الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سعود القاسمي: التراث مصدر اعتزاز أبناء الإمارات

سعود القاسمي: التراث مصدر اعتزاز أبناء الإمارات
4 ابريل 2013 11:14
رأس الخيمة (وام) - أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، مثلما أولت اهتماما كبيرا بالتحديث والتطوير العمراني وتحسين البنية التحتية في الدولة وفق المعايير الدولية، لم تغفل العناية والحفاظ على التراث المادي والمعنوي، الذي يشكل مصدر اعتزاز لأبناء الإمارات، حيث يعكس هذا التراث أصالة وعراقة المنطقة، والحقب التاريخية القديمة التي مرت على أرض الدولة، بمقتنياتها وموروثها الذي ظل إلى اليوم شاهداً على وجودها بالمنطقة. وأشار سموه إلى أن المواقع الأثرية التي يتم اكتشافها في رأس الخيمة لا تتعارض مع المشاريع التطويرية التي تشهدها الإمارة، بل هي جزء من تلك الخطط التنموية التي يجب الحفاظ عليها من جهة، و”إيجاد الحلول المناسبة التي تمكنا من السير بخطى ثابتة نحو تنفيذ المشاريع التطويرية من جهة أخرى لخدمة أبناء الإمارة” . وأوصى صاحب السمو حاكم رأس الخيمة خلال جولته في منطقة سيح الحرف برأس الخيمة، دائرة الآثار والمتاحف بضرورة الحفاظ على الآثار المكتشفة من تحف ومقتنيات، والاستعانة بالخبراء والمتخصصين العالميين في مجال الآثار، والتنقيب لإجراء الدراسات والبحوث اللازمة للكشف عن الحقبة التاريخية للمنطقة والظروف البيئة والمعيشية السائدة في تلك الفترة، والتي أشارت الدراسات الأولية إلى أنها تعود إلى ألفي عام قبل الميلاد، عن عمر يصل إلى 4600 عام، مما يؤكد تاريخ المنطقة الضارب في جذور التاريخ القديم . كما وجه سموه جميع الدوائر والهيئات الحكومية بالإمارة، إلى ضرورة الرجوع إلى دائرة الآثار والمتاحف عند العثور على مواقع أثرية أو مقتنيات تاريخية في المشاريع التي تنفذها الدوائر والهيئات في رأس الخيمة لإجراء المسح الميداني والاطلاع على قيمتها التاريخية والعناية بها. وتفقد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة مساء أمس الأول، المواقع الأثرية التي تم الكشف عنها أخيرا في منطقة سيح الحرف برأس الخيمة، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 4 الآف عام وتقع ضمن مشروع الطريق الدائري امتدادا من شارع الشيخ محمد بن زايد. واستمع سموه خلال الجولة لشرح مفصل عن المواقع التاريخية المكتشفة من البروفيسور دارك كينت مدير الآثار في جامعة درم البريطانية وقائد فريق التنقيب عن الآثار في منطقة سيح الحرف، وعن أهم النتائج والحقائق التي توصل إليها الفريق من خلال دراسة المقتنيات التي عثر عليها، حيث تؤكد النتائج وجود 50 قبرا وموقعا أثريا يعود تاريخها إلى 4600 عام إبان الحقبة الآشورية، جرى استخراج بعض مقتنياتها لإجراء البحوث عليها في جامعة درم في بريطانيا. وأوضح البروفيسور كينت أن المواقع التاريخية في سيح الحرف تضم قيمة تاريخية مهمة، ليس لرأس الخيمة فقط، بل للإمارات بشكل عام، ويمكن أن تكشف مقتنياتها عن معلومات قيمة من خلال الدراسات والبحوث المستقبلية، مؤكدا أن رأس الخيمة تأتي في المرتبة الأولى في دولة الإمارات من حيث عدد المواقع الأثرية، وذلك بعد العديد من أعمال التنقيب التي أجراها الفريق في معظم إمارة الدولة، مما يتطلب اهتماما ورعاية . من جانبه، لفت محمد أحمد الكيت مدير عام دائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة، إلى أن هذه المنطقة تم العثور عليها في ثمانينيات القرن الماضي عن طريق فريق خبراء الآثار من بريطانيا، وفي عام 1999 أمر المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي بالحفاظ عليها وعدم المساس بمحتوياتها، لحين تنفيذ أعمال التنقيب، وفي عام 2004 كانت التوجيهات السامية من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي بالحفاظ على جميع المواقع التاريخية في إمارة رأس الخيمة وجردها والعناية بها، ومن ضمنها هذا الموقع الأثري في سيح الحرف. وأشار إلى أن الدائرة استقدمت فريقا من خبراء التنقيب عن الآثار من جامعة درم البريطانية ضم 12 شخصا، لعمليات التنقيب في سيح الحرف الذي يقع على مسار الطريق الدائري في رأس الخيمة، حيث أسفرت عمليات التنقيب عن العثور على 50 مقبرة جماعية تعود إلى ألفي عام قبل الميلاد، منها 4 مقابر تقع على مسار الطريق الدائري تم تفريغ محتوياتها التي وصلت إلى 10 الآف قطعة تاريخية، و إرسالها إلى بريطانيا لإجراء والدراسات والبحوث، والوصول للنتائج التي ستكشف عن قيمتها التاريخية، والحياة السائدة في ذلك العصر لتعرض مستقبلا على الجميع . وتوجه الكيت بالشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي لتوجيهاته المستمرة بضرورة الحفاظ على المواقع التاريخية والأثرية في إمارة رأس الخيمة، كونها أحد أهم مصادر التعرف على الحضارات التي تعاقبت على المنطقة، والتي تبين تاريخ الإمارة، ووجودها التاريخي الممتد في التاريخ القديم. مؤكدا أن ما تبقى من مواقع خارج نطاق الطريق الدائري سيتم الاهتمام بها والحفاظ عليها، لتكون مقصدا سياحيا وشاهدا على عراقة تاريخ الإمارة. رافق صاحب السمو حاكم رأس الخيمة خلال الجولة التفقدية الشيخ محمد بن كايد القاسمي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية برأس الخيمة، ومبارك الشامسي رئيس دائرة البلدية برأس الخيمة، والدكتور محمد عبداللطيف خليفة القائم بأعمال الأمين العام للمجلس التنفيذي للإمارة، وحمد الشامسي مدير عام دائرة التشريفات والضيافة برأس الخيمة، والمهندس أحمد الحمادي مدير عام دائرة الأشغال والخدمات العامة برأس الخيمة، وسلطان علي أبو ليلة مدير عام دائرة الأراضي والأملاك برأس الخيمة، وعدد من المسؤولين بالإمارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©