الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السموأل المغربي.. نابغة الطب والجبر

السموأل المغربي.. نابغة الطب والجبر
6 يونيو 2017 19:54
أحمد مراد (القاهرة) ولد يهودياً، واعتنق الإسلام بعد أن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وكان من العلماء الموسوعيين واسعي الاطلاع، حيث نبغ في علوم الجبر والطب والهندسة والتاريخ. هو صموئيل بن يهوذا بن آبون، المولود في المغرب خلال العقد الثاني من القرن السادس الهجري، وكان أبوه أحد أحبار اليهود الكبار، وقد كان أعلم أهل زمانه بعلوم التوراة، كما كانت أمه متبحرة في علوم التوراة والعبرية، وحرص الأبوان على تعليم ابنهما علوم التوراة والعبرية، وأفرغا فيه خلاصة علمهما إلى الحد الذي أكمل فيه العلم باللغة العبرية وبعلوم التوراة عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، وبعدها انتقل السموأل إلى تلقي باقي العلوم، فتعلم الحساب الهندي والجداول الفلكية، وأحكم هذين العلمين في أقل من سنة، ثم تعلم الحساب الديواني، وعلم المساحة، والجبر، والمقابلة، والهندسة، وبدأ تعلم الطب على يد الشيخ أبي الحسن الدسكري، ونبغ فيه حتى عمل في قصور أمراء أذربيجان. وعن إنجازاته في علم الطب، يقول السموأل: وفي خلال ذلك ليس لي مكسب إلا بصناعة الطب، وكان لي منها أوفر حظ، إذ أعطاني الله من التأييد فيها ما عرفت به كل مرض يقبل العلاج من الأمراض التي لا علاج لها، فما عالجت مريضاً إلا وعوفي، وما كرهت علاج مريض إلا وعجز عن علاجه سائر الأطباء. وبعد مطالعة العديد من الكتب بالعراق والشام وأذربيجان، بدأ في استخراج علوم كثيرة، واختراع أدوية منها ما سماه «المخلص»، وكان ذا قوة نافذة، وكان يعالج أمراضاً كثيرة، وغير ذلك من الأدوية التي ركبها وكان فيها منافع وشفاء للناس. وفي علم الجبر، طور السموأل الطريقة التحليلية، واستطاع أن يوسع مفهوم العدد بمحاولات غير مباشرة، وبلور فكرة استقلال العمليات الجبرية عن التمثيل والتصور الهندسي الذي كان سائداً، وتلك الفكرة مهدت لاكتشاف الجبر الحديث، في وقت كان أكثر العلماء في الرياضيات يهتمون بالحلول الهندسية لمعظم المسائل الجبرية. ومن العلوم التي نبغ فيها أيضاً علم التاريخ، الذي أكسبه بلاغة وفصاحة، ودخل منه إلى التفكير في الإسلام وفي اليهودية والمقارنة بينهما، وظل فترة تتوق نفسه لأن يسلم، ولكنه كان يخشى أن يفجع أباه، وظل متردداً حتى باعدت الأسفار بينه وبين أبيه، ثم حسم الأمر بسبب رؤيا رآها في المنام للنبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم في التاسع من ذي الحجة عام «558 هـ - 1162م». وأصبح السموأل جنديا في كتيبة الإسلام، وحرص على أن يثبت أنه الدين الحق الذي تهتدي إليه العقول الذكية، وأطلق على نفسه اسم السموأل بن يحيى المغربي، وألف كتاباً بعنوان «إفحام اليهود»، الذي صار مرجعاً في الرد على اليهود إلى يومنا هذا، ورد فيه عليهم بطريقتهم، وذاع الكتاب وانتشر في حياته، وكانت له مناظرات كثيرة قوية. ويصف الصفدي السموأل بقوله: «كان يتوقد ذكاء»، وهو الوصف الذي يقرره الإمام الذهبي أيضاً. ترك السموأل تراثاً علمياً كبيراً، وبلغت مصنفاته 85 كتاباً، أهمها «المفيد الأوسط في الطب»، و«الباهر في الجبر»، الذي ألفه في التاسعة عشر من عمره، و«إعجاز المهندسين»، و«القوامي في الحساب الهندي»، و«المثلث القائم الزاوية»، و«المنبر في مساحة أجسام الجواهر المختلطة لاستخراج مقدار مجهولها». توفي السموأل في مدينة «مراغة» بأذربيجان عام «570 هـ - 1174م».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©