الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفالنا في أزمة.. بسبب «قلق الانفصال»

أطفالنا في أزمة.. بسبب «قلق الانفصال»
27 يوليو 2016 09:14
خورشيد حرفوش (القاهرة) يشكو كثير من الأمهات من حالة الهلع والصراخ والبكاء التي تنتاب الطفل، عندما يري أمه تستعد للخروج من المنزل، وتركه بصحبة المربية أو الجليسة.. مما يشعر الأم بالحيرة والذنب والارتباك، وعادة ما تستغرق موجة غضب الطفل تلك وقتاً طويلاً من النحيب، والانصراف عن اللعب أو الأكل إلى أن تعود الأم. وقد تتكرر هذه الحالة يومياً. وأشارت الدكتورة هالة السويفي، استشارية الصحة النفسية بمستشفيات جامعة عين شمس، إلى أن تلك التصرفات اللاإرادية ما هي إلا حالة يطلق عليها «اضطراب أو قلق الانفصال المتزايد»، بسبب عدم الإحساس بالأمان الكافي، ويهدف الطفل من ورائه إشعار الأم بالذنب إن لم ينج في إثنائها عن الخروج والبقاء في المنزل. وعلى الرغم من أن عليها تفهم تلك الحيلة، إلا أنه لا يجوز أن تتركه ينجح في محاولاته، فتزايد قلق الابتعاد أو الانفصال أمر عادي للغاية في سن معينة، ونادراً ما يكون سببه أي شيء يفعله الوالدان، لكنه سرعان ما ينتهى بتطور ونمو ذاكرة الطفل ونضجه الانفعالي. فهو في مرحلة معينة سيدرك ويتذكر أن أمه ستغيب لبعض الوقت ثم تعود كما حدث في المرات السابقة. وقد تستمر حالة الشكوك لدى الطفل وقتاً أطول، لكن تلك الحركات المسرحية للغضب ستنتهي فور عودة الأم واحتضانها الطفل. وكثير من الأطفال يتوقفون عن البكاء والصراخ بمجرد أن تخرج الأم وتغلق الباب، ويكتشف أن العودة للهدوء أمر واقع في وجود المربية. نصائح وللإقلال من اضطراب الانفصال تلك إلى حده الأدنى، وأيضاً من الشعور بالذنب، تنصح الدكتورة السويفي الأم باتباع أمور معينة تساعد الطفل على سرعة التكيف، وتستطيع منحه الحب والإحساس بالأمان. وأهم تلك الخطوات أن تحسن اختيار المربية أو الجليسة، وأن تطلب منها أن تتفرغ للجلوس مع الطفل وممارسة الألعاب التي يحبها قبل خروجها وفي وجودها حتى يندمج ويتفاعل معها، حتى وإن فطن الطفل بأن الأم تستعد للخروج، وحتى ولو رفض الطفل ذلك، وتمرد، لكنه سرعان ما يهدأ بعد خروجها. ومن الممكن أن تقوم الأم بإبلاغ الطفل مسبقاً قبل أن تتهيأ للخروج، وتحاول أن تشرح له بطريقة بسيطة، لماذا تخرج، ولماذا هي مضطرة أن تتركه بصحبة المربية. أما إذا تسللت الأم من المنزل في غفلة منه، فقد يخشى مغادرتها من دون سابق علم في أي لحظة، مما يترتب عليه زيادة إحساسه بعدم الأمان ومن ثم التعلق المفرط بالأم. وقالت: من الممكن أن تجعل الأم هذا الموقف من الطقوس المبهجة للطفل، فقد تحمله وتقبله وتحتضنه من دون إطالة أو مبالغة في العاطفية، لكن عليها أن تحافظ على حسمها وابتسامتها حتى ولو غطت دموعه وجنتيه. وقد تطلب من المربية أن تحمله ليطل من النافذة أو الشرفة ليراها وهي تودعه مؤقتاً، ويطلب منه أن يلوح لها بيديه. وذلك مع التأكيد المستمر أنها ستعود سريعاً حال الانتهاء من مهمتها. وأن عليه أن يستعد لاستقبالها من دون بكاء. ومن الممكن أن توعد الأم الطفل بأنها ستعود ومعها لعبة جديدة له، أو حلوى أو قطعة شيكولاتة يحبها، ولكن ليس في كل المرات حتى لا يعتاد أن تكون المكافأة هدية عدم بكائه. فمن المهم أن يدرك أن نوبة الغضب تلك لا تجدي في كل الحالات، وأن عليه أن يتكيف معها بمرور الوقت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©