الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرشاة أمل لوتاه تكشف ملامح الوجوه

فرشاة أمل لوتاه تكشف ملامح الوجوه
8 ابريل 2011 20:09
أمل لوتاه فنانة استطاعت أن تخط بفرشاتها ملامح الوجوه التي تستثير فيها الرغبة في فك طلاسمها وتعابيرها، لتميط اللثام عن نمط هذه الشخصيات التي تجسدها العديد من الملامح الإنسانية، لتقف وتعبر عن هواجس تلك النفوس، والمشاهد التي اعتلت الوجوه، لتبوح كل لوحة عن أسرارها ومفاتنها، وتظهر المعاني والمفاهيم التي طمرت خلف تلك الأقنعة البديعة الجمال، و استطاعت أن تخطها بكل نعومة ورشاقة على مساحة من اللوحة، لتقدمها بكل فنيات وتقنية هذا الفن. تقول أمل لوتاه: يعتبر الفن لغة لا حدود له نستنطق به الكثير من المعاني والصور، التي تعبر عما يعترينا من مشاعر وإحساس، فنتطرق به إلى جماليات هذا العالم، بما تحتويه من صور ومشاهد، أو ما يمكن أن تنسجه أذهاننا من أفكار، لنحولها إلى لغة متعارف عليها عالميا، لتلقي أثرا في نفوس كل ما يتذوق هذا الفن، ويفك رموزه. وتقول: كان ارتباطي قويا بفن الرسم الذي أحسست بوجوده وأنا طفلة لم يتجاوز عمري عدة سنوات، وكأي طفل يجد أن للألوان متعة ما بعدها متعة وهو يخط ويلون ويخربش ويحاول أن يشكل شيئا ما يبهر به أحد المقربين، الذين بلا شك سيكون وقع كلامهم وانطباعهم الحسن ذا تأثير إيجابي كبير على نفسية الطفل، فلا يمكن أن أنسى أول رسمة قمت برسمها، وأنا في ذاك العمر ومازالت الصورة عالقة في ذهني، وهي رسمه لنجمة صغيرة برتقالية اللون، كنت وقتها سعيدة جدا بهذا العمل الذي كنت أراه إنجازا قمت به، وأردت حينها أن يستشعر المحيطون بي بالعمل الذي أنجزته. وتضيف لوتاه قائلة: لم أستطع أن أترك الكراسة البيضاء والألوان اللذين كانا عنصرين ملازمين لي طوال فترة نشأتي، فهذا الفن نشأ وتدرج معي شيئا فشيئا، واستطعت أن أسس دعائمه وركائزه بالاعتماد على ذاتي وتجاربي التي تعلمت منها فنياته، فلا يمكن أن أنسى شغفي وولعي وأنا طفلة بالرسوم وبعض الشخصيات الكرتونية التي كنت أحاول أن أرسمها أثناء مشاهدتي التلفاز، فالكراس والألوان في أهبة الاستعداد لذلك، فرسمت مجموعة من الشخصيات منها سندريلا وفلة والعديد غيرها، وقد اعتمدت حينها على الألوان الشمعية والخشبية. وأوضحت: ثم وجدت نفسي أستخدم فن الرسم بالرصاص من خلال رسم وجوه الفنانين والممثلين، وكانت هذه التجربة بمثابة تحدٍ لي وإصرارا على إتقان العمل بشكل دقيق ورسم الملامح بصورة صحيحة وواضحة، عندها شرعت إلى البحث عن المرأة التي كانت كثيرا ما تستهويني بروحها وهمساتها وأنوثتها وعالمها الحالم، وما يمكن أن تنطق به عيناه الساحرتان، هذه المرأة التي أجدها في خيالي، وذهني وأطلق العنان لفكري في رسم ملامحها، وصورتها التي كانت هي نتاج أفكاري. فالمرأة عموما هي محور مواضيعي وهي الصورة التي يمكن أن تظهر بنمط وإطلالات مختلفة وبصورة أخرى، وكثيرا ما أركز أيضا على المظاهر الجملية التي لا بد أن تحملها شخصية العمل من خلال إبراز جانب من الإكسسوارات التي ترتديها، إلى جانب تصميم ردائها وملبسها، هذه التفاصيل أحرص دائما على إيجادها في العمل ربما لكوني أيضا أعشق تصميم الأزياء وصناعة الإكسسورات. الاهتمام بالموهبة وتشير لوتاه قائلة: أجد أن امتلاك المرء لموهبة ما لا يمكن أن تأتي بنتيجة إذا لم يسعَ إلى صقلها وإحيائها، من خلال التدريب والممارسة، فهذه الموهبة ممكن أن تتعرض للزوال، فيما لو لم يساعد المرء نفسه ويصون هذه الموهبة. ونظرا لامتلاكي لهذه الموهبة، فأنني أحرص على تنميتها وإظهارها إلى حيز الوجود من خلال الممارسة والتدريب الذاتي الذي كنت منكبة عليه بصورة مستمرة، فأنا لم ألتحق بأي دورة تدريبية أو معهد تعليمي متخصص، وإنما كنت أحرص على التجربة والممارسة بدءاً بالتعرف على طبيعة الألوان، حيث تدرجت بالألوان، فبدأت بالألوان الشمعية ثم الخشبية، والمائية فتعلمت خبايا هذه الألوان كيف يمكن التعامل معها لإظهار العمل بطريقة فنية رائعة. فالتجربة تنكشف على إثرها العديد من الأمور التي قد نجهلها، الأمر الذي يجعلنا نتعامل مع بعض الفنيات بطريقة سليمة وصحيحة. إثراء مهارتي وأخيرا تؤكد لوتاه قائلة: من غير الثقة أجد أن الإنسان لا يستطيع أن يستمر، فأنا كثيرا ما كنت مترددة بعض الشيء في إظهار أعمالي والمشاركة في المعارض خوفا من ردة فعل الآخرين حول الأعمال التي أرسمها، ولكن ما وجدته كان مغايرا تماما وعند مشاركتي في معرض جامعة زايد لمست مدى انبهار الكثيرين بأعمالي وعبروا عن رغبتهم في اقتناء عدد من هذه الرسومات، هذا الأمر عزز في نفسي الكثير من المفاهيم والمعاني التي تجعلني لا أقف عند حدود معينة، وإنما أن أسعى إلى مواصلة العمل وإثراء مهارتي من خلال البحث والتجارب التي أوليها الكثير من الاهتمام، إلى جانب المشاركة في المحافل المجتمعية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©