الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صورة المرأة في السينما.. مضطهدة ومتسلطة

صورة المرأة في السينما.. مضطهدة ومتسلطة
15 ابريل 2014 20:55
ريهام صفوت (القاهرة) دائماً تظل صورة المرأة في السينما، إما مضطهدة، أو خائنة أو متسلطة، حيث لم تتعامل السينما المصرية مع قضايا وواقع المرأة الاجتماعي بشكل أكثر قرباً، ورغم وجود العديد من الأفلام التي عبّرت عن مشاكل المرأة بشكل واقعي، مثل أفلام، الأستاذة فاطمة، والأفوكاتو مديحة، مروراً بأسرار البنات، ومذكرات مراهقة، والشوق، وركلام، وبنتين من مصر، وصولاً إلى أفلام مثل 678 الذي تناول ظاهرة التحرش، وكذلك فتاة المصنع، إلا أن هذه الأفلام لا تعدو كونها أعمالاً سينمائية عابرة، حيث فشلت في عرض مشاكل المجتمع وطرح الحلول المناسبة، وما زالت السينما تتعامل مع المرأة، باعتبارها أداة لتحريك الغرائز ومخاطبة الشهوات. شباك التذاكر على الصعيد الفني، يقول الناقد السينمائي أحمد كامل: كانت المرأة تشكل حالة فريدة في شخصيتها وفي الأدوار التي تقدمها على الشاشة سابقاً، وهذا ما ينطبق على جيل نادية لطفي وسعاد حسني، ويأتي بعدهما نبيلة عبيد ونادية الجندي، في استكمال مسيرة صورة المرأة التي تنافس الرجل في شباك التذاكر. وتابع: بدأ هذا الدور يتراجع مع جيل يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين، ولم يستطعن منافسة الأجيال السابقة في تقديم دور المرأة بشكل قوي، فضلاً عن عدم قدرتهن على إقناع الجمهور في بطولات مطلقة على غرار نادية الجندي ونبيلة عبيد، وأشار إلى أن الجيل الحالي مثل منى زكي ومنة شلبي استطعن حمل الراية منكسة من جيل يسرا، ورغم أن هناك محاولات من بعضهن لاسترداد البطولة المطلقة، إلا أن جميع تجاربهن فشلت، نظراً لأن السينما تعتمد بشكل رئيسي على النجم الشاب. السينما الحديثة وقال الفنان محمد صبحي: إن سينما المرأة بعد الثورة لم تتعامل مع المرأة المصرية بالصورة الإيجابية الفعالة التي انتظرناها جميعاً، لافتاً أن حوالي 80 % من الأفلام الحديثة تظهر المرأة المصرية بائعة هوى، مشدداً على أن السينما في مصر تحتاج إلى ثورة على كل ذلك قائلاً: نحتاج تغيراً ثورياً حقيقياً في وزارة الثقافة وهذا ما يحتاج إلى تطهير جيد، فالثقافة سلوك، فماذا يحدث في مصر نتيجة فن مبتذل يقدم منذ سنوات عديدة دمر سلوك الشباب؟!. وأضاف صبحي: أن ظهور المرأة المصرية في السينما الحديثة بعد الثورة كان كارثياً، حيث تجسدت تلك الكارثة في الأفلام التي تم إنتاجها بعد الثورة ومن أشهرها ثلاثة أفلام معروفة تعتمد على البلطجي والراقصة، وإدمان المخدرات، وانعدام الأخلاق وتصديرها للمجتمع العربي والمصري، وكأن هذا ما يحدث في مصر. أزمة حقيقية بينما يرى السيناريست مصطفى محرم، أن سينما المرأة مازالت ضعيفة، ولم ترتق إلى مستوى الفن السابع، وهو ما يضع صنّاع الفن أمام أزمة حقيقية، نظراً لضعف مستوى السيناريوهات التي تخص دور المرأة داخل العمل الفني، وأوضح أن المرأة عموماً مضطهدة في حياتها الاجتماعية، لوجود موروثات قديمة جعلت المصريين يعاملها كأنها «مواطن درجة ثانية»، وبالطبع هذه الثقافة خلّفت مردوداً فنياً عن صنّاع الفن. ومن جانبه، أوضح المخرج مجدي أحمد علي، أن غالبية الأفلام التي توصف بأنها سينما المرأة ظلمتها المعالجة الدرامية، حيث وضعتها في موقف المرأة المتسلطة، أو التي تستغل جسدها من أجل الإنفاق على أسرتها، كما حدث في فيلم «ريكلام»، وأكد أن ازدواجية المجتمع الذكوري الموروثة، أثرت على كتّاب السينما، فجميع الأعمال تضع مبررات للرجل في نزواته، في حين صوّرت السينما المرأة بشكل منحرف، وتستحق العقاب لأنها تنازلت عن شرفها. سوسن بدر: الأزمة في تخوف المنتجين ترى الفنانة سوسن بدر، أن السينما منذ سنوات تحاول الوقوف إلى جانب المرأة بشكل قوي، ولذلك ظهرت أفلام مثل «678» الذي تناول قضية التحرش بشكل واقعي، وأيضاً فيلم «بنتين من مصر» الذي تناول أزمة العنوسة في مصر، ومؤخراً فيلم «فتاة المصنع» الذي كشف عن معاناة المرأة العاملة، وأوضحت أن أزمة المرأة في السينما تكمن في تخوّف المنتجين من تقديم مثل هذه النوعية من الأفلام، لأنها أفلام مأساوية، ولا تلقى النجاح الجماهيري، مقارنةً بأفلام النجوم الشباب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©