الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع أسعار المساكن البريطانية خلال الشهر الماضي

31 ديسمبر 2010 23:36
تناقلت وسائل الإعلام المختلفة ما قامت به سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة خلال الأيام الماضية، حيث شرعت قوات الاحتلال برفع عشرات الأعلام الإسرائيلية، وأخرى تحمل صور الشمعدان، وقامت بتركيبها على أسوار البلدة القديمة ومنطقة القصور الأموية، في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى نصب شمعدان كبير جنوبي المسجد الأقصى في الجهة التي تقابل مسجد النساء والمتحف الإسلامي، معتبرة هذه الخطوة محاولة لإثبات تاريخ يهودي موهوم في القدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك، وكذلك طمس المعالم الإسلامية في المدينة المقدسة بشتى الوسائل والطرق. كما قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام بسرقة عدد من حجارة القصور الأموية في المنطقة المعروفة «بالخاتونية»، جنوب شرق المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأتربة حيث تم نقلها إلى جهة غير معروفة، مع العلم أن هذه المنطقة أرض وقف إسلامي. إن هذا الاعتداء هو اعتداء إجرامي جديد على تاريخ وتراث وحضارة المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، حيث يهدف إلى طمس المعالم الأثرية والتراثية والحضارية الإسلامية في مدينة القدس بصفة عامة ومحيط المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة. لذلك فإننا نناشد جميع الأطراف الدولية والمحلية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية والمؤسسات التي تختص بالمحافظة على الأماكن الأثرية والتاريخية والدينية في العالم، بضرورة التصدي والتدخل من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الآثار والمقدسات الإسلامية، كما نطالب منظمة اليونسكو بتحمل مسؤوليتها بحماية الآثار الإسلامية في المدينة المقدسة، باعتبار أن اليونسكو قد أعلنت هذه المنطقة تراثاً عالمياً يجب حمايته، كما ونناشد المؤسسات العربية والإسلامية بضرورة المحافظة على التاريخ العربي والإسلامي للمدينة المقدسة من خلال المحافظة على مقدساتها وآثارها، وكما قال الشاعر: مثـل القـوم نســوا تاريخهــم كلقيـطٍ عيَّ في الحـي انتسـابــا أو كمغلــوبٍ علــى ذاكــــــــرة يشتكي من صلة الماضي انقضابا إن اليهود يزعمون أنهم كانوا في هذه الأرض قبل العرب والمسلمين بعدة قرون وهذا زعم كاذب وباطل، لذلك يجب على أبناء الأمتين العربية والإسلامية الرد على الادعاءات الإسرائيلية بأن لهم حقوقاً تاريخية ودينية في فلسطين، وتفنيد هذه الافتراءات وبيان زيفها وكذبها، لأن كثيرًا من الناس التبس عليهم أمر الصراع بين المسلمين واليهود، وذلك من تأثير الآلة الإعلامية الغربية الفاعلة حتى أصبح بعضهم يصدق أنّ لليهود حقًا تاريخيًا ودينيًا في فلسطين.. ونتيجة لذلك يجب علينا توعية الشعوب العربية والإسلامية، بل وشعوب العالم بذلك. ونودّ أن نبين هنا بأن الكنعانيين العرب أول من سكن هذه البلاد قبل ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة قبل الميلاد (3500 ق. م) ... وهو تاريخ أولى الهجرات الكنعانية، التي اتجهت من شبه الجزيرة العربية نحو الشمال الشرقي، ومن بطون العرب الكنعانيين الذين هاجروا إلى فلسطين (اليبوسيّون) وهؤلاء هم الذين سكنوا القدس وعمروها، ولم يعرف التاريخ المدون شعباً قبلهم سكن القدس. ونقل مجير الدين الحنبلي في كتابه «الأنس الجليل» قصة بناء بيت المقدس فقال «وأما مدينة القدس فكانت أرضُها في ابتداء الزمان صحراء بين أودية وجبال، وهي خالية لا أبنية فيها ولا عمران .. ومما حكي في تواريخ الأمم السالفة أن (ملكي صادق) نزل بأرض بيت المقدس، وقطن بكهف من جبالها يتعبد فيه، واشتهر أمره حتى بلغ ملوك الأرض الذين هم بالقرب من أرض بيت المقدس، بالشام وسدوم وغيرهما، وعدتهم اثنا عشر ملكاً، فحضروا إليه، فلما رأوه وسمعوا كلامه، اعتقدوه وأحبوه حباً شديداً ودفعوا إليه مالاً ليعمّر به مدينة القدس، فاختطها وعمرها وسميت (بيت السلام) فلما انتهت عمارتها اتفق الملوك كلهم أن يكون ملكي صادق ملكاً عليهم وكنوه بأبي الملوك، فكانوا بأجمعهم تحت طاعته واستمر حتى مات بها» . وملكي صادق هذا من أقدم ملوك اليبوسيين الكنعانيين العرب، واسمه كنعاني معناه «ملك البر» أو «سيد العدل» وكان من الموحدين العابدين لله تعالى، واتخذ من بقعة المسجد الأقصى مكاناً لعبادته. وقد بينت كتب التاريخ بأن فلسطين أرض عربية سكنها العرب منذ آلاف السنين، وأنهم أقاموا فيها بصورة دائمة، وأن العرب المسلمين الذين أكرمهم الله بفتح فلسطين في العام الخامس عشر للهجرة وفق 636م في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- إنما كانوا امتداداً للعرب الذين سكنوها منذ فجر التاريخ. ومما سبق يتضح بأن الكنعانيين هم أول من سكنوا هذه البلاد المقدسة، وأن اليهود لم يسكنوها إلا في فترات قليلة جداً، وأن الرسول عليه السلام قد فتحها روحياً ليلة الإسراء والمعراج كما فتحها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه – سياسياً في العام الخامس عشر للهجرة. إذاً نقول إنه لا يوجد حق تاريخي لليهود في القدس ولا في فلسطين، فالقدس مدينة عربية إسلامية، والمعروف تاريخيًا أن الذي بنى القدس هم اليبوسيون، وهم العرب القدامى الذين جاءوا من شبه الجزيرة العربية مع الكنعانيين. وسكنوها إلى أن جاء إبراهيم -عليه السلام- مهاجرًا من العراق وطنه الأصلي، وولد له إسحاق -عليه السلام-، كما ولد لإسحاق يعقوب -عليه السلام- الذي ارتحل بذريته إلى مصر.. ومعنى هذا أن إبراهيم وإسحاق ويعقوب -عليهم السلام- دخلوا إلى فلسطين وخرجوا لم يمتلكوا فيها شيئًا. وكذلك مات موسى -عليه السلام- ولم يدخل أرض فلسطين وإنما دخل شرق الأردن، والذي دخلها بعده يشوع (يوشع)، وبعد ذلك جاء الغزو البابلي الذي أزال دولتهم، وسحقها سحقًا، ودمر القدس وأحرق التوراة.. ثم بعد ذلك جاء الغزو الروماني فمزقهم كل ممزق، وشتتهم في أنحاء الأرض، وأزال الوجود اليهودي. ثم جاء الفتح الإسلامي، وعندما دخل المسلمون القدس لم يجدوا فيها يهودياً واحداً، حتى أن العهدة العمرية التي وقعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- مع بطريرك القدس صفرونيونس اشتملت على شرط بعدم السماح لليهود بالإقامة في القدس . لقد دخلها العرب وهي خالية من اليهود، بعد ما طردهم الرومان، وأسلم أهلها، وبقي العرب فيها أكثر من ألف وأربعمائة عام. إن الواجب على الأمتين العربية والإسلامية مساندة هذا الشعب، ودعم المرابطين في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس الذين وصفهم رسولنا- صلى الله عليه وسلم – بقوله: «لا تزال طائفةٌ من أمتي على الدينِ ظاهرين لعدوُّهم قاهرين لا يضرُّهم مَنْ خالفهم إِلاّ ما أصابَهُم من َلأْوَاء حتى يأتيهم أمرُ اللهِ وهم كذلك قالوا: وأين هم؟ قال: ببيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المقدس» (أخرجه أحمد بن حنبل). فلسطين الحبيبة تناديكم، والقدس تناديكم اليوم للتأكيد بأنها عاصمة دولة فلسطين، ولتطبيق العدالة في أعدل قضايا الدنيا، قضية فلسطين، وقضية شعب فلسطين، وحقه في العودة إلى وطنه، وحق تقرير مصيره، وخروج الأسرى والمعتقلين، وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. فلسطين تقول لكم: سوف يتراجع الظلم، وينهزم الأعداء، فالليل مهما طال فلا بد من بزوغ الفجر، وإن الفجر آتٍ بإذن الله رغم أعداء أمتنا كلهم. بقلم الشيخ الدكتور/يوسف جمعة سلامة خطيـب المسـجد الأقصى المبـارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©