البشير في جوبا لبحث «القضايا العالقة»

بحث الرئيس السوداني عمر البشير مع نائبه الأول سيلفا كير ميارديت في جوبا أمس القضايا العالقة بين شمال السودان وجنوبه والتحديات والعقبات التي تعترض مسار حلها وذلك بحضور وفد من الآلية الأفريقية برئاسة ثامبو امبيكي ولجنة السياسية المشتركة لشريكي اتفاقية السلام”المؤتمر الوطني والحركة الشعبية”.وتأتي زيارة البشير إلى جوبا قبل نحو ثلاثة أشهر من الانفصال الرسمي للجنوب عن الشمال في يوليو المقبل وهي الزيارة الأولى له إلى الجنوب بعد إعلان نتيجة الانفصال في استفتاء المصيري للمنطقة. واستقبل الرئيس البشير في جوبا استقبالا حافلا علي الصعيدين الرسمي والشعبي وكان رئيس حكومة الجنوب سيلفا كير ميارديت ونائبه رياك مشار في مقدمة مستقبليه في المطار واصطفت جماهير غفيرة على جنبات الشوارع التي مرت عبرها سيارة البشير مرحبة بقدومه ومعبرة عن امتنانها للرئيس الذي أتاح لهم فرصة التعبير عن آرائهم في الاستفتاء الذي أدى إلي انفصال الجنوب. وبحث الاجتماع الذي تميز بحضور عدد كبير من المسؤولين في الشمال والجنوب القضايا المتعلقة بأبيي وترسيم الحدود والبترول والأمن والديون الخارجية كما اطلع البشير وسيلفا كير على أداء القوات المشتركة المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاقية السلام. ورهنت الحركة الشعبية تسريح قواتها في جبال النوبة بحل القضايا التي من أجلها رفع أبناء المنطقة السلاح ، وقال القيادي بالحركة الشعبية عبدالله تيه إن تسريح أبناء النوبة بالجيش الشعبي مرتبط ببرتوكول المنطقة وبالترتيبات الأمنية وأضاف: يجب رهن التسريح بحل قضايا المنطقة التي من أجلها تم حمل السلاح. وتسبب التباين الكبير في مواقف الشريكين حول القضايا العالقة إلى تعثر جهود حلها. وأعرب المؤتمر الوطني عن أمله في أن يفضي اجتماع جوبا “الرئاسي” إلى تفاهمات سياسية لمعالجة القضايا.وشدد وزير الإعلام القيادي بالمؤتمر الوطني كمال عبيد على أهمية التوافق بشأن القضايا وتقديم النموذج الحضاري لأهل السودان في الاستفتاء والانتخابات. إلى ذلك ، أكد ونستون ليمان المبعوث الأميركي الجديد إلى الخرطوم التزام بلاده بخريطة الطريق لتطبيع العلاقات مع السودان مشيرا إلى اتخاذها خطوات هامة و كبيرة لدراسة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقال ليمان خلال لقائه أمس الأول في الخرطوم مع علي أحمد كرتي وزير الخارجية السوداني إن سياسة بلاده تجاه السودان ستظل كما هي وستحاول التقدم فيها، منوها بأن العمل مع الشركاء في البنك الدولي والمجتمع الدولي حقق خطوات إلى الأمام بشأن رفع ديون السودان الخارجية. ودعا شمال وجنوب السودان إلى عدم اتخاذ خطوات عدائية أو مساعدة أطراف لمحاولة زعزعة السلام والاستقرار في الدولة الأخرى. وبحث ليمان وكرتي الموضوعات الأمنية والاستعدادات المتعلقة بتوقيع اتفاقية السلام الشامل ومشكلة أبيى وقضية دارفور. من جهته قال كرتي إن هناك التزأما واضحا من أميركا لجنوب السودان بعدم دعم المعارضة الشمالية والحركات الدارفورية المسلحة . وأوضح وزير الخارجية السوداني أن السودان وأميركا يتفقان على أن قضية أبيى تحتاج إلى مزيد من الحوار وضبط النفس من الطرفين. وأضاف كرتي :”أكدنا له أن الحكومة المركزية لا علاقة لها بما يدور في الجنوب وهي تعلم مخاطر الانفلات الأمني في الجنوب على الشمال فيما لا تزال هناك الكثير من الحركات الدارفورية لديها قواعد عسكرية ولديها من يتدربون في جنوب السودان”.