الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قهوة سادة أضحكت الناس على همومهم

قهوة سادة أضحكت الناس على همومهم
7 أغسطس 2008 01:00
الشباب أفضل من يتحدث عن قضايا الوطن لأنهم أدرى بحاضره، خاصة أن مشكلات الشباب مرتبطة بحال وظروف المجتمع· وعن العلاقة بين الوطن وشبابه دار العرض المسرحي ''قهوة سادة'' الذي أنتجه مركز الابداع الفني بالأوبرا المصرية وأخرجه وقدم صياغته المسرحية خالد جلال وشارك فيه 35 شابا وفتاة من الهواة وطلاب مدرسة تعليم التمثيل والاخراج التابعة لمركز الابداع· مسرحية ''قهوة سادة'' هي نتاج مادة الارتجال والتمثيل المسرحي التي يقوم بتدريسها المخرج خالد جلال للطلاب حيث عقد المخرج والممثلون الهواة ورشة عمل لمدة ثمانية أشهر قدم خلالها الطلاب كافة الموضوعات والقضايا التي يتعرض لها الوطن من وجهة نظرهم كشباب ثم اختار المخرج أفضل الارتجالات وصاغها مرة أخرى بشكل مسرحي ليقدم بها مسرحية ''قهوة سادة'' التي عرضت طيلة شهر كامل وحصدت نجاحا جماهيريا ملحوظا دفعها للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح المصري في دورته الثالثة· تبدأ المسرحية بصورة جماعية لأبطال العرض يرتدون ملابس سوداء ويحملون صورا لرموز مصر في الفن والسياسة والثقافة والأدب والتمثيل وأفيشات الافلام القديمة بالاضافة الى عدة اشياء ترتبط بتراث مصر كالطبلية والقلة والمشربية ويضعون كل هذه الاشياء على أرضية من الرمال تشبه المقابر ثم يجهشون في البكاء المتواصل وتظهر صورة جماعية لأبطال المسرحية وهم يحتسون القهوة السادة وعلى وجوههم الحزن والأسى ليبدأ بعدها استعراض متنوع لكل ما أصاب المجتمع من مشاكل مثل البطالة والعنوسة وقلة الحيلة والانتحار والغرق في مراكب الهجرة غير الشرعية ويأتي مشهد الختام موحيا ومعبرا حيث يقدم أبطال العمل فناجين القهوة السادة للمشاهدين بعد أن أضحكوهم طوال العرض على مآسيهم وأوضاعهم المقلوبة· ويميز مسرحية ''قهوة سادة'' أنها بطولة جماعية فجميع الشباب تباروا في تقديم أداء راق ساخر، وكل منهم قدم مهاراته في التمثيل، وطوال مدة العرض تتبدل المشاهد في شكل اسكتشات فنية ترصد تناقضات الواقع بشكل ساخر، وبعد كل اسكتش فني يظهر المنظر الجماعي للممثلين والممثلات وهم يصطفون معا وفي أيديهم فناجين القهوة السادة على خلفية احدى الاغنيات القديمة لكبار المطربين ليبرز التناقض بين ما كان وما هو كائن· فعلى سبيل المثال نجد أم كلثوم تغني ''عودت عيني'' ويتمايل معها المستمعون طربا حتى نصل الى مطربي هذه الايام والفارق نرصده على ألسنة أبطال العرض· ويتوالى تناول قضايا عديدة مثل تراجع الدور الدرامي وتلفت المسرحية الانتباه الى تدخل المال في الدراما وتوجيه هذا المال لصالح أصحابه ولو على حساب تشويه التاريخ والحقائق· وتتعرض مسرحية ''قهوة سادة'' ايضا لسيطرة المال والبيزنس على اصوات المطربين والمطربات من خلال احتكار هذه الاصوات وشرائها بأعلى سعر ومطالبتها بغناء اشكال محددة· وتتسع حلقات النقد في مسرحية ''قهوة سادة'' لكل المتناقضات ففي مشهد معبر لرجال الأعمال الجشعين نجدهم داخل مسجد كتب على لافتته جامع رجال الأعمال ويطلبون من الله أن يزيد ثرواتهم وسيطرتهم على كل شيء في البلد· وفي مشهد مقابل ترصد المسرحية أزمة رغيف الخبز فنجد شابا يموت قتيلا في طابور عيش ويطالب صديقه بالانتقام له لتتحول ساحة فرن العيش الى مشاجرة كبيرة ينتصر فيها الصديق لصديقه، وبعد ان يقاتل الجميع يحصل على قفص العيش! وتركز المسرحية على مشكلات الشباب والصعوبات التي يواجهونها فأحد مشاهد المسرحية يرصد أزمة الزواج وعنوسة الفتيات واقترابهن من سن الثلاثين دون زواج لصعوبة الحياة وارتفاع أسعار الشقق والمهور والشبكة ومشهد آخر يرصد الواسطة في العمل· ويقول المخرج خالد جلال إن نص ''قهوة سادة'' التقط المشاكل على لسان الشباب وهم أقرب الناس صدقا في رصد الواقع، وقد اقترب من هؤلاء الشباب طيلة عدة أشهر حتى تم الاستقرار على الشكل النهائي للعمل الذي حصد نجاحا لافتا· وأضاف أنه قصد أن يكون العرض بسيطا وجذابا على مستوى الديكور والاضاءة بالاضافة الى توظيف الشباب في أدوارهم والحرص على عدم الافتعال والمبالغة، وكان يشعر بالصدق في كل مشهد وحاول ان يقول رأيه ورأي ممثليه فيما يحدث ويتمنى ان يكون أدى دوره· ويقول أحمد سعد أحد ابطال العرض: حاولنا في عرض ''قهوة سادة'' أن نقدم صورة حقيقية مليئة بالسخرية، وصحيح ان المشاهدين تجاوبوا مع العرض لكننا نأمل ان نكون قدمنا تحذيرا صارخا لأن القادم أسوأ وعلينا أن نفيق مضيفا انه ادى عدة أدوار بالمسرحية وحاول ان يكون بسيطا ويستخرج الضحكات من الجمهور· أما نورا عبدالفتاح فتقول انها سعيدة بالمشاركة في عرض ''قهوة سادة'' لأنه معبر وصادق ويلامس مشكلات المجتمع فضلا عن انه عرض جماعي وكل فرد يؤدي دوره لنصل الى موضوع العمل ككل· وقال محمد خالد، ممثل بالمسرحية ومعد الموسيقى المصاحبة لها، انه استفاد كثيرا من المشاركة في هذا العمل على مستوى التمثيل وتطوير مهاراته كما ان العرض منحه فرصة عظيمة لاعداد الموسيقى المصاحبة له وقد أثنى عليها الكثيرون·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©