لكبيرة التونسي (أبوظبي)
يعتقد كثيرون أن المواد السامة التي نتعرض لها بشكل يومي مثل أدخنة وسائل النقل والمواد الكيميائية والصناعية تتعدى قدرة تحمل الجسم، وعلى الأغلب أصبحنا نعتقد أننا بحاجة إلى بذل مجهود أكثر للتخلّص من هذه السموم.. وفي الآونة الأخيرة، انتشرت الكثير من الحميات المروج لها على أنها حميات للتخلص من السموم.. وكان المشاهير من عالم الفن والأزياء أول من روّج لهذه الحميات.. ولعل أهداف هذه الحميات هي الحصول على بشرة نقية، خسارة الوزن أو التخلص من السموم المتراكمة في الجسم، وهذا ما يطلق عليه حمية الديتوكس.
وأوضحت ريما الحلواني أخصائية تغذية من «لايف لي - واحة الصحّة والتغذية» أن التخلص من السموم عملية طبيعية يقوم بها الجسم لتعديل مستويات السموم أو للتخلص من السموم الموجودة في القولون، الكبد، الكلى، الرئة، والعقد اللمفاوية، مشيرة إلى أن الجسم يعمل بشكلٍ طبيعي على إزالة السموم الناتجة من عمليات الاستقلاب الحيوية في الجسم، فتعمل كل من الكلى والكبد أيضا على إزالة هذه السموم من الجسم بشكل يومي.
وترى أن بعض الخبراء يعتقدون أن حمية الديتوكس لا تنفع، على عكس ما هو شائع، ويقولون إنها ذات خطورة على الصحة في بعض الأحيان، موضحة أن الصوم يعد أحد أنواع الديتوكس، ومن التقاليد القديمة للتخلص من سموم الجسم.
حمية العصائر
وأشارت إلى أن الاعتماد على العصائر فقط لتخليص الجسم من السموم قد تكون له نتائج عكسية موضحة: يعتقد البعض أن حمية العصائر هي الأفضل لخسارة الوزن وللتخلص من المواد السامة، ولكن جميعنا يعلم أننا نخسر الألياف عند عصر الفواكه، حيث تتميز الألياف بفوائدها في تحفيز الشعور بالشبع، وتنظيم عملية الهضم، وتخفيض مستوى الكوليسترول والسكر في الدم، أما على صعيد السعرات الحرارية، فإن عصير الخضار يحتوي على سعرات حرارية منخفضة مقارنة بعصير الفواكه، وإننا نحتاج إلى تحضير كأس من عصير الفواكه إلى 3-4 حصة غذائية من الفواكه «الحصة ما يعادل ثمرة متوسطة الحجم»، وبالتالي هناك ما يقارب 240 -300 سعرة في الكأس الواحدة والنتيجة تناولك لعصير عالٍ بالسعرات الحرارية.
وقالت: ليس هناك أدلة علمية تُشير إلى أن تناول عصير الفاكهة يعود بفوائد صحية أكثر من الفوائد الصحية من تناول حبات كاملة من الفاكهة والخضار، وقد أظهرت بحوث جديدة أن تناول 6-7 حصص من الفاكهة والخضار يومياً يزيد في معدل سنوات الحياة، وبالتالي قد تكون حمية العصائر ملائمة للأشخاص الذين لا يملكون الوقت لتحضير الوجبات التي تضمن استهلاكهم الكمية المنصوح بها من الخضار والفواكه، لكن لا يمكن أن تكون العصائر بديلاً عن الوجبات المتوازنة، إضافة إلى ذلك، فليس هناك أي دليل علمي يؤكد أن استهلاك العصائر يساعد على التخلص من السموم في الجسم، علاوة على أن النتائج قد تكون عكسية. وبالتالي إيجابية حميات العصائر هي فقط ضمان استهلاك الخضار والفواكه يومياً.
طريقة صحية
ولفتت إلى أن السموم تأتي باتباع نظام غذاء الأميركيين الغني بالكميات العالية بالسكر والطحين الأبيض اللذين يرهقان الكبد، ويؤديان إلى السمنة مما ينتج عنه تراكم الدهون على الكبد ومرض مقاومة الإنسولين وغيرهما من الاضطرابات، بالإضافة إلى العديد من الأمراض الأخرى كتراكم السموم في الجسم الناتج عن عدم تناول أطعمة كاملة من الأسواق المحلية كالفواكه، الخضار، الحبوب الكاملة، والبروتينات قليلة الدسم.
وأوضحت أن حمية العصائر يمكن أن تكون جزءاً من حمية متوازنة عند إدخالها في نظامنا كوجبة خفيفة صحية مع إضافة اللب الذي يحتوي على الألياف لتنظف القولون وتحسين الهضم، إضافة إلى الشعور بالشبع، حيث يمكنك أيضاً أن تجعل العصير الذي تتناوله متوازناً بإضافة البروتين إليه مثل إضافة حليب اللوز، اللبن، بذور الكتان، وزبدة الفستق.
وتؤكد أن تغيير بعض العادات كالإقلاع عن التدخين وعدم حضور الشخص مع مدخنين يساعده على التخلص من جميع الكيماويات والسموم التي يريد التخلص منها، كما تشدد على أهمية شرب الماء الذي يساعد على طرح السموم من الجسم لذلك استبدل الماء النقي بالكافيين والمشروبات الكحولية لمنع الجفاف ولتمنحك بشرة صحية.
عدد اليوم
