الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترامب.. قوة منفلتة أحدثت انقلاباً في الانتخابات الأميركية

ترامب.. قوة منفلتة أحدثت انقلاباً في الانتخابات الأميركية
13 أكتوبر 2016 09:54
كليفلاند (وكالات) في البداية، لم يكن دونالد ترامب المتهور والمندفع الذي لا يملك تجربة سياسية،يحظى بأي من الصفات المطلوبة ليصبح مرشح الحزب «الجمهوري» للانتخابات الرئاسية الأميركية. لكن بفضل حملة غير عادية وخطب صاخبة تلعب على وتر غياب الأمن عن الأميركيين في عالم متغير، تفوق هذا الملياردير النيويوركي البالغ من العمر 70 عاماً على خصومه الـ16 في حملة الانتخابات التمهيدية، ونسف فكر اللائق سياسياً ومزق حزباً جمهورياً بات باهتاً. وقد أصبح هذا الأسبوع المرشح الرسمي لهذا الحزب للانتخابات الرئاسية في مؤتمر الحزب في كليفلاند. وبنى ترامب ثروته في العقارات، ولم يتولَّ في الماضي أي منصب انتُخب فيه. وقبل الانطلاق في حملته، كان معروفاً بالأبراج والكازينوهات التي تحمل اسمه، وعمليات الطلاق في الصحافة الصفراء، وكونه نجم برنامج «ذي أبرنتيس» لتليفزيون الواقع. لكن هذا الشعبوي أثبت أنه يتمتع بعزيمة سياسية هائلة قوامها اعتداد مسرف بنفسه. ويجرؤ ترامب على قول كل شيء، وأحيانا أي شيء. وبغريزته الفائقة يوجه ضربات أليمة إلى نقاط الضعف مباشرة. وتدفق آلاف الأميركيين ومعظمهم من البيض لحضور تجمعاته بعدما طمأنتهم خطبه التي يهاجم فيها السياسيين التقليديين الذين وصفهم «بالأغبياء»، والصحف والعولمة والمهاجرين والمسلمين، والشعار الذي رفعه وهو أن «يعيد لأميركا عظمتها». ووجد ترامب حلولًا بسيطة لكل المشاكل المعقدة. فقد وعد، في حال انتخابه، ببناء جدار على الحدود المكسيكية بكلفة ثمانية مليارات دولار تدفعها المكسيك، لمنع الهجرة غير الشرعية. كما أنه مصمم على طرد 11 مليون مهاجر غير شرعي. وتحدث عن حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، مؤكداً أنه سيقطع بسرعة رأس تنظيم «داعش» و«سيستولي على نفطهم». وأبدى ترامب إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصفه بأنه «زعيم قوي»، وندد بظاهرة الاحتباس الحراري معتبراً إياها ابتكاراً صينياً. إلا أن ترامب يحظى بشخصية جذابة، ويطرح نفسه منقذاً لأميركا تحتضر أصبحت أضحوكة العالم، حسب رأيه. ويفاخر ترامب الأنيق دائماً بعدم احترامه اللياقة السياسية، ويندد بـ«الحمقى» الذين يحكمون البلاد، ويلعب على المخاوف، واعداً «بإعادة العظمة إلى أميركا» وهي العبارة التي أصبحت شعاره. ولا يتردد ترامب في شتم منافسيه، واصفاً «تيد كروز» بـ«الكاذب» و«جيب بوش» بـ«السخيف» و«المثير للشفقة». ويقول «إن هيلاري كلينتون غير شريفة، ومنافسها بيرني ساندرز كارثة». وترامب، الذي يمول حملته الانتخابية بأمواله الخاصة ويتنقل مستخدماً طائرته الخاصة من طراز بوينغ 757، يثير مشاعر متناقضة، تتراوح من الذهول إلى الصدمة، كما يجده البعض طريفاً. وتحظى تصريحاته العدائية بتغطية تليفزيونية أوسع من منافسيه «الجمهوريين». وكان الملياردير ديمقراطياً حتى العام 1987 قبل أن يصبح جمهورياً خلال الفترة من 1987 إلى 1999، ومن ثم انضم إلى حزب الإصلاح من 1999 إلى 2001. وعاد إبان ولاية جورج بوش إلى الحزب «الديمقراطي»، ثم «الجمهوري»، فمستقل، قبل أن ينضم مجدداً إلى الجمهوريين منذ العام 2012 حتى الآن. وُلد ترامب في نيويورك، وكان الرابع بين خمسة أبناء لمقاول مهم في قطاع العقارات. وبعد دراسة التجارة، انضم إلى الشركة العائلية في 1968 وساعده والده في بداياته «بقرض صغير قيمته مليون دولار». وفي العام 1971، تولى إدارة شركة العائلة. وكان والده يشيّد مساكن للطبقة المتوسطة في «بروكلين» و«كوينز». لكن دونالد فضّل الأبراج الفاخرة والفنادق والكازينوهات وملاعب الغولف، من مانهاتن إلى بومباي مروراً بميامي. وتعرض ترامب خلال مسيرته لعشرات المحاكمات المرتبطة بأعماله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©