الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبوظبي للكتاب 22» يستقطب النساء بإصدارات تستهويهن

«أبوظبي للكتاب 22» يستقطب النساء بإصدارات تستهويهن
4 ابريل 2012
مع انتهاء العرس الثقافي الإماراتي العالمي الذي حمل اسم معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثانية والعشرين، كان الحضور النسائي لافتاً بين جنبات المعرض وأروقته، فهذه تطالع كتاباً للطهي، وأخرى تصطحب أطفالها آخذة بيدهم إلى أولى خطوات التبحر في الثقافة والعلوم، وثالثة تشتري كتباً تراثية وأدبية، فكان الحضور النسائي عاملاً مهماً في إذكاء هذه التظاهرة الثقافية الفريدة التي شهدتها العاصمة على مدار ستة أيام. من وراء برقعها الذي يخبئ أعواماً قاربت الستين، قالت الوالدة مريم عبدالله التي تتقن القراءة والكتابة، وكانت تطالع كتاباً عن الطبخ أثناء جولتها في معرض أبوظبي للكتاب، إنها أدمنت القراءة منذ زمن بعيد، ولا تتوقف عند قراءة أنواع معينة للكتب، وإنما تقرأ كل ما تقع عليها عيناها سواء في التاريخ أو الأدب واللغة، والسياسة، وبالطبع تحتل كتب الطعام والطهي جانباً مهماً من اهتماماتها كونها لا تعمل، ولديها وقت كبير تحاول استغلاله في أشياء مفيدة، مثل القراءة وتعلم طرق لطهي الأطعمة المختلفة والجديدة، لتقديمها لأبنائها وأحفادها الكثر، الذين يسعدون بمشاركتهم لها اهتماماتهم وأحاديثهم بفضل القراءة والاطلاع المستمر. عالم المعرفة فيما يتعلق بمعرض أبوظبي للكتاب الذي اختتم فعالياته أمس الأول، والفوائد التي يمكن أن تكتسبها النساء من المشاركة فيه وزيارته، أكدت عبدالله أن التواجد في المعرض ومطالعة عناوين الكتب الموجودة به ومعرفة أحدث المنشورات والمطبوعات داخلياً وخارجياً واجب على كل أم ومربية، كون المعرفة وعالم الكتب يجعلان أفقها أكثر اتساعاً وفهماً لطرق التعامل مع أبنائها، فضلا عن أهمية تعظيم قيمة القراءة والكتب في نفوس الأطفال عند زيارتهم للمعرض والتعرف عن قرب على الكيفية التي يتعامل بها الجميع مع الكتاب، من احترام وتقدير لفوائده في تربية وتثقيف الإنسان. ولفتت أيضاً إلى أن القراءة والمطالعة تعكسان تمسكها بالأخلاق الإسلامية واتباع سنة الرسول الكريم (صلّى الله عليه وسلم) في تلقي العلم من المهد إلى اللحد، وهو ما يجعلها تصر على القراءة والتحصيل رغم سنوات عمرها المتقدمة. وأوضحت عبدالله أنها تتابع كافة دورات معرض الكتاب في أبوظبي منذ أن كان يعرض في مبنى المجمع الثقافي بالخالدية، وترى أن المعرض طرأت عليه تغييرات جبارة، وصار أكثر ازدحاماً بالجمهور وبدور النشر، وهذا دليل على نجاح المسؤولين في تحقيق الهدف الرئيس من ورائه، وهو توسعة قاعدة القراء وإفساح المجال للمبدعين ودور النشر بعرض ما لديهم من نتاج معرفي وثقافي على الجمهور بشكل مباشر. الحاجة للمطالعة من جيل الأحفاد، قالت حوراء الحوسني، الطالبة في المرحلة الثانوية، والتي كانت تقلب صفحات بعض الكتب برفقة شقيقتها، إنها تميل لقراءة القصص والروايات وكتب علم النفس وتحليل الشخصية، وهذه الكتب تناسب مرحلتها العمرية، وتساعدها على فهم نفسها والآخرين بشكل أفضل، وبالتالي تمنحها القدرة على التعامل مع المحيطين بشكل أكثر سهولة وفهماً لدوافع الناس المؤثرة على سلوكياتهم تجاه الآخرين. وذكرت الحوسني أن أسعار الكتب تعتبر مقبولة، خاصة مع انتشار التخفيضات التي تقوم بها دور النشر والمكتبات الموجودة في المعرض، وأيضاً المبادرات التي تقوم بها بعض الجهات الثقافية الإماراتية وتقدم فيها كتب ومطبوعات بأسعار مخفضة تشجيعاً لجمهور المعرض على اقتناء المزيد من الكتب، وبالتالي الإسهام في نشر الثقافة والمعرفة في المجتمع. من جانبها، أكدت شقيقتها فاطمة، التي تدرس الشؤون الدولية بجامعة زايد، أنها جاءت للمعرض بهدف متابعة أحدث الكتب المتعلقة بالمواضيع السياسية في العالم، إلى جانب تلك التي تتناول شخصيات سياسية أثارت جدلاً كبيراً حولها مثل أدولف هتلر والقذافي. وإلى جانب الكتب السياسية اشترت فاطمة كتباً عن الطهي، وبعض الروايات التي صدرت لمؤلفين إماراتيين مثل علي أبوالريش، لافتة إلى أهمية تنوع القراءة وعدم التركيز على جانب واحد فقط، وإهمال الجوانب الأخرى بما قد يجعل الشخص جاها بكثير من الأمور التي تدور حوله، في ظل عالم يعتمد بشكل رئيس على المعلومات، وهو ما يؤكد الحاجة للقراءة والمطالعة الواسعة والمستمرة، وهو الشيء الذي يشجعه معرض أبوظبي الدولي للكتاب عبر عشرات الآلاف من العناوين التي تضمها رفوفه، وتقدم لعشاق القراءة بشكل جذاب وبأسعار معقولة إلى حد كبير. ثقافة الآخر قالت الطالبة بدور عبدالله (15 سنة) إن أكثر ما يعجبها هو القصص والروايات سواء باللغة العربية أو اللغة الإنجليزية، وترى فيها متعة وفائدة كبيرة، ومن خلالها تعرف ثقافات العالم الأخرى، وكيف يعيش الناس في بقاع الأرض، وما هي أفكارهم وأحلامهم. أما والدة بدور، أم محمد، فقد وجدناها اشترت مجموعة من قصص الأطفال مثل سندريلا، وسنو وايت، ومؤلفات علمية مبسطة، وكتب بتقنية البعد الثالث. وأشارت إلى أنها حصلت عليها من أجل أبنائها لتشجيعهم على القراءة وخلق علاقة قوية بينهم وبين الكتب. ومن المبيعات التي كانت بين يدي أم محمد كتاب بعنوان “سلسلة أفكار جديدة لمشروعك الصغير”. وقالت إنها اشترت هذا الكتاب كونها حالياً تخطط لعمل مشروع تديره من المنزل بهدف زيادة الدخل، والاستفادة بشكل عملي من وقتها بدل جلوسها في المنزل، ولذلك عليها القراءة جيداً ومعرفة خبرات الآخرين قبل البدء في تنفيذ ما لديها من أفكار. وأوضحت أنها تشتري كتباً للطهي باستمرار لتغيير الوجبات التي تعدها باستمرار من أجل تشجيع أبنائها على تناول وجباتهم في المنزل، والاستغناء عن المطاعم وما تبيعه من أطعمة جاهزة وسريعة، وما تسببه من أمراض وأعراض صحية غير مقبولة. إلى ذلك أوضحت أم محمد، وهي خريجة من جامعة الإمارات، أنها تحب القراءة بصفة عامة ولا تميل إلى لون بعينه، وهذا يساعدها في تجميع أكبر قدر من المعارف في أكثر من ناحية، داعية إلى زيادة أيام المعرض إلى أكثر من ستة أيام. وذكرت حسناء سعيد، التي كانت تصطحب ثلاثة من أبنائها في جولة بالمعرض، أنها اشترت لهم لوحات تعليمية ملونة، وقصص الأنبياء، لافتة إلى أن أطفالها جعلوها أكثر قرباً من عالم الكتب، حيث بدأت في شراء كتب للتربية ومعاملة الأطفال بعد أن أنجبت طفلها الأول، ثم تابعت مسيرة القراءة بعدها في نواحي متعددة، حتى تستطيع أن تحاور أولادها، وتجيب عن أسئلتهم. المشاريع المنزلية من واقع خبرته في عالم مبيعات الكتب قال إسلام عبدالحي، المسؤول عن جناح دار الفجر للنشر والتوزيع، إن أكثر اهتمام السيدات ينصب على كتب الطهي وعلم النفس وإدارة المشاريع والأعمال التي يمكن للمرأة إدارتها من المنزل. كما تهتم النساء بكتب التفكير وتنمية الذكاء والروايات الأدبية. وقال بشير إبراهيم، بائع كتب في أحد دور النشر، إن معظم النساء يقبلن عل كتب الطهي والكتب الدينية، ويبلغ متوسط سعر كتاب الطهي من 60 إلى 150 درهماً، ويتوقف السعر على اسم الشــيف واضع الكتاب وطريقة الطباعة والعرض. أما البائع هاني شاكر فأكد أن النساء يركزن في المقام الأول على كتب تربية الأطفال وكتب الطهي إلى جانب القصص التعليمية اللواتي يشترينها لأبنائهن. واتفق رشدي زهير، المسؤول عن أحد الأجنحة العارضة، مع زملائه على أن كتب الطبخ تأتي في المقام الأول في مشتريات النساء تليها كتب الأطفال سواء التعليمية أو القصصية، وكذلك الألعاب التعليمية التي توافرت في المعرض بأسعار تشجيعية. وأكد زهير أن النساء يشترين الكتب بشكل أكبر من الرجال، لافتاً إلى أن النساء يشترين الكتب أيضاً لأطفالهن وهو ما لا يفعله الرجال، كون الأمهات أكثر قرباً من أبنائهن ومتابعة لهم سواء في المدرسة أو البيت ويعرفون احتياجاتهم جيداً، ومن ثم أكثر قدرة على اتخاذ قرارات شراء الكتب وغيرها من الوسائل التثقيفية والتعليمية لأبنائهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©