الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطاقة الشمسية تسرع من وتيرة «ثورة» المحمول

الطاقة الشمسية تسرع من وتيرة «ثورة» المحمول
14 أكتوبر 2009 23:28
يراقب جاكسون ماوا الاوغندي متعدد المهارات أبناءه وهم يركلون كرة بدائية مصنوعة من أكياس بلاستيكية مربوطة بإحكام ويتعجب من مدى التحسن الذي طرأ على أعماله منذ اشترى هاتفاً محمولاً يعمل بالطاقة الشمسية. وقال ماوا وهو يحمل الجهاز «أعمل لحساب نفسي. أحيانا يتصل بي الناس ويكون هاتفي (المحمول) مغلقاً. عانيت من هذه المشكلة كثيراً بسبب شحن البطارية. لذلك حين طرحت (اوغندا تليكوم) الهواتف الشمسية لم أواجه أي مشكلة مع هاتفي منذ حصلت عليه في ذلك اليوم». وقد لا يبدو هذا أمراً مهماً لكن بالنسبة لماوا وملايين الناس في افريقيا واسيا غير المتصلين بشبكات الكهرباء أو يحصلون على طاقة لا يمكن الاعتماد عليها وباهظة الثمن فإن هذه الأجهزة الصغيرة التي تعمل بالطاقة الشمسية تمثل ثورة. ويستطيع المزارعون التحقق من أسعار السوق قبل أن يقرروا أي بذور سيزرعون وأن يتحدثوا إلى مشترين لمحاصيلهم والحصول على توقعات الطقس. وخلافاً للهواتف المحمولة العادية فانهم لا يشعرون بقلق بشأن فقد بطاريات هواتفهم للطاقة. ومن الممكن أن تستغل الهواتف المحمولة الشمسية الفوائد الاقتصادية التي جاءت بها الهواتف المحمولة في مناطق نائية من افريقيا وشبه القارة الهندية ومن بينها الشفافية والمعلومات الأكثر دقة والتي تأتي في الوقت المناسب. وأعاق نقص الكهرباء اختراق الهاتف المحمول لهذه المناطق فليس هناك سبيل لشحن هاتف محمول في الكثير من المناطق الريفية بالدول النامية. وتشير تقديرات لجماعات معنية بالتنمية أن ما يقدر بنحو 1.6 مليار شخص لا يستطيعون الحصول على الكهرباء على الإطلاق بينما الكهرباء غير متاحة لمليار آخرين معظم اليوم. وربما من حسن الحظ أن معظم هؤلاء الناس يعيشون في مناخات مشمسة. وهنا تأتي الهواتف المحمولة التي تعمل بالطاقة الشمسية. وقال راجيف ميهروترا رئيس شركة (في.ان.ال) التي تصنع محطات لشبكات المحمول تعمل بالطاقة الشمسية بالهند «اذا نظرنا الى خريطة الدول التي تنخفض فيها كثافة الهواتف نجد أن هناك كما كبيرا من أشعة الشمس في كل مكان.» ولنأخذ اوغندا على سبيل المثال حيث ثمانية في المئة فقط من سكان البلاد الذين يتجاوز عددهم 32 مليون نسمة هم الذين يحصلون على الكهرباء. حتى حين تكون هناك شبكة كهرباء مثل في ضاحية مولاجو الفقيرة التي يعيش بها ماوا في كمبالا فإن الكهرباء باهظة الثمن ومتقطعة. وقال ماوا (29 عاما) وهو يجلس على درجة خارج منزله «في منطقتنا الكهرباء باهظة الثمن وبالتالي في السادسة صباحا نغلق الكهرباء حتى السادسة مساء» . والى أن طرحت الهواتف المحمولة الشمسية كان شحن هاتف في المناطق النائية غير المتصلة بشبكات الكهرباء يستلزم رحلة منهكة الى أقرب بلدة حيث يمكن شحن بطارية الهاتف المحمول في أكشاك تعمل على مولدات للكهرباء مقابل مبالغ كبيرة. وقد تستغرق الرحلة اليوم بكامله وربما تتجاوز تكلفة شحن البطارية أجر هذا اليوم الذي خسره الشخص. وهناك اكثر من ثلاثة مليارات شخص يستخدمون الهواتف المحمولة في أنحاء العالم وسيكون معظم المليار مستخدم القادمين من أسواق صاعدة، خاصة في المناطق الريفية لهذه الأسواق. وقال ويندسور هولدن كبير المحللين بمؤسسة جونيبر ريسيرش المتخصصة في أبحاث الاتصالات «هناك فرصة كبيرة في الأسواق النامية حيث الاتصال بشبكات الكهرباء محدود». وترى شركات لصناعة الهواتف المحمولة الشمسية مثل نوكيا وسامسونج و(زد.تي.إي) في الفقراء بهذه الأسواق الصاعدة قاعدة عملائهم الرئيسية وليس في المستهلكين المدركين لمخاطر الكربون في الغرب. على الجانب الآخر من المحيط في ولاية اوريسا النائية بالهند يولد المزارعون المعزولون عن شبكة الكهرباء احتياجاتهم الكهربائية من الطاقة الشمسية التي أصبح لها تأثير ملحوظ في ريف الهند وبنجلاديش. بالنسبة لهم الهواتف المحمولة الشمسية امتداد طبيعي. والإمكانات في ريف الهند بالنسبة لصناع الهواتف المحمولة والشركات التي توفر الخدمة هائلة. ولنفكر في هذا يوجد بالهند 500 مليون مستخدم للمحمول تقريبا ويشترك نحو عشرة ملايين مستخدم جديد كل شهر. هذا دون إحصاء الملايين في قرى الهند النائية حيث تندر الكهرباء أو تنعدم.
المصدر: هونج كونج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©