الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحجر يستحمّ·· والغراب تفاحة

الحجر يستحمّ·· والغراب تفاحة
7 أغسطس 2008 01:29
ولدت آن سكستون في نيوتاون بولاية ماساشوسيتس بالولايات المتحدة الأميركية عام ،1928 تزوجت في سن ،19 وعام 1953 رزقت بوليدة لها، وتعرضت في العام التالي إلى أزمة نفسية أصيبت فيها باكتئاب مزمن وانهيار عصبي حاد، وظلت تعود إلى المصحة النفسية بعد ذلك كثيراً· ولدى إنجابها طفلتها الثانية تعرضت لانهيار عصبي ثان، وتم نقل طفلتيها للعيش بعيداً عنها· حاولت الانتحار، وفشلت عام ·1955 في المصحة التحقت بورشة للشعر، وانفجرت بعدها مواهبها فبدأت إصدار مجموعاتها الشعرية، منها: الجميلون لي، عش أو مت، قصائد حب، التحولات، كتاب الحماقة، كراسات الموت، وغيرها· في عمر السادسة والأربعين، وبعد أن نالت جائزة بوليتزر في الشعر، ،1967 خسرت معركتها مع المرض، ثم نجحت في الانتحار عام ·1974 وهذه النصوص من ديوان ''التحولات'' الذي أصدرته عام ·1971 تعتبر آن سكستون من أفضل من عبّر عن تجاربها الحسية والجسدية بشكل فاضح أحياناً، لكنها في هذه القصائد التي نشرتها ضمن ''كتاب التحولات'' تسعى لخلق أسطورة عصرية للحكايات الشعبية بصورة تدخل فيها التجربة الشخصية ضمن السياق الأوّلي للأسطورة المحفوظة· ونجتزئ هنا مقاطع من ثلاث قصائد طويلة: العازف العجيب أخواتي، هل تذكرن عازفي الكمان في شبابكن؟ الراقصين كسكير يشعل النار في بطنه؟ والكلام، أخرق كالأبله، يثير المحافظين وسائقي العربات؟ أُذني إلى الراديو جنب الفراش، أحيانا مجمدة فوق مهدك كدبوس شعر معوجّ، أو رجّة مستقيمة في الريح على تيار متردد مثل سمكة في الشص ترقص رقصة الموت، تذكرن الرقص في الأحذية الكهربية؟ تذكرن الموسيقى· تأمّلن الموسيقار العجيب الذي يذهب في الغابة وعلى كمانه يعزف ''مي رو'' ليستجلب رفقة· الثعلب من نوعية نسوية، لسانه يلعق مرآة· لكن حينما يسمع الموسيقى يرقص للأمام بحذاء كهربيّ ويأمل لو يهب حياته لتعلّم الموسيقى· الذئب، مخلوق جشع، عيناه على إبريق الحساء، يسمع الموسيقى ويرقص في حذاء كهربيّ· مخدوعاً بالأمر نفسه· ربط العازف مخالبه في شجيرة بندق وتعلّق هناك كنسر مفرود بوضعية الصلب· الأرنب، طفل الظلام، ذيله ينتفض على ثقب السرداب، جاء للأمام مخدوعاً· بحبل حول حلقه مثل كلب مسعور· الثعلب ماهر كشهيد يخلّص نفسه ليجيء على الصليب والكلب المسعور فك عقدتهم فانجرف الثلاثة إلى الغابة لتمزيق أصابع العازف العشرة العجيب· الثعبان، لم يأت للأمام- رقد ساكناً كمسطرة· لكن الحطاب البائس جاء للأمام مع فأسه واهباً حياته للموسيقى· الذئب، والثعلب، الأرنب جاؤوا لجريمة القتل· والحطّاب علّق فأسه- كانت وامضة كسكين اللحم- وتنبأ بموتهم· ركضوا عائدين إلى الغابة والعازف كان يعزف على كمانه ''مي رو'' من جديد· أنقذته موهبته مثل كثير منا كالأمهات الصغيرات، أقول· سنو هوايت والأقزام السبعة لا يهم صورة الحياة التي تحياها فالعذراء رقم بديع: وجنتاها هشتان كورق السيجارة، الذراعان والرجلان من جير، شفتاها مثل دمية، تدير عينيها من الأزرق الصيني كالدمية تفتح تغلق· تفتح لتقول، نهار سعيد يا ماما، وتغلق كهجوم من وحيد القرن· ليست مطبوخة من الأرض· بل بيضاء كعظم السمك· عذراء جميلة تدعى ''سنو هوايت'' لنقل عمرها ثلاثة عشرة زوجة أبيها، الجمال يقف في صفها، رغم أنه يتآكل مع السنين، ولم تكن سمعت عن جمال يفوقها· فالجمال عاطفة بسيطة، لكن، آه يا أصحابي، في النهاية عليكم أن ترقصوا رقصة النار بأحذية من حديد· لدى زوجة الأب مرآة تشير بها- شيء كالنشرة الجوية- مرآة تدل على جمال واحد في الأرض· تسألها، وهي تنظر في الزجاج على الحائط، من فينا الأجمل؟ فترد المرآة، أنت أجمل منا جميعاً· وكان الكبرياء ينفخها كالسم· ذات يوم ردت المرآة فجأة، يا مليكتي، أنت كاملة الجمال، هذه حقيقة، لكن ''سنو هوايت'' أجمل منك· وحتى تلك اللحظة لم تكن ''سنو هوايت'' شيئاً له قيمة أكثر من فأر مغبر تحت السرير· ورأت الملكة عندئذ بقعاً بنية على يدها وأربع شعرات فوق الشفة فحكمت على ''سنو هوايت'' بتقطيعها إرباً حتى الموت· هات لي قلبها، صاحت على الصياد، وسوف أملحه وأطعم به· رغم ذلك، أطلق الصياد سراح مسجونته لتحضر قلب خنزير إلى القلعة· مضغته المليكة مثل لحم مقدد· والآن أنا الأجمل، قالت، وهي تسند أصابعها البيضاء النحيلة على حجرها· الأمير الضفدع أكتب إليكم· أتسلى· لكن الضفادع تنزل من السماء كالمطر· تصل الضفادع كروح قبيحة· أنتم قضاتي· محكمتي· الضفدع دون أعصاب· الضفدع قديم كالصرصور· الضفدع قبضة باب مشوهة· الضفدع حقيبة أخضر ناعمة· القمر لن يناله· والشمس تريد أن تنطفئ كمصباح نور· لدى رؤيته يحمم الحجر نفسه في حوض· ويعتقد الغراب أنه تفاحة فيسقط دودة فيه· لدى ملمس ضفدع لا تجعلني اللمسة أنفجر كيرقات كهربية· الوحل يصطاده· الوحل يجعله منزلاً· السيد ''السُمّ'' عند فراشي· يريد السجق مني· ويحتاج خبزي· بالضفدع مرض الغليان وبطنه مليئة بفطريات· يقول: قبليني· قبليني· وتسمّد الأرض نفسها· لماذا ينبغي على أميرة فاتنة للغاية أن تسير في حديقتها بمثل هذا الوقت وترفع كرتها الذهبية عاليا مثل فقاعة ثم تسقطها في البئر؟ كان ذلك مقدّراً· كما توزع الأقدار طاعوناً ببطاقة الحظ· مثل جنيّ خارج من المصباح، نهض الأمير الوسيم في ركن من غرفتها الملكية· عيناه رفيقتان ويداه وهو رفيق الأسى· شعر: آن سكستون ترجمة: محمد عيد إبراهيم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©