصدة على الخصوصية الملحة، والمفتوحة على الحرية المطلقة. وهي آخر ما نتركه وراءنا في الصباح وأول ما نفكر في الوصول إليه بعد مشقة يوم طويل. لطالما قدر للبيوت المتواضعة منها والثرية أن تزدان بالأبواب الخشبية وأن تتميز بتصميمها حينا وبما تتضمنه من أكسسوارات حينا آخر. والأبواب على بساطتها ومحدودية استعمالها، غير أنها جزء أساسي من التركيبة المعمارية التي لا تكتمل إلا بالاعتماد عليها. وقد جرت العادة في البيئة المحلية أن تكون الأبواب الخارجية أو “البوابات”، ضخمة ومصنعة من بنيان متين يصمد في وجه رياح الصحراء. وليس مستغربا أنها تتخذ من الرمال أجمل ألوانها كنوع من التعايش الكلي مع مفردات طبيعة البر وأجوائه البسيطة. تفاصيل تراثية عدسة سلطان عبيد المهيري الذي يهوى التصوير الفوتوجرافي، التقطت من زوايا مختلفة عددا من الأبواب التقليدية التي مازالت المفضلة لدى عائلات كثيرة. فعلى الرغم من مظاهر الحداثة الطاغية على ديكورات البيوت، غير أن للتفاصيل التراثية نكهة خاصة تذكرنا دائما بحياة الأجداد وأساليب عيشهم. أيام كان لكل شيئ معنى، وأيام كانت الصناعات بمجملها يدوية. حرف تتوارثها الأجيال وتحفر عليها من فنونها خيوطا طولية، وأخرى عرضية تقطعها إما رسومات وإما أشكال هندسية متوازية بالحجم والشكل. معلم وجداني أبواب يمر عليها الزمان ويتوقف عندها مدونا أحلى اللحظات فرحا وأكثرها حزنا وفراقا. استقبالات وتهان واحتفالات وتبريكات، وكذلك وداع وفراق وبعد وانتظار. مشاعر متضاربة تحول بينها الأبواب المغلقة التي تكتم أسرار البيوت ولا تبوح إلا بعبارات التأهيل والدعاء بالسلامة وبحفظ الله. ولشدة التعلق بالباب كمعلم وجداني مرادف لمشهد البيت الذي يضم العائلة بدفئه، فإن كثيرين يقتنون الأبواب القديمة بقصد تحويلها إلى ركن من الديكور. البعض يعلقونها على الأسقف والبعض يزينون بها الجدران كلوحة أصلية من التراث المعبر. وهي بشموخها ورائحة الماضي العالق في ثناياها، تزيد من رونق المكان الذي تحتله تاركة فيه لمسات فنية يصعب مضاهاتها. الحنين إلى الماضي جماليات الأبواب التقليدية تبدو على شكل معروضات تلفت الأنظار. وذلك مع كل جولة قصيرة نقوم بها مشيا على الأقدام في أي من الأحياء الشعبية في المناطق البعيدة التي مازالت تحافظ على ملامح الماضي ببساطة أدواته. بيوت متفاوتة الحجم والسعة وأبواب متفاوتة الشكل والوزن، لكن المبدأ واحد. عازل محبب نرتضيه بالعرف لا بالاختيار وبالرضا لا بالإكراه. لقطات فنية تحيي في النفس الحنين إلى أيام خلت وتنشط الذاكرة التي تهوى كل أصيل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©