الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حراس البنايات تائهون بين كثرة الطلبات وتعدد المهام

حراس البنايات تائهون بين كثرة الطلبات وتعدد المهام
5 يونيو 2010 21:30
يعمل بجد، ينظف النوافذ والممرات، يحمل أكياس القمامة من باب كل شقة، ناهيك عن ذلك يوصل طلبات السكان، وينظف سياراتهم، بل قد يتعدى عمله إلى تأمين متطلبات المنزل ودفع الفواتير رغم أن تلك الخدمات تقع خارج نطاق خدمته الأساسية التي هي حراسة البناية وتنظيفها، إنهم حراس البنايات التي تباينت الآراء حول دورهم وأهميتهم لدى قاطني البنايات. يجد بعض ساكني العمارات أن وجود الحارس «نعمة» فهو يؤدي وظائف أخرى قد يعجز رب الأسرة عن القيام بها، لكن في المقابل هناك من يجده «نقمة» باعتباره شخصا كسولا متقاعسا عن عمله طويل اللسان، يتجاهل حمل القمامة التي أمام الشقق. إلى ذلك، تقول أم إبراهيم «اعتادت عندما سكنت العمارة منذ 10 سنوات أن يقوم الحارس بتأمين بعض متطلبات البيت بسبب وفاة زوجها وانشغال أبنائها بالعمل والدراسة». وتضيف «بالنسبة لها لم يُقصر الحارس في تلبية متطلباتها، فمجرد أن تتصل به عبر الهاتف تراه بسرعة البرق أمام باب الشقة تعطيه ورقة تضم قائمة بنواقص مؤنة المنزل وكل ذلك بالطبع مقابل مبلغ مالي للأغراض ومبلغ آخر لقاء العمل الذي قام به».? وتقول أم إبراهيم «إنها تعجب من بعض قاطني العمارة حين يريدون من الحارس أن يقوم بكل شيء من توصيل وغسل سيارة ودفع فواتير الكهرباء والماء، وهو شخص على قّد حاله، فترى البعض يتعامل معه بعصبية وأخريات يتعاملن معه وكأنه خادم لديهن حتى أن قام بخدمة بسيطة لهن من باب المساعدة لا يعطينه مالا لقاء ما قام به». تجاهل وتقاعس يختلف رأي باسمة غريب عن رأي أم إبراهيم، في هذا الشأن، تقول «عدة مرات يتجاهل ناطور العمارة طلباتي وفي مرات كثيرة عندما يراني أحمل أكياس الجمعية التي تصل إلى ما يقارب 5 أكياس يتجاهلني أو يشغل نفسه بالتحدث عبر الموبايل، حاولت كثيرا أن أكسبه ولكن لا أعرف لماذا يتعامل معي بهذه الطريقة؟» وعن الخدمات التي تقدمها للناطور في شهر رمضان، تقول غريب «رغم معاملته السيئة إلا إنني في رمضان أحاول أن أكسب الأجر، باعتباره شخصا لا يوجد لديه أحد يقدم له وجبة الإفطار، لذلك أخصص له في هذا الشهر الفضيل صينية تضم مختلف الأصناف والأطعمة الرمضانية كسباً في الثواب ومن باب أن يحن علي حين أحمل أكياساً ثقيلة تكسر ظهري». وتعاني رنده طه، موظفة، من كسل الناطور، ونقل أخبار الآخرين، وتشكو من ذلك، وتقول «منذ أن سكنت العمارة وجدت الحارس قليل الحركة كسول لا يساعد قاطني البناية ولايخدمهم حتى أكياس القمامة يتركها لتقوم بها الخادمة بإلقائها في حاوية القمامة الكبيرة». وتضيف «نتيجة تقاعس الناطور في بعض الأحيان عن تنظيف العمارة تنبعث روائح كريهة من غرفة القمامة، كما أن الساحة الأمامية لا تنظف يوميا، والأوراق أمام باب العمارة متناثرة يمينا وشمالا، أما الغبار فيملأ أرضية المكان»، موضحة ردة فعلها تجاه الناطور «لقد اشتكيت مرارا من الناطور عند مالك البناية، وبسبب هذه الشكوى من قبل المنزعجين من ساكني العمارة تم استبداله بآخر أكثر جهلاً وكسلاً من السابق، إلى أن أيقن الجميع إنه لا حياة لمن تنادي». النظافة معدومة «ندفع له الكثير ولا نحصل منه إلا على القليل»، يقول عمر الطيب، ويضيف «خدمات العمارة سيئة والنظافة معدومة، يقصر في خدمات كثيرة دائم النوم، يتجاهل اتصال أي أحد من السكان إن طلب منه أن يتصل بشركة الصيانة». يبتسم الطبيب ويقول «رغم كل ذلك البعض منا يدلله وفي النهاية يتجبر الحارس علينا، ويبدأ في استغلالنا حين ينوي السفر إلى أهله لنمد يد العون له». تكشف أم ماهر (نسيمة أحمد ـ 50 سنة) بعض الأمور عن حارس العمارة التي تسكن بها، فتقول «بعض نواطير البناية مجرد «ديكور وبرستيج» فهو لا يقوم بأي شيء مفيد، تمنيت أن أرى نظافة حقيقية ولكن ينظف بقطع قماش غير نظيفة». وتضيف «عندما يرى فتاة جميلة تراه يهرع ليحمل الأكياس، ويقدم خدماته لها بأسرع وقت متجاهلا طلباتنا نحن كبيرات السن في أحيان كثيرة». وتذهب أم ماهر إلى أن وجود حارس عمارة مثالي أمر نادر، لذلك فهي تنصح ساكني العمارات بألايفرطوا في دلال الحارس لأن ذلك يرتد بالعكس فيصبح كسولا. ‏ عيش كريم «الناطور عندنا يقوم بواجبه على أحسن وجه ولا توجد لديه مثل هذه السلبيات التي يتحدث عنها الناس»، يقول سالم البريكي، ويضيف «لماذا كل هذا الهجوم على الناطور، فهو شخص مثلنا ومعظم النواطير جاؤوا لكسب الرزق وليس التكاسل والتماطل كما يدعي البعض». ويبين «الله يعطيهم العافية إن عملهم صعب» ويواصل حديثه قائلا «هذه الفئة الهامة من المستخدمين تتطلع بعين الرجاء والأمل إلى الجهة المعنية لكي تدرس أحوالها وتأخذ أوضاعها بالحسبان وتحقق لها وضعاً قانونياً يشملها جميعاً ويحقق لها حداً مقبولاً من البيئة الصحية والعيش الكريم».‏ خدمات الحراس‏ يعمل حارس عمارة منذ 15 عاما ولم يشتك أحد منه يبادر إلى مساعدة الجميع إنه شاهد حمزة الذي يقول «سكان البناية يعاملونني معاملة جيدة باستثناء البعض من النساء والرجال، ولولا حاجتي المادية لما بقيت في هذا العمل». ويضيف «البناية من ثمانية طوابق وأكثر سكانها عائلات عربية، أخدمهم وأحمل معهم ما يشترون من أغراض، بالإضافة إلى تنظيف ممرات الشقق وجمع أكياس القمامة من الدور الأول إلى الثامن وهو عمل مرهق ومتعب، ولايقتصر الأمر على ذلك بل أحاول جمع تلك الأكياس السوداء وأرميها في الحاوية الكبيرة الموجودة أمام البناية. ناهيك عن ذلك في حالة طلب مني أحد خدمة خارج إطار عملي المعتاد أقوم بها، ومقابل ذلك الخدمة البعض يعطيني مالاً أو طعاماً، وآخرون يعتبرون ذلك خدمة مجانية، باعتباري أتقاضى راتباً شهريا من مالك البناية». ويرفض رحيم عثمان، حارس عمارة في منطقة الخالدية، ما يقال عن أنه كسول ولاينظف، ويدافع عن نفسه قائلا «معظم الذين يقولون إنني لا أعمل هم حديثي السكن في البناية المكونة من 20 طابقا، يطلبون مني في أحيان كثيرة دفع فواتير الكهرباء والماء أو غسل السيارات وهذا طبعا «ممنوع» بطلب من البلدية وإن رفضت أتعرض للشتم والسب فأرد بالتجاهل، وأنا أعمل لوحدي في هذه العمارة الكبيرة من تنظيف وحراسة، وكل ما يقال عني من كلام مبالغ فيه».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©