الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

15 قتيلاً معظمهم عمانيون ضحايا اليوم الأول من «فيت»

15 قتيلاً معظمهم عمانيون ضحايا اليوم الأول من «فيت»
6 يونيو 2010 00:05
ارتفع عدد القتلى في سلطنة عمان بسبب إعصار «فيت» المداري الذي ضرب جزءاً من ولايات ومناطق السلطنة إلى 15 قتيلاً، بينهم 13 عمانياً وباكستاني وبنغالي، حسب آخر الإحصائيات الرسمية. وذكر تقرير للجنة الوطنية للدفاع المدني أن أحد أفراد الدفاع المدني توفي أثناء أدائه لواجبه في إنقاذ عائلة في ولاية الرستاق. وقال الفريق مالك بن سليمان المعمري المفتش العام للشرطة والجمارك رئيس اللجنة الوطنية للدفاع المدني في سلطنة عمان إن فرق الإنقاذ والمساعدة المختلفة واصلت عملها لإعادة الأمور إلى طبيعتها في مختلف محافظات ومناطق السلطنة التي تأثرت بالإعصار خلال اليومين الماضيين. وأضاف أن اللجنة أبقت درجة الاستعداد على اللون البرتقالي حتى تتم إعادة إصلاح أعمدة الكهرباء وفتح الطرق وإصلاح أنابيب المياه التي تأثرت في بعض الولايات وخاصة ولايات المنطقة الشرقية، مؤكداً أن التيار الكهربائي وخدمات الاتصالات أعيدت إلى معظم الولايات والقرى التي كانت قد انقطعت عنها. وأشار إلى أن خدمات المياه لم تنقطع عن أي تجمع سكاني في السلطنة سوى عن منطقة واحدة في محافظة مسقط أن العمل جار لإصلاح الأنابيب التي تضررت بفعل جريان الأودية بغزارة لإعادة توصيل المياه إلى المنطقة المذكورة. وقد عادت الحياة تدريجياً إلى سلطنة عمان اعتباراً من بعد ظهر يوم أمس حيث بدأ المواطنون والمقيمون مغادرة مواقع الإيواء في المدارس والمجمعات الرياضية والعودة الى منازلهم ومناطقهم لحصر الأضرار التي لحقت بها وإنقاذ ما يمكن من ممتلكاتهم. وشهدت ولاية صور أمطاراً ورياحاً شديدة وتلبدت السماء بالغيوم دون الإبلاغ عن أية أضرار تذكر، ولم تسجل فيها أية وفيات حسب تأكيد المسؤولين هناك، إلا أن أضراراً مادية كبيرة لحقت بالمنازل والممتلكات نتيجة ما شهدته الولاية من أمطار غزيرة ورياح عاتية. ورغم اندحار الإعصار إلا أن ولاية «قريات» بقيت يوم أمس معزولة بسبب انقطاع التيار الكهربائي ووسائل الاتصال، كما لحقت خسائر جسيمة بالبيوت والممتلكات نتيجة فيضان أودية الولاية التي يبلغ عددها 120 وادياً، حيث تواصلت جهود فرق الإنقاذ التي شكلها أهالي المنطقة لتنظيف الشوارع وإزالة مخلفات الفيضانات ومساعدة المتضررين. وتعد منطقة «بلاد صور» أكثر المواقع تأثراً بالإعصار في ولاية صور حيث غطت المياه معظم بيوتها ومنشآتها وتأثرت المزارع والمحال التجارية وغيرها. ولم تشهد الولاية انقطاعاً في الكهرباء سوى لبعض الوقت وفي مواقع متفرقة، ولازالت فرق الجيش السلطاني العماني وقوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية تعمل على تقديم المساعدة للمتضررين وإيصال المؤن والمواد الغذائية للمناطق البعيدة والجبال. وقال علي يوسف حسن من ولاية صور إن المنازل تضررت بشكل كبير بسبب ارتفاع منسوب المياه ودخولها إليها الأمر الذي ألحق أضراراً بالغة بمحتوياتها من الأثاث والمواد الغذائية والممتلكات، كما لحقت أضرار كبيرة بالمزارع والمواشي التي تعود ملكيتها للأهالي في المنطقة. وفي منطقة «رأس الحد» التي تعتبر المكان الذي ضرب فيه الإعصار حيث قضى مركزه فيها قرابة ست ساعات عاد الأهالي إلى بيوتهم ليجدوا أن دماراً هائلاً قد لحق بها نتيجة الفيضانات العارمة والرياح العاتية التي اجتاحت المنطقة طوال اليومين الماضيين. ولم يبلغ عن حدوث وفيات أو إصابات في المنطقة التي كانت السلطات العمانية قد أخلت سكانها إلى مناطق أكثر أمناً قبل وصول الإعصار. وأمرت جهات الاختصاص في سلطنة عمان وحدات القوات المسلحة بالتدخل لمساعدة المواطنين والمقيمين والزائرين في معالجة آثار الإعصار، إلى جانب تقييم الأضرار وفتح الطرق المتأثرة وإزالة المخلفات والركام وردم الحفر الخطرة وإنشاء نقاط تموين المياه الميدانية والقيام بعمليات البحث والإنقاذ بالإضافة إلى توفير صهاريج المياه لإغاثة الموطنين وتسيير قوافل الإغاثة وإنشاء المعسكرات ومناطق الإيواء إذا دعت الحاجة. ونفذ سلاح الجو السلطاني العماني عددا من الطلعات الجوية للقيام بعمليات البحث والإنقاذ حيث تم إنقاذ عشر أسر في وادي بن سوق وتسعة في ولاية الرستاق أشخاص في قرية الطيخة حيث تم نقلهم إلى المركز الطبي التابع لمظلات سلطان عمان لتقديم العناية الطبية الأولية لهم. وقامت قوات السلطان المسلحة بمختلف أسلحتها منذ ساعات الصباح الباكر لهذا اليوم بتقديم الإسناد والمساعدة لعدد من المواطنين بالمنطقة الشرقية. ففي ولاية صور استطاعت عناصر من قوة أمن الساحل بالجيش السلطاني العماني من إنقاذ أفراد عائلة بأكملها حاصرتهم المياه في منزلهم، كما تكللت الجهود المشتركة للوحدات التابعة للجيش السلطاني العماني و شرطة عمان السلطانية في إنقاذ عدد 3 مواطنين كانوا متواجدين في وادي سال بولاية جعلان بني بوعلي. وتتواصل حالياً جهود الجيش السلطاني العماني في كل من ولاية قريات وولاية صور، وذلك من خلال تواجد عدد من الأطباء والممرضين والمعدات الميدانية التي تقدمها الخدمات الطبية للقوات المسلحة ونقل المولدات الكهربائية إلى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، وتوفير المركبات المجهزة للإنقاذ وصهاريج المياه والمواد التموينية الأخرى بالتعاون مع دوائر التنمية الاجتماعية وبقية المؤسسات الحكومية الأخرى. من جانب آخر وضعت الطائرات العمودية بسلاح الجو السلطاني العماني جاهزة للقيام بعمليات الإنقاذ في مختلف ولايات المنطقة الشرقية، وكذلك تقديم الرعاية الطبية الأولية بواسطة خدمات الطبيب الطائر، كما وضع كل من المركز الطبي ومركز الغوص التابع لقاعدة سعيد بن سلطان البحرية كافة إمكانياتهما على أهبة الاستعداد وتقديم مختلف التسهيلات. هذا وقد باشرت الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع تنفيذ خطة الدعم الهندسي والفني المعززة لخدمات المياه والكهرباء في محافظة مسقط وولايات المنطقة الشرقية . وشكلت الجهات المختصة في السلطنة فريق عمل للبدء بحصر الأضرار التي تعرضت لها البنى الاساسية في السلطنة لاسيما الأفلاج والعيون، واتخاذ الإجراءات العاجلة بشأنها إلى جانب وضع المواصفات الفنية لصيانة تلك الإفلاج وإعادتها إلى وضعها الذي كانت عليه قبل الإعصار مع ضرورة استمرار المتابعة المستمرة لكفاءة السدود وفاعليتها في احتجاز كميات المياه التي تصل إليها. وباشر فريق العمل مهامه في حصر الأضرار ومتابعة الإجراءات التي بدأت لإزالة المخلفات التي خلفتها الفيضانات والرياح وفتح الطرق وإزالة الأتربة ومخلفات الأشجار وشفط المياه المتجمعة في الطرقات والساحات والأماكن العامة وذلك في ولايات صور ومصيرة وجعلان بني بوعلي وجعلان بني بوحسن والكامل والوافي. وتفقد الشيخ عبدالله بن سالم بن عامر الرواس وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه عددا من المناطق التي تأثرت بالأحوال الجوية التي سادت السلطنة خلال الأيام الثلاثة الماضية. وكانت أجهزة القياس والرصد المائي التابعة لوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه قد سجلت هطول كميات كبيرة من الأمطار كانت إعلاها في محطة طيوي بولاية صور وبلغت 454 ملم وفي محطة جبل الأبيض بولاية دماء والطائيين 227 ملم وفي محطة فنس بولاية قريات 211 ملم وفي محطة الغبي بولاية بدية 180 ملم وفي محطة المضيبي بولاية المضيبي 155 ملم وفي محطة الخوير بولاية بوشر 149 ملم وفي محطة جبل الرستاق 139 ملم وفي محطة جبل نخل بولاية نخل 138 ملم وفي محطة بركة الشرف بولاية الحمراء 125 ملم ووفي محطة مصيرة بولاية مصيرة 117 ملم وفي محطة الجبل الأخضر بولاية نزوى 107 ملم ومحطة العوابي بولاية العوابي97 ملم ومحطة جبل الحيل بولاية سمائل 96 ملم. وبلغت كميات المياه التي احتجزتها سدود السلطنة حتى يوم أمس 131 مليونا و166 ألف متر مكعب. الجسور الحديثة في ولاية صور صمدت أمام الإعصار ساهمت الجسور الحديثة التي أنشأتها وزارة النقل والاتصالات العمانية قرب الشواطئ في ولاية صور في التقليل من حدة مخلفات الإعصار. ثلاثة جسور مختلفة وقفت في وجه الفيضانات من بينها الجسر الجديد الذي أنشئ بعد فندق شاطئ صور في الطريق المؤدي الى البر وإلى طريق قريات صور وتم إنجازه قبل شهر وأثبت نجاحه الفائق كونه يقع فوق مصب أودية صور المختلفة. وصمد الجسر الذي يربط مركز ولاية صور بالقرى التابعة لها ويسهل حركة السكان والبضائع والمواد الأولية ويربط بين المراكز والتجمعات السكانية والحضرية، أمام الأودية التي جرت مياهها تحته دون أن تتأثر أعمدته وأساساته. وساهم الجسر المعلق في صور الذي أنشئ في شهر مايو عام 2008 والذي يربط بين مركز الولاية وقرية العيجة في تسهيل نقل المؤن والفرش والأغطية وغيرها من الأدوات المعيشية إلى قرية العيجة ورأس الحد وأصيلة والأشخرة. وصمد الجسر المعلق أمام الإعصار وأثبت نجاحه بعد أن اختصر المسافة الواصلة بين منطقة العيجة وخور البطح وربط القرى بمركز الولاية.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©