السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صياغة المرحلة المقبلة من مسيرة أبوظبي الواعدة في صناعة الطيران

22 يوليو 2016 14:22
بقلم: حميد الشمري * في المرة الأولى التي حظيت بها بفرصة حضور معرض طيران دولي مثل معرض «فارنبره الدولي للطيران» في المملكة المتحدة، الذي يجمع خبراء بارزين ورواداً من عالم الطيران التجاري والعسكري، شاركت بصفتي ضابطاً برتبة رائد في القوات المسلحة الإماراتية. وقد اعترتني حالة من الذهول والدهشة حينها، لما رأيته في المعرض من تطورات تكنولوجية، كما أنني تأثّرت كثيراً وقرّرت فعلاً أن أواصل تطوير خبراتي المهنية في هذه الصناعة، ومواصلة الاطلاع على آخر التطورات المتعلقة بها في كلٍ من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وبعد المشاركة في المعرض نفسه خلال الأسبوع الماضي بصفتي ممثلاً لشركة المبادلة للتنمية، يغمرني شعور بالفخر والاعتزاز، خاصةً أن «مبادلة» هذا العام توَّجت مشاركتها بتوقيع عددٍ من الاتفاقيات والصفقات المهمة، التي تعكس الإنجاز الكبير والتقدم الذي وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، وإمارة أبوظبي خاصة، وذلك في واحدة من أهم الصناعات وأكثرها تطوراً، ألا وهي صناعة الطيران. وتسهم الاتفاقيات الجديدة التي وقعتها «مبادلة»، بفتح آفاق جديدة والبدء بمرحلة مقبلة مزدهرة في مسيرة تنمية وتطوير صناعة الطيران في أبوظبي. واليوم، حينما نقول إن مدينة العين ستصبح يوماً في مصافّ مدن عالمية رائدة في مجال صناعة الطيران، مثل؛ مونتريال، وتولوز، وسياتل، وسنغافورة، فهذه حقيقة وليست حلماً ولا ضرباً من الخيال. لقد حدّدت الرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي قطاع صناعة الطيران، باعتباره واحداً من «محركات النمو الصناعية» الأساسية وأحد القطاعات المساهمة بشكل كبير في إرساء دعائم الاقتصاد المبني على المعرفة. ويتطلب النمو المتسارع لشركات الطيران الوطنية، حضور المزيد من الطائرات في المنطقة، الأمر الذي يتطلب خدمات وصيانة عالمية المستوى. وتواصل «مبادلة» من خلال بناء شراكات طويلة الأمد مع الشركات المصنعة للمعدات الأصلية، مثل «إيرباص»، و«بوينج»، و«رولز رويس»، و«جنرال إلكتريك» فتح آفاق جديدة، وتوفير فرص مهنية واعدة لترسيخ مكانة أبوظبي، وعلى وجه التحديد مدينة العين، كمركز محوري لشركات تصنيع وصيانة الطيران العالمية. وقد أعلنت شركة «ستراتا للتصنيع»، التابعة لـ «مبادلة»، والرائدة في مجال تصنيع أجزاء هياكل الطائرات، على هامش المعرض المذكور، عن إبرام عقد مع شركة «إيرباص»، وعقد يمتد لعدة سنوات مع شركة «بوينج». وتمثل هذه الصفقات دليلاً ساطعاً على الثقة التي اكتسبتها «ستراتا» كمصنّع رائد للمعدات الأصلية على المستوى العالمي. ومن ناحية أخرى، حددنا مع شركة «رولز رويس» تفاصيل تأسيس مركز للصيانة والتصنيع ضمن مجمع «نبراس لصناعة الطيران» في مدينة العين. وبفضل النمو الملحوظ الذي حقّقته شركات الطيران في المنطقة، يشغّل أكثر من 20% من محركات «رولز رويس» من طراز «ترنت إكس دبليو بي» طائرات توجد في هذه المنطقة، وهي تتطلب خدمات صيانة سيتم توفيرها في إمارة أبوظبي. وبالإضافة إلى ذلك، سوف نبدأ بتصنيع أقراص المحركات وهي مكون أساسي في المحرك الأمر الذي يعد خطوة بارزة ترتقي بنا إلى مرحلة تصنيع مكونات الطائرات التي تستبدل بين فترة وأخرى، وهناك خطط لمجموعة من مشاريع البحث والتطوير في مجال تقنيات التصنيع المتقدمة. وبالتعاون مع شركة «سولفاي» الرائدة عالمياً في مجال المواد الكيميائية، سنتمكن من توفير تكنولوجيا متقدمة لتصنيع المواد المركبة التي تعد أحد المكونات الأساسية لطائرات الجيل المقبل، داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال منشأة جديدة في مدينة العين. وأخيراً وليس آخراً، اختتمنا مشاركتنا في «معرض فارنبره» الأسبوع الفائت بإنجاز صفقة بيع حصة في شركتنا «إس آر تكنيكس» السويسرية، المزودة لحلول الصيانة والإصلاح والعَمرة لهياكل الطائرات ومحركاتها ومكوناتها، وذلك لـمجموعة الأعمال العالمية «إتش أن إيه للطيران» ومقرها في الصين. وتعتبر هذه الصفقة فرصة لقيادة النمو في منطقة آسيا والمحيط الهادي، حيث ستدعم العلاقة الاستراتيجية العميقة بين دولة الإمارات والصين، والتي تقوم على أسس اقتصادية وسياسية قوية بإتاحة فرص استثمار جديدة. ومع كل هذه التطورات التي ستشهدها مدينة العين، إلى جانب تلك التي ستتبلور في مختلف أنحاء الإمارات، أشعر بفخر كبير إزاء فرص العمل التي سيتم توفيرها. ومن خلال هدفنا المتمثل بتوفير 10 آلاف فرصة عمل في مجال صناعة الطيران خلال السنوات الـ 15 المقبلة، وبذلك ستصبح الأحلام التي راودتني كمهندس شابّ أقرب إلى الواقع بالنسبة لمهندسينا الشباب المتحمسين للمشاركة في صناعة المستقبل. * الرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران والخدمات الهندسية في «مبادلة»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©