المركزي الأوروبي و بنك إنجلترا يثبتان الفائدة

ثبت كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا المركزي أسعار الفائدة الأساسية أمس، وهو القرار الذي كان متوقعاً على نطاق واسع بسبب تضارب الضغوط بين التضخم المتصاعد والاقتصاد المتباطئ في بريطاني ومنطقة اليورو· قرر المركزي الأوروبي أمس ابقاء أسعار الفائدة الأساسية دون تغييرعلى 4,25% قرب أعلى مستوى منذ سبع سنوات ليؤكد بذلك توقعات الأسواق بأن الفائدة لن تتغير قريبا بعد رفعها ربع نقطة مئوية في شهر يوليو الماضي· وقال جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي إن القرار جاء للموازنة بين مخاوف التباطؤ وشبح التضخم، ولم تصدر إشارة من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي إلى تعديل أسعار الفائدة هذا الشهر، وسجل التضخم في منطقة اليورو مستوى قياسيا بلغ 4,1 % في يوليو الماضي أي أكثر من مثلي المستوى الذي يستهدفه البنك في الأجل المتوسط· ورغم ارتفاع معدل التضخم في منطقة اليورو التي تضم 15 دولة أوروبية تبدو مساحة المناورة أمام البنك المركزي الأوروبي ضيقة للغاية في ظل تباطؤ اقتصاديات المنطقة مما يحد من قدرة البنك على زيادة سعر الفائدة لكبح جماح التضخم الذي تجاوز معدله 4% في حين أن المستوى المستهدف من جانب البنك هو 2% فقط· لكن البيانات الاقتصادية المتشائمة عززت اعتقاد الاقتصاديين بأن النمو سجل ركوداً في الفترة من إبريل الماضي إلى نهاية يونيو الماضي ولم يتحسن بقدر يذكر الآن· وتوقع 85 اقتصاديا استطلعت رويترز آراءهم الأسبوع الماضي أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير، وقرر البنك أيضا إبقاء سعر فائدة الاقراض الحدي دون تغيير على 5,25% وسعر الإيداع على 3,25%· كما قرر بنك إنجلترا المركزي أمس إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير على 5% للشهر الرابع على التوالي فيما تشير التوقعات إلى بقائها على حالها لفترة من الوقت إذ يسعى المسؤولون عن السياسة النقدية لتحقيق توازن بين تباطؤ النمو وارتفاع التضخم· وتنبأ 76 محللا استطلعت رويترز آراءهم بأن البنك لن يغير أسعار الفائدة، ويتوقع أغلبهم بقاء الفائدة دون تغيير حتى نهاية العام على أن يبدأ البنك المركزي بعد ذلك خفض الفائدة لانعاش النمو الاقتصادي ما أن يبدأ التضخم في التراجع نحو النسبة المستهدفة وهي اثنان في المئة· ومع تزايد الأنباء الاقتصادية السيئة تنامت المخاوف من انزلاق بريطانيا قريبا إلى الكساد للمرة الأولى منذ أوائل التسعينات عندما فقد مئات الآلاف وظائفهم وبيوتهم· وتشهد أسعار المساكن انخفاضاً بوتيرة أسرع من هبوطها في أوائل التسعينات كما أن بيانات من أكبر بنك للإقراض العقاري في بريطانيا أظهرت اليوم أن أسعار المنازل انخفضت بنسبة قياسية بلغت 10,9% في يوليو الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي· ويعكس القرار البريطاني قلق البنك المركزي من معدل التضخم الذي يبلغ حاليا 3,8% مع احتمالات وصوله إلى 5% بنهاية العام الحالي قبل أن يبدأ التراجع العام المقبل·