الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دبي تتحول من «تعليم الكبار» إلى «التعليم المستمر» وتفصل بين فئاته العمرية

دبي تتحول من «تعليم الكبار» إلى «التعليم المستمر» وتفصل بين فئاته العمرية
15 أكتوبر 2009 01:34
تطلق هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي مشروعاً تجريبياً قريباً، يتضمن نقل 250 من الطلبة في مراكز تعليم الكبار في دبي ممن تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عاماً إلى مركز صباحي، حيث سيتم تطبيق الخطة التعليمية الجديدة التي وضعتها الهيئة في هذا الصدد. وقال عيسى الملا المدير التنفيذي لتطوير الكوادر الوطنية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية، إن هذه الخطة تهدف بشكل أساسي إلى تحويل تعليم الكبار إلى بيئة جاذبة وصحية، من خلال فصل الفئات العمرية المختلفة بعضها عن بعض نظراً لخطورة جمع دارسين بعمر المراهقة وما دون مع آخرين بعمر الأربعين على سبيل المثال. ووفقاً للوائح وزارة التربية والتعليم، يتم استبعاد الطلبة بدءاً من الصف الرابع إعدادي في حال أخفقوا في تسجيل نتائج تخولّهم الانتقال إلى الصف الخامس ورسبوا في الصف نفسه لثلاث مرات متتالية. عندها تعمد الوزارة الى نقلهم الى المراكز المسائية المعروفة بمراكز تعليم الكبار. هذه الإجراءات المتبعة جعلت المشكلة سواء كانت تعليمية بحتة او اجتماعية، متركزة في هذه المراكز المسائية عبر دمج أولاد لا تتعدى أعمارهم ثماني سنوات مع دارسين آخرين تتجاوز أعمار بعضهم 50 عاماً. وأضاف الملا أنه سيتم ايضاً تعديل المضمون التعليمي الذي يتلقاه الدارسون لكي يكونوا بعد تخرّجهم على أتمّ الجهوزية للدخول إلى سوق العمل. وتتضمن الخطة بشكل عام تطوير برامج تعليمية وتدريبية تحاكي سوق العمل من خلال دمج الجانبين المهني والتعليمي، وبالتالي فإن الدارس سواء كان وافداً أو مواطناً سيكون قادراً على تعلّم مهارات جديدة بمستويات ومعايير عالمية يحتاجها سوق العمل في دولة الإمارات. وأوضح انه لهذه الغاية تمّ إنشاء إدارة جديدة في هيئة المعرفة تعمل ضمن إدارة تطوير الكوادر الوطنية هي إدارة «التعليم المستمر»، لافتاً الى أنه من مهام هذه الإدارة الجديدة وضع أسس تطوير تعليم الكبار من خلال دراسة أفضل المعايير والممارسات العالمية. كادر غير مؤهل أما بالنسبة للكادر التعليمي والإداري القادر على تنفيذ خطة الهيئة، أشار الملا الى أن الكادر الموجود حالياً غير قادر على تنفيذ توجهات الهيئة ولا يفي بحاجتها، لذلك فإن إدارة «التعليم المستمر» ستعمل على وضع برامج تدريبية مكثفة من شأنها تأهيل الهيئة التدريسية والإدارية لكي تتماشى مع الخطة الجديدة والشكل الجديد الذي سيكون عليه تعليم الكبار. وشرح أن الخطة بشكل عام تستهدف بالدرجة الأولى الأعمار التي تتراوح بين 8 و15 عاماً عبر نقلهم جميعاً الى مراكز صباحية يطبّق فيها المفهوم الجديد للدراسة. أما باقي الدارسين فسيبقون في مراكزهم المسائية، لحين الانتهاء من تطبيق المرحلة الأولى من الخطة. وقال إن الدارسين من فئة صغار السن يعتبرون أولوية بالنسبة للهيئة في مجال تطبيق الخطة التطويرية كونهم يشكلون القوى العاملة المحترفة في المستقبل التي يفترض الاستثمار فيها للاستفادة منها عندما تدخل سوق العمل في الإمارات. التعليم المستمر أما أول تغيير قامت به الهيئة فهو تغيير مسمى تعليم الكبار الذي «أكل عليه الدهر وشرب» برأي الملا، والذي «يرسّخ الطابع السلبي لهذا النوع من التعليم ودارسيه»، مشيراً الى أن تعبير «التعليم المستمر» هو أفضل وصف للنسخة المطوّرة من تعليم الكبار والتي تعبّر عن حقيقته وأهدافه والغاية منه. وقال إن البرنامج التطويري الذي سلّمت الهيئة نسخة منه الى وزارة التربية والتعليم يمتد على فترة ثلاث سنوات، الا أن المدى الزمني للبرنامج التجريبي لم يتم تحديده بعد نظراً للمراحل المختلفة التي سيمر بها قبل إطلاقه وتطبيقه على مختلف مراكز تعليم الكبار والتي تتلخص بالتجريب، والتقييم، والتعديل ومن ثم التعميم. وتكريساً لشفافية العمل في هذا المشروع والتي تعتبر جزءاً مكملاً للخطة الاستراتيجية لتطوير الكوادر الوطنية، اكد الملا ان الإدارة سوف تعمد الى إصدار تقرير كل ثلاثة أشهر يتضمن النتائج التي يحققها البرنامج ويكون بمثابة قياس للأداء العام للطلبة والهيئة التدريسية والإدارة، علماً بأنه سوف يتم تزويد وسائل الإعلام بهذه النتائج على طول العام الدراسي. غياب الأرقام أما أبرز المعوّقات التي واجهتها ولا تزال تواجهها الإدارة بحسب الملا، هي غياب أرقام موثقة عن عدد الدارسين والمتخرجين والمتسرّبين من مراكز تعليم الكبار في الدولة، مشيراً إلى انه لا يمكن الاعتماد على أعداد المسجّلين التي تكون مرتفعة في البداية ومن ثم تتناقص تدريجياً مع مرور شهور الدراسة. وبين الملا أن البيانات الأولية تشير الى وجود حوالي 13 مركزاً لتعليم الكبار في دبي يدرس فيها حوالي 3087 دارساً، بينهم 1515 من الذكور و1572 من الإناث. أما على مستوى الدولة، فتشير تقديرات العام 2008 إلى ان العدد الإجمالي للدارسين يبلغ 12 ألفاً موزَعين على 92 مركزاً لتعليم الكبار. وللحدّ من نسبة التسرّب الحاصلة دوماً في تعليم الكبار، وضعت إدارة التعليم المستمر في الهيئة شروطاً تمنع الدارس من التهرّب من الحضور لأكثر من ثلاث مرات. وقال الملا إنه بعد ذلك يُحرم الدارس تماماً من التسجيل في مراكز تعليم الكبار لإعطاء من هو أكثر جدية منه فرصة دخول البرنامج الجديد. وأكد أنه على الدارس أن يعرف أن شروط الالتزام في الدراسة بمراكز التعليم المستمر لا تختلف عن تلك المتبعة في المدارس الصباحية. وأشار الى أن هذا البرنامج سوف يغير من الصورة النمطية السلبية السائدة والمرسومة في أذهان الكثيرين عن تعليم الكبار والدارسين فيه، رافضاً فكرة نعت كل دارس في تعليم الكبار بالـ»فاشل» خصوصاً من قبل مدراء المدارس. ودعا الى الاستفادة من جموع الطلبة العائدين الى الدراسة متحمسين من خلال تأمين بيئة دراسية ملائمة تحفزهم على الاستمرار. وكانت فاطمة المري الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم المدرسي في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي أشارت الى أن هيئة المعرفة بدأت الإعداد لخطة متكاملة لتطوير تعليم الكبار في دبي. وتم إجراء دراسة ميدانية حول أفضل الممارسات العربية والمحلية في مجال تعليم الكبار والدراسة المنزلية، كما زار المشرفون على خطة التطوير دولاً خليجية للوقوف على تجاربها. ولفتت إلى أن الهيئة حريصة على تعزيز منظومة القيم في نفوس طلبة مدارس التعليم العام ومراكز تعليم الكبار، مشيرة إلى دراسة فصل الفئات العمرية في مراكز تعليم الكبار من خلال تقسيمهم إلى 3 فئات. وتشمل الأولى من هم أقل من 15 سنة، وتتراوح أعمار الفئة الثانية بين 15و35 سنة، فيما تشتمل الفئة الثالثة على الدارسين الذين تفوق أعمارهم 35 سنة. وأشارت إلى أن لكل فئة عمرية برامج محددة، حيث تدرس مؤسسة التعليم فصل الطلبة في فئة من هم أقل من 15 سنة في مراكز أخرى لتعليم الكبار منعاً للاختلاط بين الفئات العمرية الأكبر سناً. وحول الفئة الثانية التي تتراوح أعمارها بين 15و35 سنة، ذكرت المري أن خطة الهيئة تبحث خيار بقاء هؤلاء الدارسين في مراكز تعليم الكبار مع توفير برامج تربوية ترتقي بمهاراتهم وتربطهم بسوق العمل، أو الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي. أما الفئة الثالثة والذين يزيد أعمار الدارسين فيها عن 35 سنة، فسوف يخضعون لبرامج تعليمية تستهدف في المقام الأول محو أميتهم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©