الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عودة العقول المهاجرة إلى نيجيريا

8 أغسطس 2008 01:56
بعد عقود قضوها في نيويورك، تقوم أعداد كبيرة حاليا من الشبان النيجيريين الذين تلقوا تعليمهم في مدارس حكومية انجليزية وجامعات أميركية بترك وظائفهم ذات الرواتب المرتفعة في بنوك وول ستريت والمؤسسات الاستشارية بلندن ليعودوا الى صخب لاجوس· ما الذي يجذبهم في المدينة التي تشهد حالة متدنية الجريمة والعنف والفساد ويقطنها 14 مليون نسمة معظمهم يعيشون على أقل من دولارين في اليوم؟ ليس مجرد عائد يقارب أو يضاهي المعروض في الولايات المتحدة او اوروبا بل نزعة وطنية· فرصة للمساعدة في تحقيق حلم بناء مؤسسات تجارية نيجيرية لتكون مثالا لبقية افريقيا· ويقول مايكل اكينديلي الذي ترك عمله في مؤسسة اكسنتشر الاستشارية بالولايات المتحدة ليقيم مشروعه الخاص ويستثمر في قطاع الإعلام والترفيه بنيجيريا ''في الولايات المتحدة اقتصاد مستقر· لا يستطيع المرء إنشاء شركة آبل أخرى أو مايكروسوفت أخرى· لا تستطيع أن تنشيء ديزني أخرى''· ومضى يقول ''تركت هذا الراتب وهذا المناخ المريح والمستقر حيث توجد الكهرباء طوال الوقت والمياه طوال الوقت· لكنني هنا أستطيع خلق نمط الحياة الذي أريده''· وكانت اواخر الثمانينيات والتسعينيات شهدت إرسال الكثير من النيجيريين ميسوري الحال من جيل اكينديلي الى مدارس داخلية في انجلترا او الولايات المتحدة، حينما كانت نيجيريا ديكتاتورية عسكرية لا يوجد بها استثمار أجنبي يذكر فضلا عن تردي نظام التعليم· وراقب هؤلاء الأوضاع بتفاؤل حذر مع بدء عودة البلاد الى الديمقراطية عام 1999 بانتخاب اولوسيجون اوباسانجو بعد ثلاثة عقود من الحكم العسكري ورحبوا بالإصلاحات التي بدأ في تطبيقها بعد فوزه بولاية ثانية عام ·2003 وحين استغلت نيجيريا 12 مليار دولار من مدخرات النفط لسداد ديونها لنادي باريس عام 2005 ونجحت في إسقاط ديون أخرى قيمتها 18 مليار دولار في المقابل لفت هذا انتباه مستثمرين أجانب ونيجيريين مقيمين بالخارج· وقال كايودي اكينديلي (28 عاما) الذي عاد ليعمل لدى بنك يو· بي·ايه ذراع الاستثمار المصرفي لبنك افريقيا المتحد ''كنت أتابع كل هذا من لندن وبدأت أؤمن أن الوقت قد حان لبدء التخطيط للعودة''· وكان كايودي اكينديلي خريج جامعة اكسفورد الذي عاش في بريطانيا لاكثر من 16 عاما يعمل لدى بنك لويدز تي·اس·بي في لندن حين تعرف على طوني ايلوميلو الرئيس التنفيذي لبنك يو·بي·ايه قبل عامين· وكان ايلوميلو يتطلع الى إنشاء بنك استثماري على مستوى عالمي في نيجيريا وكانت مهارات اكينديلي هي ما يحتاجه تماما· ويقول اكينديلي الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس في يو·بي·ايه جلوبال ماركتس ''كان هناك حس وطني· كنت أنظر الى نفسي دوما على أنني نيجيري وخططت للعودة الى نيجيريا في نهاية المطاف''· وأجبرت الإصلاحات التي شهدها القطاع المالي عام 2005 البنوك في نيجيريا على الاندماج لإنشاء مؤسسات بمليارات الدولارات لديها القدرة على التوسع بإنشاء فروع في أسواق جديدة رفيعة المستوى، وأن تدفع رواتب تضارع بعض نظرائها الغربيين· كما شهدت البنوك نموا كبيرا على أثر ارتفاع قياسي في أسعار النفط فضلا عن نمو الطبقة المتوسطة بين سكان نيجيريا البالغ عددهم 140 مليون نسمة· وهي ترفع رأس مالها باستمرار وتزيد من قدرتها على الإقراض· وكان سوق الأسهم النيجيري البالغة قيمته 95 مليار دولار واحدا من أفضل الأسواق الناشئة اداء في العالم السنة الماضية حيث استقطب مستثمرين في الأسهم وفي صناديق التحوط من اوروبا واسيا والولايات المتحدة· ونيجيريا ثامن اكبر دولة مصدرة للنفط على مستوى العالم لكن اقتصادها كان مكبلا بعقود من الفساد المتوطن وارتفاع معدلات البطالة· وشهدت أزمة في قطاع الكهرباء أدت إلى انقطاعها لأسابيع أو أشهر وإغلاق مئات المصانع والقضاء على آلاف الوظائف·
المصدر: لاجوس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©