الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أطفال يعيشون في خوف جراء تقاليد الثأر

أطفال يعيشون في خوف جراء تقاليد الثأر
21 يوليو 2016 17:21
يعيش أطفال كثيرون في ألبانيا حياة مظللة بالبؤس والخوف ويحرمون من فرصة ارتياد المدارس كما أن شبح الموت يطاردهم يوميا... هذا جزء من واقع صعب لعائلات البانية يواجه أبناؤها خطرا دائما جراء ثقافة الثأر المنتشرة في مناطق نائية في البلاد.
 
وتنتشر عمليات انتقامية متبادلة بين عائلات متنازعة في المناطق الجبلية الواقعة في شمال البلاد، في تقليد يعود إلى القرن الخامس عشر ويطال كل الذكور القادرين على حمل السلاح في أي عائلة.
 
وعرض هؤلاء الأطفال محنتهم في منطقة قريبة من مدينة شكودرا على بعد 90 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة تيرانا على الحدود مع مونتينيغرو (الجبل الأسود). وقال كليفيس البالغ 13 عاما إنه يريد أن يكون طبيبا في حين يطمح شقيقه البرت ابن الحادية عشرة أن يكون وزير العدل في ألبانيا.
 
أما مارسيل، البالغ 13 عاما، فيريد أن يكون مغنيا في وقت يحلم تولانت (ليس اسمه الحقيقي) ابن الثالثة عشرة في أن يكون لاعب كرة قدم.
 
لكن على الرغم من طموحاتهم الوردية، جميع هؤلاء محرومون من الذهاب إلى المدرسة ولن يتمكنوا من الانضمام إلى أندية لكرة القدم أو تعلم الموسيقى.
 
فأسر هؤلاء الأطفال "تلطخت أيديها بالدماء" ما أدخلها في دوامة قاتلة من العنف والثأر، وفق كليفيس.
 
كذلك ينتمي ألبرت ومارسيل إلى الأسرة عينها وهما مرغمان على الاختباء في داخل المنازل العائلية المتداعية خشية وصول قاتل مجهول.
 
هذه الهجمات قد تحصل اليوم أو غدا أو قد لا تحصل يوما -- وسببها ببساطة أن هؤلاء الأطفال هم من أقرباء رجل قتل شخصا آخر خلال شجار سنة 2010.
 
وقال غين ماركو، الذي يروج للمصالحة بين العائلات لحساب منظمات محلية "قد يصبح هؤلاء قتلة الغد".
 
وتعود جذور هذا التقليد الثأري إلى القرن الخامس عشر وتحديدا إلى مجموعة القوانين الاجتماعية التي كانت تحدد الضوابط السلوكية في ألبانيا خلال القرون الوسطى.
 
ويؤكد أمين المظالم الحكومية المسؤول عن معالجة مسائل الخلافات الدامية ايغلي توتوزاني أن الجرائم التي ترتكب في هذا الإطار لا ترتبط حصرا بـ"التقاليد".
 
وقال توتوزاني "حيثما تغيب الدولة، يحل محلها الثأر"، مضيفا "نضر بصورة ألبانيا في حال تجاهلنا وجود المشكلة".
 ولا تزال حوالى 66 عائلة تضم 157 شخصا من بينهم 44 طفلا يعيشون في الخفاء، وفقا لتقرير رسمي حول القضية نشر في ابريل.

ولفت التقرير إلى أن نحو 57 من الأسر تعيش في شكودرا أو محيطها كما أن الشكاوى المقدمة إلى الشرطة أو المسؤولين لا تزال نادرة.
 
ويشير ماركو الخبير المشارك في الجهود للقضاء على هذه الآفة إلى الانخفاض المطرد في هذه الظاهرة غير أن التقديرات تشير إلى أن نحو 190 طفلا ما زالوا يتأثرون بهذه المشكلة - مع حرمان ما يصل إلى 80 منهم من فرصة الحصول على تعليم ملائم بسبب ذلك.
 
ويقول آخرون إن عدد الأشخاص المتضررين جراء هذه الآفة أعلى من ذلك بكثير، لكن يصعب الحصول على إحصاءات دقيقة.

لكن أيا كان الحجم الحقيقي للمشكلة، فإنها تمثل تهديدا فعليا في بلد تشير آخر التقديرات فيه إلى أنه يضم أكثر من نصف مليون قطعة سلاح قيد التداول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©