الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة المالية العالمية تقضي على النمو المعتمد على الاقتراض

الأزمة المالية العالمية تقضي على النمو المعتمد على الاقتراض
8 أغسطس 2008 23:12
وضعت الأزمة المالية التي نشبت منذ عام مع تدخل المصارف المركزية حداً للنمو الذي يعتمد على الاقتراض وانعكست في نهاية المطاف على اقتصاد عالمي يواجه ايضا ارتفاعا حادا في اسعار النفط· ففي التاسع من اغسطس 2007 فاجأ المصرف المركزي الاوروبي الاوساط المالية بضخ مبلغ قياسي من 94,8 مليار يورو في الدورة النقدية في منطقة اليورو، وحذا الاحتياطي الفيدرالي الاميركي الذي يقوم بمهام البنك المركزي، حذوه وضخ 24 مليار دولار، كما تدخلت المصارف المركزية لليابان وسويسرا وكندا· وكانت عمليات الضخ هذه تهدف الى معالجة نقص مباغت للسيولة هدد بخنق المصارف التجارية التي لم تعد تريد تبادل الاقتراض بينها، بسبب شكوك متبادلة في تأثرها بازمة الرهن العقاري الاميركية التي ادت الى انهيار عدد من المؤسسات المالية منذ فبراير الماضي· وقال الاقتصادي في ''بنك اميركا'' هولجر شميدينج: ''حدثت طفرة عقارية في الولايات المتحدة كان يجب ان تنفجر''، ولجأت عائلات أميركية كثيرة الى الاستدانة نظرا لمعدلات الفائدة المخفضة التي حددها الاحتياطي الفيدرالي منذ 2003 لكن عندما بدأت هذه المعدلات في الارتفاع لم تعد هذه العائلات قادرة على تسديد المستحقات المترتبة عليها· وقالت كبيرة الاقتصاديين لشؤون اوروبا في مصرف ''سوسييتيه جنرال'': ''لقد وصلنا الى نهاية الدورة وهي دورة تعتمد على الاقتراض والافراط في المديونية''· واكد اقتصاديون عدة ان الازمة كانت حتمية، وقال كينيث روجوف الاستاذ في جامعة هارفارد وكبير اقتصاديي صندوق النقد الدولي السابق ''لو لم تحدث زمة الرهن العقاري لحدث أمر آخر''· وبقيت المشاكل العقارية الى اليوم متركزة في مناطق محددة من العالم، وخصوصا في الولايات المتحدة وبريطانيا وايرلندا واسبانيا، لكن تدهور الاقتصاد اتخذ اشكالا جديدا مع تهديد جديد هو التضخم· وقال شميدينج: إن ''الارتفاع الاخير في اسعار النفط والمواد الاساسية يثقل على العالم باسره''، وفي الاجمال تبدو آفاق الاقتصاد اسوأ مما كانت قبل عام حيث لا تتوقف الحكومات والمنظمات الدولية عن خفض توقعاتها للنمو· وقال مدير الابحاث في المركز الوطني للابحاث العلمية بفرنسا ايلي كوهين: ''بسبب ارتفاع اسعار النفط سينتقل الجزء الاساسي من النمو الاوروبي الى الدول المنتجة للمواد الاولية''· ويعقد الارتفاع الحاد في اسعار النفط التي اقتربت من 150 دولارا في يوليو الماضي، الى حد كبير مهمة المصارف المركزية، فمع محاولتها الحد من التضخم، يمكن ان توجه ضربة قاتلة لنمو مترنح· وقال كينيث روجوف: إن ارتفاع التضخم هذا ''يطرح خاصة مشكلة للاحتياطي الفيدرالي الاميركي الذي لن يتمكن من مواصلة سياسته النقدية المريحة لفترة طويلة· وخفض الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة من 5,25% الى اثنين بالمئة خلال اقل من عام، وفي يونيو الماضي عبر بنك التسويات الدولية ''مصرف المصارف المركزية'' عن اسفه للافراط في مجال الاقراض بفوائد زهيدة معتبرا انه قد يكون من الضروري زيادة المعدلات لتصحيح النظام المالي·
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©