الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«اعتداء نيس».. اليمين المتطرف يتقدم والمسلمون الأكثر تضرراً

«اعتداء نيس».. اليمين المتطرف يتقدم والمسلمون الأكثر تضرراً
22 يوليو 2016 00:06
باريس (أ ف ب) ساهم اعتداء نيس الذي وقع قبل أسبوع في تأجيج التوتر مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية في 2017 وسط أجواء سياسية مشحونة وتنامي مشاعر الغضب والحوادث العنصرية في مجتمع فرنسي يعيش على وقع الاعتداءات الإرهابية منذ عام ونصف العام. وأفاد عالم الاجتماع ميشال فيفيوركا أن الأمر المؤكد هو أن الشرخ الذي كان كامناً بات اليوم واضحاً، كتوجيه صيحات استهجان إلى رئيس وزراء أو أن يطلق البعض علناً تصريحات عنصرية. وقال الرئيس فرنسوا أولاند أمس الأول: «بعد هذه المأساة مشاعر الغضب مشروعة، لأن مواطنين قُتلوا ولأن أبرياء استُهدفوا، لكن لا يجوز أن تتحول إلى حقد وشكوك». وفي نيس استخدم الموقع الذي نفّذ فيه التونسي محمد لحويج بوهلال المجزرة في يوليو، في الأيام التي أعقبته مكاناً لإطلاق المشاعر العدائية، وكُتب بالطبشور على الأرض كلمة «جبان!». لكن البعض صبوا جامّ غضبهم على المسلمين الذين «هم على الأرجح الأكثر تضرراً من هذا الاعتداء» حسب البلدية. وحسب الأئمة المحليين هناك نحو 30 مسلماً بين القتلى الـ84. وفي مكان الاعتداء تعالت الشتائم يوم الاثنين الماضي خلال مراسم لتكريم الضحايا، كما أظهر شريط فيديو شوهد أكثر من 2,6 مليون مرة على «فيسبوك». وصرخ رجل موجهاً كلامه إلى شابة مغربية الأصل «عودي حيث وُلدتي». وردت «وُلدت في فرنسا سيدي. فإلى أين أذهب؟». فيجيبها «أنت عار على فرنسا» قبل أن يتدخل شرطي لفض الحادث. وخلال المراسم نفسها، تعرض رئيس الوزراء مانويل فالس لصيحات استهجان ووُجِّهت إليه دعوات للاستقالة. وذكر ميشال فيفيوركا «أن العنف متفشٍّ في كل أنحاء فرنسا»، لافتاً إلى أعمال التخريب التي قامت بها في الربيع مجموعات من مثيري الشغب على هامش حركة الاحتجاج على إصلاح قانون العمل. وأضاف «إننا نواجه أوضاعاً تؤججها الأجواء السياسية في حين يقترب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وكل ذلك يخلق ظروفاً مواتية لوقوع أعمال إرهابية». وبعيداً عن مظاهر الوحدة الوطنية في يناير 2015، أسهم اعتداء نيس في توتير الأجواء السياسية. وقبل تسعة أشهر من الاستحقاق الرئاسي تهاجم المعارضة من اليمين واليمين المتطرف الحكومة الاشتراكية التي تشهد تراجع شعبيتها بمستوى قياسي. وأجواء المزايدة مناسبة مع اقتراب الانتخابات التمهيدية اليمينية في نوفمبر المقبل. واعتداء نيس هو ثالث اعتداء دامٍ في فرنسا خلال سنة ونصف السنة بعد اعتداءات يناير ونوفمبر 2015. وحصدت هذه الاعتداءات 230 قتيلاً ومئات الجرحى في سابقة في تاريخ البلاد الحديث في أوقات سلم. وأعرب مسؤولون فرنسيون مؤخراً عن قلقهم لوقع هذه المآسي المتكررة أمام لجنة تحقيق برلمانية حول اعتداءات عام 2015. وقال برنار باجوليه، مدير أجهزة الاستخبارات الخارجية، «إن الاعتداءات تستوجب صمود المجتمع الفرنسي» معتبراً أن على فرنسا أن تستعد «معنوياً» لعملية «طويلة الأمد» في محاربة الإرهاب. وأضاف «يذكّرني هذا الوضع بالسنوات الصعبة التي شهدتها دول مثل إيطاليا». أما باتريك كالفار، نظيره في الاستخبارات الداخلية، فقال «إنه واثق من قدرة السلطات على الانتصار على الإرهاب»، لكنه «أكثر قلقاً من تشدد المجتمع والحراك الناجم عنه». وأعرب عن قلقه من حصول «مواجهة بين اليمين المتطرف والعالم الإسلامي، ليس المتطرفين، بل العالم الإسلامي». وقال ميشال فيفيوركا: «لا أظن بتاتاً أنه يمكن التحدث عن حرب أهلية، لكنني أرى بلداً يتجه نحو اليمين ويتطلع إلى اليمين المتطرف».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©