الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي العبدان يعمل على إنجاز كتاب فاكهة الحبر والورق

علي العبدان يعمل على إنجاز كتاب فاكهة الحبر والورق
7 أغسطس 2008 00:45
يعمل الفنان والباحث علي العبدان حاليا لإصدار كتاب حول فن الكاريكاتير في الإمارات، حدد له عنوان مبدأي هو'' فكاهة الحبر والورق·· مسيرة فن الكاريكاتير في الإمارات'' وذلك بعد سد مساحة من النقص في الجانب التوثيقي المتعلق بظروف إنتاج هذا الفن في الإمارات، والذي يجهل الكثيرون المعلومات المتعلقة ببداياته وبالرواد الذين عملوا وبشكل عصامي على خلق ملامحه الأولية· ويأتي مشروع الكتاب، كما يقول العبدان، في سياق المشاركة والتوازي مع الفورة الثقافية التي تشهدها الدولة حاليا، والتي باتت بحاجة لروافد وبيانات تعينها على تأسيس أرشيف تخصصي وقاعدة معلوماتية تستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة، وتسهل كذلك من عمل الباحثين والمهتمين بالمناشط الثقافية والفنية في المكان· والمشروع البحثي الجديد للعبدان يتجه نحو فن مجهول ومغيب تماما عن الرصد الثقافي والترويج الإعلامي إلا فيما ندر، ورغم أنه فن بات مقرونا بالسمة والقوام الصحافي المتداول، إلا أن الجانب النقدي والاستقصائي حوله مازال مهملا ومتروكا لاجتهادات فردية نادرة· وما يعزز من قيمة ومصداقية هذا الكتاب هو ممارسة علي العبدان نفسه لفن الكاريكاتير في أواسط الثمانينات من القرن الماضي، حيث نشر أعماله في مجلة مزون وصحيفة الجلف نيوز، وأقام معرضا شخصيا لرسوماته الكاريكاتيرية في العام ·1990 وكان وراء إنتاج أول برنامج تلفزيوني في الإمارات يتناول فن الكاريكاتير وحمل عنوان ''كاريكاتير على الهواء'' بتلفزيون الشارقة· وعن العنوان المقترح للكتاب وتبويبه وتقسيماته المقترحة يقول الفنان علي العبدان إن العنوان المبدئي للكتاب هو ''فكاهة الحبر والورق·· مسيرة فن الكاريكاتير في الإمارات''، وهو عنوان أولي وقد يستبدله بعنوان آخر حسب تطور مراحل إنتاج العمل، و يقول العبدان: يبدأ الكتاب بعرض تمهيدي لفن الكاريكاتير الذي أشتق اسمه من لفظة ''كاريكا'' والتي تعني باللاتينية ''الرسم الساخر''، ورغم التاريخ القصير والمحاولات الأولى والبدائية لهذا الفن في الإمارات، إلا أن التطور الذي لامس هذا الفن أصبح مرصودا بقوة في المشهدين الإعلامي والثقافي في الدولة، وبالتالي علينا أن نلتفت إليه ونعيره اهتماما يليق بقيمته الفنية والأرشيفية، وهي القيمة التي تطورت وتضاعفت الآن، وأصبحت مترجمة في نتاجات الرسامين الجدد وفي الأعمال الكرتونية المحلية مثل مسلسل فريج وشعبية الكارتون وغيرها من الأنماط الفنية الخارجة من معطف فن الكاريكاتير·'' ويضيف العبدان: يهدف الكتاب إلى توثيق مراحل تطور هذا الفن في الإمارات منذ بداياته وحتى الوقت الراهن، وتم تقسيم الكتاب حسب هذه المراحل والتي تبدأ من مرحلة الرواد في فترة السبعينات، ثم مرحلة الثمانينات، وأخير مرحلة التسعينات وما بعدها، كما أنني قمت بدراسة الأساليب والمواضيع الفنية المختلفة لرسامي الكاريكاتير في الإمارات· وعن الأسماء التي يضمها الكتاب، وكان لها دور كبير في إحياء وترويج تقاليد فن الكاريكاتير في الإمارات، يقول العبدان: يجب أن أذكر هنا أن فن الكاريكاتير في الإمارات هو فن عصامي، فكل فنان كان يعتمد على ملكاته الخاصة واجتهاداته الأسلوبية، ومن دون تواصل مع الفنانين الآخرين، وأبرز مثال على ذلك هو الفنان الرائد محمد أمين غياث، وهو أول من مارس ونشر رسومات الكاريكاتير في الإمارات، وكان ذلك في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي، حيث احتضنته مجلة النصر الصادرة حينذاك من نادي النصر الرياضي بدبي، وبعد توقف غياث عن الرسم ظهر اسم الفنان حسن شريف والذي ظل ينشر رسوماته الكاريكاتيرية في مجلة أخبار دبي حتى العام 1979 ،حيث غادر إلى بريطانيا لدراسة الفنون، وفي المرحلة الثانية التي تمتد من العام 1980 وحتى 1985 ظهرت مجموعة من الأسماء الشابة نذكر منها حسين شريف وعبدالحكيم السويدي والمرحوم الشيخ محمد بن خالد القاسمي ومحمد إبراهيم القصاب، أما في الفترة من 1985 وحتى بداية التسعينات فظهرت مجموعة أخرى من الأسماء تمثلت في: عامر الهاشمي وعلي العبدان وعارف عاشور وأنور المشيري وحيدر محمد، وبعد نهاية هذه المرحلة استمر عارف عاشور وحيدر محمد الذي تطورت تجربته كثيرا واستثمرها في أعمال الكارتون التلفزيونية، بينما انسحب الباقون بهدوء، وظهر في هذا الفترة الفنان المتميز هارون وفرضت أعماله حضورها في الساحة الكاريكاتيرية المحلية، وهي أعمال أقرب لأسلوب الرسام الشهير علي فرزات، بينما يميل حيدر محمد لأسلوب مصطفى حسين· وحول سؤال عن الدور المنتظر من المؤسسات الثقافية لدعم هذه البحوث التخصصية، يجيب العبدان: لا شك أن الجهد الفردي التطوعي لإنتاج بحوث وكتب توثيقية بحاجة لفتح منافذ للدعم التطبيقي من خلال إتاحة وعرض أرشيف المؤسسات أمام الباحث، فكتابي حول فن الكاريكاتير ورغم الأرشيف الشخصي الوافر الذي أملكه، إلا أنه لا يكفي لسد الثغرات المتعلقة بالمعلومات والرسومات والنماذج التوضيحية، وبالتالي فإن هذه البحوث التخصصية بحاجة لدعم الصحف والمجلات والأندية والمؤسسات الثقافية التي احتضنت رسومات فناني الكاريكاتير المحليين منذ نهاية الستينات وحتى الآن· ويضيف العبدان: الأمر ذاته ينطبق على أي كتاب توثيقي حول السينما في الإمارات مثلا، أو حول الشعر في الإمارات، وغير ذلك من الأطياف والأنماط والأشكال الثقافية والفنية والأدبية التي لم تأخذ حقها بعد من الشغل النقدي والرصد البانورامي· يذكر أن الفنان والباحث علي العبدان يعتبر من الأشخاص المهمومين بالجانب التوثيقي للأنماط والظواهر الثقافية والفنية والتراثية في الإمارات، وهو على هوى هذا البحث والتنقيب في أركيولوجيا الثقافة المحلية، استطاع أن يتواصل روحيا ومعرفيا مع منابع وخفايا ومغاليق هذه الثقافة وبالتالي فهو يعمل في حقل بكر وغير مطروق، وهو حقل يفتقر في ذات الوقت لقاعدة بيانات واضحة وموثوق بها·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©