الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مرسى زايد

5 يونيو 2010 22:11
تحفظ بعض الشركات على توسيع استثماراتها في الأسواق الخارجية أو إنشاء استثمارات جديدة، قد يكون مبرراً عند صناع القرار في المؤسسات الكبرى. فالأزمة المالية العالمية وتداعياتها أدت إلى تراجع قدرة الشركات المالية، وأثرت بصورة مباشرة على طبيعة التوجه الاستثماري الذي بات يتسم بالحذر الشديد، ويركز على إنجاز المشاريع القائمة. فالشركات تخشى من الانزلاق وراء استثمارات قد تلحق بها خسائر غير محسوبة وتدخلها في دوامة هي في غنى عنها، وتفاقم أوضاعها المالية المتردية أصلاً. ومع سيطرة حالة التشاؤم التي سادت أوساط المستثمرين خلال العامين الماضيين، نجد أن ثمة بوادر تشير إلى وجود فرص استثمارية متوافرة يمكن لها أن تشكل نقطة انطلاق حقيقية للاستثمار الناجح خارج الدولة. المشهد قد يكون أكثر وضوحاً عند الحديث عن استثمارات شركة المعبر ونجاحها في اختيار مشاريعها الخارجية، ونخص هنا بالذكر مشروعها الاستراتيجي مرسى زايد في العقبة الأردنية، حيث بدأت الشركة مؤخراً تنفيذ أولى مراحل تطوير ثلاثة ملايين متر مربع لإنشاء مجمعات سكنية وأحياء متكاملة في المدينة. فمرسى زايد، وكما ذكر القائمون على المشروع، له أهمية خاصة لا تكمن في قيمته كواحد من أكبر المشروعات العقارية المتكاملة في المنطقة، لكن بما سيمثله من نهضة عمرانية وفرص اقتصادية ونقلة حضارية. المشروع الذي خططت له المعبر ورصدت لتنفيذه نحو 37 مليار درهم، يثبت، في ظل إخفاق العديد من الشركات في مواصلة تنفيذ توسعاتها الخارجية، أن الشركة قادرة على تحقيق إنجازات كبيرة رغم الصعوبات التي أفرزتها تداعيات الأزمة المالية العالمية بفضل التخطيط السليم والرؤية الواضحة. استثمارات المعبر تتوافق مع الدعوة إلى استغلال الفرص الناجمة عن تراجع قيم وأصول بعض الشركات والتوسع المدروس في عمليات الاستحواذ، والتوجه نحو تنفيذ مشاريع عقارية بعد انخفاض تكاليفها إلى مستويات متدنية، مما يشكل إضافة مهمة للمستثمرين، ويعود بالنفع على الاقتصاد المحلي مستقبلاً. لا شك أن الاستثمار المجدي يتطلب دراسة الوقت المناسب وتحديد غاياته واهدافه على المديين المتوسط والبعيد، إضافة إلى اتخاذ القرارات بمنأى عن تحقيق اهداف الربح السريع، مما ينعكس ايجابا على نتائج الاستثمار ويوصله إلى بر الأمان، وهذا ما فعلته الشركة على أرض الواقع. بقي أن نقول إن مشروع مرسى زايد يعزز ايضاً من دور دولة الإمارات في تطبيق برامجها الهادفة إلى المساهمة في التنمية الاقتصادية للدول الشقيقة بعيداً عن حسابات الربح والخسارة. omar.rabaia@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©