الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محللون سياسيون لـ «الاتحاد»: دائرة الحصار على قطر ستتسع

6 يونيو 2017 05:13
عمار يوسف (الرياض) بعد إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وليبيا وموريشيوس والمالاديف، سلسلة عقوبات سياسية واقتصادية قوية في حق قطر بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية كافة منها وإليها، ومنع دخول أو عبور القطريين إلى المملكة العربية السعودية لأسباب أمنية، وإعلان قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن إنهاء مشاركة دولة قطر في التحالف، أصبحت قطر تعاني وجودها في زاوية ضيقة سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً على مستوى الإقليم. ويتوقع خبراء استراتيجيون وسياسيون سعوديون ويمنيون تحدثوا لـ «الاتحاد»، أن تتجه دول مجلس التعاون الخليجي خلال الأيام القليلة المقبلة إلى تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، متوقعين أن تبدأ اتصالات دبلوماسية عاجلة للتواصل مع دول المنطقة لإقناعها بالانضمام إلى المواقف الضاغطة على قطر وتوسيع دائرة الحصار عليها بعد تعرية الموقف القطري وكشف ممارساته السرية والعلنية في شق الصف الخليجي، والتآمر على دول المنطقة العربية، سواء في ليبيا أو مصر أو اليمن، فضلاً عن علاقاتها المشبوهة مع إيران وتنظيمات الإخوان. وتمثل سلسلة العقوبات المعلنة، الأشد قسوة بحق قطر، وتشكل حصاراً سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً عليها، كما تشكل سابقة مهمة ليس على مستوى مجلس التعاون الخليجي فقط بل في تاريخ المنطقة العربية بأكملها، لاسيما بعد قناعة خليجية وعربية بضرورة تغيير قطر لسياساتها ومواقفها من إيران ومن الدعم المادي والمعنوي لمنظمات مصنفة إرهابية، واحتضان قيادات إخوانية ومتشددين وإيواء قيادات الجماعة الصادرة بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية، إضافة إلى ترويج فكر تنظيم القاعدة و«داعش»، ودعم العمليات الإرهابية في سيناء في منصاتها الإعلامية. وتتجه أغلب التحليلات السياسية إلى أن قطر أصبحت «تحت الحصار»، وستعاني شللاً كبيراً على جميع الصعد السياسية والاقتصادية بعد سلسلة الإجراءات التي اتخذتها كل من الرياض وأبوظبي والقاهرة والمنامة التي تعكس قناعة هذه العواصم باستحالة تخلي قطر عن المنظمات الإرهابية وتنظيمات الإسلام السياسي التي تحتضنها على اعتبار أن هذه التنظيمات هي «الذراع الخارجية» للنظام القطري. فالمجموعة الخليجية تحرص على وحدة المصير الخليجي والعربي، غير أن سياسة قطر تعمل عكس ذلك تماماً، وباتت تغرد خارج السرب الخليجي لمصلحة أبعد من الأمن الإقليمي والخليجي. واعتبر المحلل السياسي السعودي الدكتور عبد الله العبدلي أن دول مجلس التعاون الخليجي ربما تتجه خلال الأيام القليلة المقبلة إلى تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، وسيكون ذلك سابقة أولى من نوعها في تاريخ المنظومة الخليجية التي كانت تعد الأكثر تماسكاً في العالم العربي. وأضاف أن صبر المملكة العربية السعودية قد نفد على ممارسات الحكومة القطرية التي حاولت مراراً وتكراراً شق الصف الداخلي السعودي، إضافةً إلى محاولة المساس بسيادة السعودية، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية، وترويج أدبيات ومخططات الجماعات الإرهابية عبر وسائل إعلامها، ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف. وقال إن كل المحاولات التي بذلتها الرياض لإثناء الدوحة عن دعم الإرهاب وتنظيماته، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، ومهادنة إيران قد فشلت، فكان لا بد لها من اتخاذ عقوبات رادعة ضد الدوحة، ما جعل المنظومة العميقة التي تدير قطر سياسياً تجد نفسها في مأزق سياسي وحصار إقليمي داخل مجلس التعاون الخليجي وخارجه. وأعرب العبدلي عن أمله في أن تؤدي قرارات قطع الدول العربية علاقاتها مع قطر إلى إجبارها على إعادة النظر في سياساتها تجاه تلك الدول، وأن تعدل من سلوكها الذي يضر بالأمن القومي العربي، وأن تعيد النظر في دعم الجماعات والميلشيات المسلحة في تلك الدول. من جهته، أكد أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبدالله العساف أن القرارات التي اتخذتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد قطر هي لمصلحة الشعب القطري، وحماية لقطر من نظامها الحاكم الذي ينتهج سياسات غير محسوبة، أضرت كثيراً بالأمن القومي العربي وليس الخليجي فقط، مشيراً إلى أن قطر تعلن وقوفها مع دول مجلس التعاون الخليجي وتعمل سراً ضدها، وتعلن تضامنها مع الدول العربية وتعمل سراً ضد بعض هذه الدول، كما تعلن دعمها القضية الفلسطينية، وتعمل على دعم فصيل فلسطيني ضد آخر. واعتبر أن وقوف قطر إلى جانب إيران العدو اللدود للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والعديد من الدول العربية، قد تسبب في عزلتها السياسية والاقتصادية عن محيطها الخليجي، مشيراً إلى أن دائرة الحصار والعزلة القطرية ربما تتسع خلال الأيام القليلة المقبلة، وأن ازدواجية المعايير القطرية لم تعد مقبولة خليجياً، إذ كيف يشارك الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر في ثلاث قمم صنفت إيران عدواً المنطقة، ليرجع إلى الدوحة، ويعلن اصطفافه مع إيران، ويقول إنه «ليس من الحكمة التصعيد مع إيران، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة». ومن جانبه، اعتبر الباحث في العلاقات الدولية الدكتور منيف عبد الله عسيري، أن قطر عملت على إحداث خلخلة في النسيج الاجتماعي في البحرين، ورفع نسبة السكان الشيعة على السُنة، وذلك من خلال منح الجنسية القطرية للمواطنين القطريين السُنة فقط، بإغرائهم بامتيازات مادية كبيرة، وذلك من أجل إخراجهم من النسيج الاجتماعي البحريني، كما أنها تدخلت في الشؤون الداخلية للسعودية بالترويج الإعلامي للتفجيرات وأعمال العنف في مناطق القطيف والعوامية، وتدخلت في دول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي، كما يحدث في مصر وليبيا وسوريا، وفق مخطط مدروس. وأضاف «لا يوجد مواطن خليجي غيور على وطنه وعروبته يقبل التماهي القطري مع إيران التي تشكل بسياساتها القومية الفارسية البغيضة والطائفية المذهبية خطورة بالغة ليس على استمرارية منظومة مجلس التعاون الخليجي فحسب، بل وعلى وحدة كل دولة وسيادتها، كما هو في مملكة البحرين، وفي احتلال الجزر الإماراتية، وفي دعم ومساندة الحوثيين في اليمن، حتى إن إيران وبكل وضوح لا تعترف بعربية الخليج». أما العميد متقاعد حسين بن عبد الله الزهراني، فقد أكد أن السعودية حذرت قطر أكثر من مرة من تداعيات سياساتها في المنطقة، وذلك من باب الخوف على قطر من أعدائها والمتربصين بها، مشيراً إلى أن المملكة هي الرئة التي تتنفس بها قطر، وهي الحبل السري لقطر والضامن الأكبر لأمن واستقرار قطر، وهي الدولة القادرة عن الزود عنها من أطماع الطامعين. وقال: «لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك وعلى أرض الواقع، أن النظام الإيراني يحاول أن يتخذ من قطر حصان طروادة للنفاذ إلى المنظومة الخليجية، ما تسبب في الكثير من الأذى لمسيرة مجلس التعاون الخليجي». وتساءل الزهراني عما إذا كانت قطر تسعى لتقسيم الدول العربية طمعاً في تعظيم نفوذها ودورها السياسي والاقتصادي، ولماذا سعت لشراء ولاء معارضين بحرينيين وسعوديين، ولماذا تؤيد سراً المتمردين الحوثيين، وتحتضن حركة «حماس» على حساب السلطة الوطنية الفلسطينية التي يعترف بها العالم كله ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وتؤيد فصيلاً ضد آخر في ليبيا. ومن جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحمن الملحم المتابع أن قطر إذا حدث لها مكروه لن تجد أحداً يدافع عنها إلا المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون ومصر، وأنه ليس من الحكمة معاداة هذه الدول من خلال مواقف سياسية مؤذية، ومن خلال إساءات وجهتها عن طريق قناتها «الجزيرة» والكم الهائل من الاستفزازات التي وجهتها لدول المنطقة عن طريق من يعملون في الإعلام القطري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©