هوس مميت

قد يصاب الواحد منا بهوس التجربة إلى حد جعلها واجهة شرعية لممارسة بعض الرغبات ثم تصبح عادة مستحكمة تنزل بنا العلل والأمراض شيئاً فشيئاً· وهذا ما ينطبق تماماً على عادة التدخين، وطالما سألت بعض المقربين ممن أدمنوا على التدخين عن بدايات تعلقهم بالسيجارة وجاء جوابهم واحداً: في سن المراهقة· جدير بالذكر أن بداية التدخين كانت في أوائل القرن السادس عشر حيث أدخل مكتشفو أميركا عادة التدخين إلى الحضارة الأوروبية،· أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل عام 1870م· وهناك عدة دوافع للتدخين أهمها تساهل الوالدين، وانغماسهم في مثل هذه العادات مما يجعل الابن يعتقد أن السجائر ليست بهذه الخطورة، وتأتي الرغبة في المغامرة كدافع قوي لدى المراهقين الذين يسرهم أن يتعلموا أشياء جديدة· ويكفي أن يجرب السيجارة للمرة الأولى كي يقع في شركها وبالتالي يصبح من السهل عليه أن يتناولها للمرة الثانية وهكذا· ومن دوافع التدخين أيضا توفر السجائر وسهولة الوصول إليها، حيث نجدها في جميع المحال وتباع لأي شارٍ بالإضافة إلى الاستهتار بالقوانين التي تمنع بيعها لصغار السن· العجيب أن الغالبية تعلم أضرار التدخين وأبرزها الإصابة بمرض السرطان، وتشير تقارير علمية إلى أن مدخني السيجارة معرضون إلى الإصابة بسرطان الرئة بخمس وعشرين مرة أكثر من غير المدخنين، أما مدخنو الغليون فمعرضون للإصابة بتسع مرات أكثر من غيرهم، ومدخنو السيجارة معرضون للإصابة بخمس مرات أكثر من غير المدخنين· ودخان التبغ يسبب أيضاً الإصابة بسرطان الشفة، وهذا النوع يصيب مدخني الغليون بشكل خاص، وسرطانات الفم بما فيها اللسان وسرطان الحنجرة، سرطان المريء والمثانة· وتذكر التقارير أن نسبة الإصابة تزداد بزيادة عدد السجائر المستهلكة وازدياد مدة التدخين، وتقل هذه النسبة تدريجياً عند الإقلاع عن هذه العادة المضرة بالصحة· وتؤكد هذه التقارير أن ضرر التدخين يأتي من أول سيجارة، إذ إن مادة النيكوتين تذوب في اللعاب وتمتص بواسطة الدم وتسبب تقلصاً واضحاً في شرايين القلب وبقية شرايين الجسم· سعيد النقبي