الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تجار التجزئة الأميركيون الرابح الأكبر من تراجع اليورو

تجار التجزئة الأميركيون الرابح الأكبر من تراجع اليورو
5 يونيو 2010 22:03
بدءاً بالألعاب المصنوعة في الصين، وانتهاء بحقائب اليد النسائية في إيطاليا، يتشبث تجار التجزئة بأنواع مختلفة من البضائع التي تباع في بقاع شتى من العالم. وبينما أصبحت الأمور تزداد صعوبة، ازدادت معها أهمية الاستفادة من الفرص السانحة القلية أكثر من أي وقت مضى. وزادت تذبذبات أسعار صرف العملات وارتفاع أسعار السلع، من التحدي الذي يواجهه تجار التجزئة. كما نجد أن التجار الأوروبيين أكثر تضرراً من غيرهم حيث يقومون بشراء بضائعهم من الأسواق الآسيوية بالدولار. وبعد تعافي الجنيه الإسترليني في النصف الثاني من السنة الماضية، انخفضت قيمته لنحو 1,50 مقابل الدولار، بينما انخفضت قيمة اليورو هي الأخرى مقابل الدولار. وتعلق تجار التجزئة الأوروبيون ولبعض الوقت بالدوامات التي دخلت فيها العملات. وشهد تجار التجزئة البريطانيون انخفاضاً في الجنيه من 2,10 مقابل الدولار في نوفمبر 2007، إلى 1,37 في يناير 2009. وتزامن ذلك مع انخفاض كبير في أسعار البضائع، ونقص في حجم المصنوعات الصينية، بعد أن نفدت الطلبيات القادمة من أميركا. وهذا يعني أن تجار التجزئة أصبحوا في وضع يمكنهم من الوصول لصفقات أفضل مع الشركات الصينية، كما استطاعوا أيضاً تحويل الإنتاج لمواقع أقل تكلفة في الصين ومناطق أخرى من القارة الآسيوية مثل فيتنام، وبنجلاديش، وكمبوديا، وباكستان، أو إندونيسيا. وفي غضون ذلك انخفضت أسعار الشحن بدرجة كبيرة. ويقول بعض الخبراء البريطانيين إن مؤسسات صناعة الملابس ساهمت في تخفيف تأثير انخفاض الجنيه عبر استخدام مصادر جديدة لتوفير البضائع، والوصول لأسعار أفضل مع الشركات التي توفر تلك البضائع. وأبرز الانخفاض الأخير في سعر الجنيه الاسترليني مخاوف جديدة، خاصة أنها مرتبطة بارتفاع أسعار البضائع وتكاليف الشحن. ووفقاً لأحد الخبراء، ارتفع سعر القطن في السنة الماضية بنحو 30%، في الوقت الذي ارتفعت فيه تكلفة الصوف بنحو 60 إلى 70%. كما ارتفعت أيضاً أسعار الشحن. وارتفعت تكلفة الحاوية من آسيا لأوروبا بنحو 150%، بالرغم من أن متوسط الارتفاع العام بلغ 60 إلى 70%. وعلى التجار الأوروبيين ولتعويض ضغوطات العملة، وارتفاع أسعار البضائع، البحث عن صفقات أفضل مع المصانع. وتشهد المصانع في الصين فائض في إنتاجها، وتحتاج شركات الصناعات الصينية لهذا النوع من الفائض لمواجهة الطلب المحلي المتزايد. وتظل شركات التصدير الصينية حذرة فيما يتعلق بمستقبل الطلب الخارجي، لكنها تشهد نمواً ملاحظاً نتيجة للسوق المحلية في الصين نفسها على صعيدي الأقمشة والملبوسات. وبينما تضرر تجار التجزئة في أوروبا من تذبذبات العملة، عاد ذلك ببعض الفوائد على التجار الأميركيين الذين يشترون مثلاً السلع الإيطالية الفاخرة باليورو. لكن ربما يواجه هؤلاء التجار مخاطر إعادة تقييم اليوان وسط مؤشرات من الصين تفيد بأنها ربما لا تتقيد بالتثبيت غير الرسمي لسعر اليوان مقابل الدولار والذي من شأنه أن يعزز عدم استقرار سعر الصرف، ويزيد من أسعار البضائع المستوردة من الصين نسبة لزيادة قيمة اليوان. ونسبة لتأثير ذلك على تجار التجزئة في أوروبا في ظل ارتفاع قيمة اليوان مقابل الدولار، ومن ثم استمرار الجنيه واليورو في الانخفاض، لجأ هؤلاء التجار لأسواق أخرى غير الصينية مثل اسطنبول، ووارسو. وبالإضافة إلى تحول تجار تجزئة الأحذية والملبوسات من المدن الساحلية الصينية الكبيرة، إلى المدن الداخلية وإلى بعض الدول الآسيوية الأقل تكلفة في عمالتها، يمكنهم التحول لمواقع أكثر قرباً من أسواقهم المحلية سعياً وراء خفض تكلفة الشحن. وبالنسبة لتجار التجزئة في أميركا، فإن أقرب المواقع هي المكسيك، وأميركا الوسطى، ودول الكاريبي، بينما تعتبر أوروبا الوسطى، وشمال أفريقيا، أقرب المواقع لتجار أوروبا. كما يمكن للتجار تخفيف أعباء التكاليف عبر تقاسمها مع المستهلك عن طريق رفع الأسعار. عن «فاينانشيال تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©