البطولة الخليجية سقطت من أجندة أنديتنا

فجأة ودون سابق انذار غابت أنديتنا عن المشاركة في بطولة أندية التعاون الخليجي التي تحمل الإمارات لقبها الأخير، وبعد أن كان فريقا الجزيرة والشارقة يتنافسان الموسم الماضي على استضافة الدور التمهيدي في إحدى المجموعات قبل أن يستضيف الجزيرة المجموعة الأولى، لم يتقدم أي ناد من الدولة لإبداء رغبته في المشاركة في النسخة الجديدة من الأساس ولم يتخذ اتحاد الكرة أو رابطة دوري المحترفين أي موقف من هذا العزوف من قبل أنديتنا عن المشاركة في هذا المحفل الخليجي ليمر موعد تقديم أوراق المشاركة، وتجرى القرعة وتحدد المجموعات· لم يتحدث أحد من الأصل عن هذا التطور السلبي أو يبحث تداعياته لأنه يحمل في مضمونه تهديداً باحتجاب شمس أندية الإمارات عن الساحة الخليجية في حالة تكراره، ونفضت الأندية أيديها من الموضوع وكأنه لا يعنيها، وانشغل اتحاد كرة القدم مع رابطة المحترفين في اتفاقيات الشراكة في البطولات وفي مسابقات الموسم الجديد وانطلاق أول بطولة لدوري المحترفين وسقطت المشاركة الخليجية من أجندة أنديتنا، وغاب الحديث عنها تماماً رغم أن أندية الشباب والعين والجزيرة فازت بها من قبل، وبرغم أن الإمارات معنية بإنجاح تلك البطولة، شأنها شأن كل دول الخليج· في هذا التحقيق طرحنا السؤال على مسؤولي اتحاد الكرة ورابطة المحترفين والأندية لنحدد من المسؤول بالضبط عن غياب أنديتنا عن الساحة الخليجية·· ترى من المسؤول ؟· يحيى عبدالكريم: لا يمكننا إجبار الأندية على المشاركة أكد يحيى عبدالكريم رئيس لجنة مسابقات رابطة دوري المحترفين أن غياب المشاركة عن بطولة أندية التعاون أمر مؤسف كان الاتحاد يتجنب حدوثه، مضيفاً: لكننا كرابطة لم نتلق إخطاراً من قبل أي ناد برغبته في المشاركة، ونحن نحترم رغبات الأندية ولايمكن إجبارها على شيء خصوصاً أنها على أعتاب الدخول في مرحلة جديدة وهي مرحلة دوري المحترفين، ولكن رأيي الشخصي يتمثل في أن الغياب عن المشاركات الخليجية خسارة كبيرة خاصة أننا أبطال الخليج في الموسم الماضي على مستوى المنتخبات من خلال الفوز ببطولة ''خليجي ''18 التي أقيمت بأبوظبي في بداية العام الماضي، وكذلك الفوز بلقب بطولة أندية التعاون عن طريق نادي الجزيرة في اليوم الأخير من عام ·2007 وقال يحيى عبدالكريم: المؤكد أننا سنبحث هذا الأمر في المرحلة المقبلة وسوف نضع الآليات التي تضمن التواجد الإماراتي في تلك البطولة لأن أهدافها تتجاوز كرة القدم إلى تحقيق التواصل بين الشباب الخليجي والتعاون المشترك ولا يجب التفريط في تلك الأمور التي تدعم هويتنا الخليجية والعربية· وأوضح أنه ربما يكون سبب العزوف في توقيت بطولة التعاون والدور التمهيدي لها والمحدد له شهر أغسطس وهو الوقت الذي تسافر فيه أنديتنا للمعسكر الخارجي، مشيراً إلى أنه في هذا الشأن من الوارد أن تتم مناقشة التوقيت مع اللجنة التنظيمية لتلك البطولة للتوصل معها للموعد الأنسب الذي يضمن المشاركة الفعالة من أنديتنا· راشد الزعابي: خسرناها وخسرتنا قال راشد الزعابي عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الذي سافر إلى البحرين ومثل الإمارات في اجتماع اللجنة التنظيمية الخاص بالبطولة: حاولت بكل الطرق إقناع اللجنة باختيار موعد آخر مناسب للدور التمهيدي ولكن وجدت تصميماً من أندية السعودية والبحرين على إقامته في نهاية أغسطس وأوضحوا لي أن الموعد متفق عليه من قبل ومن الصعب تغييره وان الإمارات كانت قد وافقت من قبل عليه· أضاف: قلت لهم إنني على ثقة أن اندية الامارات سوف تغيب عن المشاركة إذا لم يتم تغيير الموعد ولكن كلامي لم يجد آذاناً صاغية· وأوضح الزعابي أنه بعد العودة قام بالاتصال شخصياً بعدد كبير من الأندية لحثها على المشاركة وكان أقرب الأندية للمشاركة نادي العين ولكنه طلب تأجيل الدور التمهيدي لمدة أسبوع فقط، غير أنه لم ينجح في تحقيق ذلك مع اللجنة التنظيمية فتراجع العين، وتم عرض الأمر على الوصل ولكنه كان يأمل لآخر لحظة في المشاركة الآسيوية وظل رأيه معلقاً حتى اللحظة الأخيرة ثم لم يرد ومر الموعد المناسب للتقدم للمشاركة وأجريت القرعة، مشيراً إلى أنه عرض الأمر كذلك على نادي الوحدة الذي اعتذر بسبب تعارض موعد الدور التمهيدي للبطولة مع برامج استعداداته· وقال الزعابي: لابد أن نعيد النظر في هذه البطولة كاتحاد كرة ورابطة محترفين وأندية لأننا معنيون بإنجاحها ونحن الحاصلين على اللقب الأخير فيها، وحقيقة الأمر أن النسخة الحالية من البطولة خسرتنا ونحن خسرناها أيضاً ولا يجب تكرار هذا المشهد لأن المشاركات العربية والخليجية مهمة جداً بالنسبة لنا· وأضاف: الإخوة في الاجتماع التنسيقي للبطولة لم يكن لديهم مانع من استضافة الامارات لمجموعة من المجموعات بشرط أن تقام في موعدها، وأيضاً لم يكن لديهم مانع أن نشارك بفرق الرديف، ولكن النظام الجديد للبطولات الآسيوية الذي منح الإمارات 4 مقاعد في البطولة القارية ساهم في تفضيل تلك الأندية للمشاركة في البطولة القارية على حساب البطولة الخليجية، وكان من الممكن أن يشارك ناد أو اثنان من أنديتنا المشاركة في الآسيوية في البطولة الخليجية لأن موعدها لا يتعارض مع الآسيوية فهي تنتهي في ديسمبر والآسيوية تبدأ في هذا التوقيت وكانت ستحقق استفادة لأنديتنا في الإعداد للآسيوية· ناصر اليماحي: تأخر جدول دوري المحترفين أصاب الجميع بالقلق أبدى ناصر اليماحي عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم دهشته من غياب الأندية عن البطولة الخليجية، مطالباً اتحاد الكرة مع رابطة المحترفين ببحث أسباب هذا الغياب لعدم تكراره في المواسم المقبلة، مشيراً إلى أنه لا يمكن إرغام الأندية على المشاركة ولكن يمكن مضاعفة الحوافز للفرق لدفعها لتمثيل الدولة في هذا المحفل خاصة أن المكاسب كثيرة، على رأسها الاحتكاك القوي مع فرق قريبة من مستوانا· وقال اليماحي: تأخر رابطة أندية المحترفين في طرح أجندتها للموسم الجديد ربما يكون السبب في عدم وضوح الرؤية للأندية وتزايد القلق حول التضارب في المواعيد، وبالتالي كان التردد في إرسال طلبات المشاركة، وأنه لو أن رزنامة الموسم الجديد كانت واضحة لساهم ذلك في ترتيب الأندية لأوراقها· وقال: هذا الموسم استثنائي لأنه يشهد الدخول في مرحلة جديدة مع دوري المحترفين والنظام الجديد لمسابقة دوري الدرجة الأولى، وبطولة التحدي، وبطولة كأس رابطة المحترفين، بالإضافة إلى بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وبالتالي كان وارداً ظهور بعض السلبيات كما كنا نتوقع وسوف تتم معالجة تلك السلبيات مع مرور الوقت· وأوضح اليماحي أن بطولة أندية التعاون تطورت وأصبحت قوية بنظامها الجديد وتشارك فيها الأندية الأبطال في المنطقة الخليجية، وتضاعفت جوائزها أخيراً ويمكن اعتبار الدور التمهيدي لها أفضل استعداد للموسم الجديد دائماً لأنه يضمن خوض 3 مباريات خارجية قوية· سليم الشامسي: أصبحنا نعطي الأولوية للبطولات المحلية قال سليم الشامسي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة: الرغبة في الوصول لحلول جذرية في أي مشكلة تتطلب التحدث بالحقيقة، وهو ما يقتضي الاعتراف بالأسباب الحقيقية لعزوف أنديتنا عن المشاركة في البطولة، وفي مقدمتها أنها غير معترف بها دولياً، وجوائزها ليست مغرية، وتتضارب توقيتاتها أحياناً مع المسابقات المحلية، والأندية تعطي للمسابقات المحلية الأولوية لأنها تؤهل للمشاركات الآسيوية والعربية وإذا كانت بطولة الخليج ستأتي على حساب البطولات المحلية فإن التفريط سيكون ببطولة التعاون· وأوضح الشامسي أن اتحاد الكرة مع رابطة المحترفين لابد أن يتعاونا من أجل ضمان المشاركة الإيجابية في تلك البطولة وكذلك في دوري أبطال العرب لأن الخبرة الدولية مطلوبة ولن تتولد إلا بالمشاركات الخارجية، ولابد من الاعتراف بأن الجزيرة استفاد كثيراً من المشاركة في تلك البطولة خلال الموسمين الأخيرين فقد تأهل إلى نصف النهائي في أول مشاركة وفاز باللقب في المشاركة الثانية، وسوف تنعكس مشاركته الخليجية على المشاركة الآسيوية الأولى له في الموسم المقبل لأن معظم لاعبيه أصبحت لديهم الخبرة الدولية اللازمة لذلك على عكس تأهلهم آسيوياً مباشرة بدون الدخول في أي معتركات خارجية· أحمد سعيد: لم يخطرنا أحد بحقيقة الوضع اتفق أحمد سعيد مدير الفريق الأول بنادي الجزيرة مع كل الآراء السابقة، مؤكداً أن غياب أنديتنا عن النسخة 24 خسارة كبيرة، وأوضح أن الجزيرة لو كان يعلم بغياب أنديتنا المحلية عن المشاركة لقدم أوراقه وطلب المشاركة إلى جانب مشاركته في البطولة الآسيوية، مشيراً إلى أن الكثير من الأندية الخليجية تجمع بين المشاركة الآسيوية والمشاركة في تلك البطولة وأقرب مثال مشاركة الهلال السعودي في البطولتين في الموسم الماضي· وأضاف أن الجزيرة كانت لديه القدرة على القيام بذلك لأنه يمتلك فريقين قويين حالياً بعد التعاقدات الجديدة ودعم الصفوف، وقال: من خلال التجربة أعترف أن الفائدة كبيرة للغاية من المشاركة في تلك البطولة خاصة في الدور التمهيدي منها الذي يعد أفضل إعداد للموسم الجديد، والذي يضمن توفير الاحتكاك القوي مع أندية متقاربة المستوى بدلاً من البحث دون جدوى لفترات طويلة عن تجارب ودية قوية قبل بداية الموسم· وأعرب أحمد سعيد عن حزنه لغياب أندية الإمارات عن هذا المعترك خاصة بعد الفوز بآخر لقب في النسخة الماضية