الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أموال المنتجين تغرق الدراما ومسلسلات المقاولات تربح

15 ابريل 2014 20:10
سعاد محفوظ (القاهرة) تأثَّر إنتاج الدراما المصرية بسبب الأحداث الجارية التي تمر بها البلاد، وهو ما يدق ناقوس الخطر، كون القاهرة تعتبر أكبر منتج للدراما على المستوى العربي، في ظل تأثر الدراما السورية بما تمر به من أحداث، مما دعا المسؤولين عن الدراما في مصر إلى دراسة سبب تراجع الإنتاج، ومحاولة النهوض بالمستوى الفني للخروج من كبوته. الكاتب وليد يوسف يرى أن الإنتاج الدرامي المصري يمر بمرحلة حرجة، فهناك العديد من الصعوبات، التي تواجه ككاتب وتؤثر في العمل بشكل عام، فمثلاً هناك منتجون منفذون أو مشاركون، دخلوا الوسط الفني بأموالهم ليستثمروها ولا يهمهم سوى المكسب، وأكد أن ظهور مسلسلات المقاولات يعود للسياسة الخاطئة السابقة، التي اتبعها المسؤولون عن الإنتاج والمعتمدة على الكم على حساب الكيف، وذلك لإغراق السوق الدرامي العربي بالمسلسلات على حساب الجودة، ويطالب بضرورة إلغاء نظام المنتج المتعدد والمشارك للقضاء على فئة المقاولين، التي اقتحمت المجال الفني وعودة الإنتاج للتلفزيون المصري، وإحكام الرقابة على عملية الإنتاج الدرامي. الاهتمام بالكاتب أما الكاتب والسيناريست محفوظ عبد الرحمن، فقال إن ما يُقدم على الشاشة الصغيرة هي مسلسلات تصنعها الإعلانات، حيث يقوم المعلن، أو التاجر باختيار الشركة المعلنة، التي تختار بعد ذلك النجم والكاتب والمخرج، ولا يرضى صاحب القلم بذلك، وقلة ظهور كتّاب الدراما العرب أسبابها سوء حال الإنتاج المصري في الفترة الأخيرة، وعدم الاهتمام بالكاتب، حيث أصبح الاهتمام يقتصر على النجم وفي الوقت نفسه تُقدم القنوات العربية إغراءات كبيرة للكتّاب ولا تتوقف هذه الإغراءات على النواحي المادية فقط، بل تتطرق إلى ظهور العمل بشكل متميز وجذاب، وكذلك الاهتمام بالكاتب نفسه واحترامه، لأن المؤلف عملة نادرة. ولذلك بدأت القنوات الفضائية تجري وراء الكتاب المصريين، لأنهم الأكــثر إبداعاً، لكن هذه الظاهرة خطـيرة، حيث ســتؤدي إلى إفراغ الساحة الفنية فـي مصر من كبار الكتّاب. سيطرة الإعلانات وللتغلب على الظروف الإنتاجية ظهر ما يسمى بمسلسلات المقاولات، والتي يعزو وجودها الكاتب السيناريست يسري الجندي بسبب التوسع الكمي في القنوات الفضائية والأرضية: الأمر الذي أدى لزيادة ساعات الإنتاج الدرامية، وكانت النتيجة الاستعانة بما يسمى بالمنتج المنفذ والمشارك لأنها فوق طاقة الجهات المنتجة الرسمية. ويضيف: يوجد العديد من المشاكل والعوامل التي تتحكم في العملية الإنتاجية، أبرزها سيطرة الإعلانات والرغبة في المكسب السريع والخضوع لشروط النجوم، حتى أصبح الإنتاج يقوم على المنتج المشارك من ناحية والنجوم من ناحية أخرى، كل هذه العوامل جعلت القنوات الفضائية إنتاجها مباشراً، وتقلل من نسبة الإعلانات داخل المسلسل، ونحن نتعامل مع قنوات عربية بشرط أن تذاع هذه الأعمال على قنواتنا الأرضية أيضاً. وبعد طرح الكاتب مجدي صابر سؤالاً: ما المانع في اتجاه الكاتب المصري للإنتاج العربي؟، يجيب: لا يوجد فرق بين الدراما العربية والمصرية، والإنتاج أصبح متداخلاً، لكن الإنتاج المصري يمر بعدة مشاكل فهو ضعيف لقلة التمويل، كما أنَّ الإعلانات هي التي تحدد العمل، وطالب اتحاد الإذاعة والتلفزيون والدولة الاهتمام بالدراما، لأنه في الوقت الذي تنهض فيه الدراما التركية والخليجية بأعمالهما، بدأت تتراجع القاهرة ودمشق عن إنتاج الدراما، نظراً للأحداث الداخلية في البلدين. ميزانية العمل فيما أشار الكاتب وحيد حامد إلى أن سبب الأزمة التي أصبحت تهدد الدراما التلفزيونية بشكل عام، أن كل فرد من صنّاع العمل يستقطع لنفسه جزءاً كبيراً من ميزانية المسلسل، بالإضافة للجزء الآخر المخصص للنجم، وبالتالي لا يتبقى من ميزانية العمل المخصصة ما ينفق على الفن والدراما نفسها، بالإضافة إلى أن أغلب المنتجين المنفذين ليست لهم علاقة بالفن من قريب أو من بعيد، فالمسألة بالنسبة لهم تجارة ومعظم المسلسلات يتم تفصيلها وكتابتها أثناء التصوير على مقاس النجم، ويضيف: الحل هو عدم التصوير قبل نهاية الكتابة واختيار صلاحية النص من خلال لجان من المتخصصين «مؤلف ومخرج وناقد ومنتج مخضرم»، وقتها من الممكن أن تنهض الدراما المصرية وتسير في خطى سليمة. وبدوره أوضح المخرج مجدي أحمد علي، أن أزمة الدراما المصرية تكمن في تحول بعض المنتجين إلى «مرتزقة» - حسب وصفه - خاصةً أن الجميع بات يبحث عن المال دون الاكتراث بما يقدم على الشاشة من أفكار بناءة تخدم المجتمع المصري، حيث بات المنتجون يصدّرون أعمالاً تفتقد إلى الذوق والثقافة الشعبية القديمة، وأصبحت الدراما تتحدث عن الخمر والزواج و«البلطجة» وغيرها من الأفكار السلبية التي تحمل رؤى سطحية، وأكد أن الحل لا بد أن يكون نابعاً من عند المنتجين أنفسهم، لأن الفن قائم على أموالهم، باعتبارهم شركاء أساسيين في الصناعة. محمد صبحي: إعلانات الصابون والزيت تضيّع الفكرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©