السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مساع لتعزيز مشاركة النساء في مجال الطيران المدني بالدولة

مساع لتعزيز مشاركة النساء في مجال الطيران المدني بالدولة
3 ابريل 2013 21:56
دبي (الاتحاد) - عندما بدأت المهندسة مريم البلوشي عملها مديرة لقسم الدراسات البيئية في الهيئة العامة للطيران المدني، ما كان لأحد أن يتوقع أن تتطور حياتها المهنية في صناعة الطيران، التي يهيمن الذكور على كافة جوانب أعمالها، لتصل إلى اليوم الذي تمثل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة في المحافل الدولية لصناعة الطيران المدني، أو أن تصبح داعماً قوياً وصوتاً مسموعاً للقضايا البيئية. لكن المهندسة مريم ليست هي الوحيدة التي ألهمت المرأة الإماراتية السعي لشغل وظائف في القطاعات التي يهيمن عليها الذكور بشكلٍ تقليدي، حيث كانت الكابتن عائشة الهاملي أول امرأة إماراتية تعمل طياراً، وهي الممثل الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة في المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) منذ أكتوبر من عام 2009. وقد عملت كل من المهندسة مريم والكابتن عائشة، جاهدتين على تحقيق حلميهما والنجاح في صناعة الطيران، وهو قطاع لا يزال يهيمن عليه الرجال إلى حدٍ كبير، كما يوفر العديد من الفرص الوظيفية التي تشهد نمواً سريعاً. وقالت المهندسة مريم، والتي تعد أول متخصصة إماراتية في بيئة الطيران ورئيسة اللجنة البيئية الإقليمية للطيران بالهيئة العربية للطيران المدني: “تمثل الأجواء المفتوحة الهدف الذي تصبو إليه المرأة التي ترغب في بناء حياتها المهنية في صناعة الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهناك نقص عام في مشاركة المرأة الإماراتية بالوظائف الهندسية وغيرها من المجالات عالية التقنية، خاصة في مجال صناعة الطيران”. وأضافت مريم قولها: “نحن بحاجة لخلق المزيد من الوعي ودعم المبادرات لتحقيق المزيد من المشاركة للمرأة الإماراتية في القطاعات غير الإدارية بصناعة الطيران المدني، كما نحتاج إلى مزيد من النساء في الأدوار القيادية”. وخلال العقد الماضي، اتبعت المزيد من النساء الإماراتيات طموحهن في وظائف متنوعة بصناعة الطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أصبحت سلمى البلوشي أول امرأة إماراتية تقود طائرة بمفردها لشركة الاتحاد للطيران، وأصبحت الدكتورة نبيلة العوضي أول طبيبة إماراتية متخصصة في طب الطيران، وأصبحت نوال السويدي أول امرأة إماراتية ضمن أطقم الضيافة في الأجواء، كما أصبحت نوف العفيفي أول امرأة إماراتية تعمل في مجال مراقبة الحركة الجوية. وقد اتخذت جميع هؤلاء النساء زمام المبادرة ليثبتن أن الطموح والموهبة يمكن أن يوفرا أداة قوية لكل من المرأة والرجل. ولكن لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به من أجل حث المزيد من النساء الإماراتيات على المشاركة في مختلف المهن والتخصصات في هذه الصناعة. البرامج التعليمية وأشارت المهندسة مريم إلى أن: “هناك القليل من الفرص لدراسة البرامج التعليمية المتعلقة بالطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن الأمور قد بدأت في التغير مع إطلاق العديد من المبادرات التي بدأت في سد هذه الفجوة، حيث دشنت جامعة الإمارات العربية المتحدة وبوينج ومبادلة لصناعة الطيران مبادرة لتأهيل مجموعة من الكوادر الإماراتية الموهوبة في السنوات المقبلة، وهناك حاجة لمزيد من تلك البرامج، كما أن المرأة الإماراتية بحاجة إلى الإلهام والتشجيع”. ورغم أهمية صناعة الطيران المدني الإماراتية في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم العربي، فإن عدداً قليلاً للغاية من النساء الإماراتيات يتقلدن وظائف ومناصب في قطاعات مهمة مثل الهندسة، مراقبة الحركة الجوية، صيانة الطائرات، إلكترونيات الطيران وطب الطيران. حيث ظلت صناعة الطيران في الإمارات العربية المتحدة، مثلها في ذلك مثل الاتجاه العالمي السائد، قطاعاً يخضع لهيمنة الرجال إلى حدٍ كبير. وأشارت المهندسة مريم، التي تشارك في المجلس الاستشاري للمنتدى العالمي لقادة المطارات، المقرر عقده في دبي الشهر المقبل، إلى أن هناك الكثير من الفرص المتاحة للمرأة في جميع قطاعات الطيران. وقالت: “دعونا نتحدى الوضع الراهن والافتراضات الخاطئة، دعونا نصل إلى المرأة الإماراتية وندعوها للانضمام إلى العالم المثير والمربح للطيران، لا كعنصر ثانوي وإنما كشريك مطلوب ومرغوب، فالمرأة الإماراتية بحاجة إلى المزيد من التشجيع من الأسرة والمجتمع، كما تحتاج أيضاً إلى التفكير في كيانها ودورها في هذه الصناعة المثيرة”. تطور القطاع ومن المتوقع أن تشهد صناعة الطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة زخماً كبيراً ونمواً هائلاً خلال العقد القادم، حيث باتت دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً رائداً للسفر في العالم، ومن ثم، فمن المتوقع أن يرتفع الطلب على القوى العاملة الماهرة بشكلٍ ملحوظ. كما تدعم صناعة الطيران المدني، وفقاً لتقرير اقتصادي لأكسفورد، 224 ألف وظيفة في الإمارات العربية المتحدة، وتوفر أكثر من 400 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة جديدة في مختلف التخصصات خلال السنوات الـ20 المقبلة. كما أشارت دراسة أجرتها وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي بعنوان “المرأة في الإمارات العربية المتحدة - نبذة عن التقدم”، إلى أن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة ترى أنه ينبغي تشجيع النساء لتولي مناصب مؤسسية قيادية، على أساس الجدارة، وأن دخولهن إلى المجالات التي كان يهيمن عليها الرجال يمثل خطوة أولى أساسية نحو مجتمع متساو. وخلصت الدراسة إلى أنه: “من أجل إثبات أنفسها في المهن التي اختارتها، يجب أولاً أن تمنح المرأة الإمكانيات والآليات لتحقيق ذلك”. وتتوقع سلمى البلوشي رؤية المزيد من النساء يتبعن خطاها، ويكسرن الحواجز بين الجنسين، وتقول: “ليس في وسعي سوى الأمل بأن يشجع الإنجاز الذي حققته العديد من أخواتي الإماراتيات لدفع حدود طموحاتهن وتحقيق أهدافهن”. وحثت نوف العفيفي المرأة الإماراتية على اغتنام الفرص لإثبات ذاتها وجعل بلادها تفخر بها. كما شجعت النساء على الدخول في أكثر المهن التي تتسم بالتحديات، لأنها تعتقد أن المرأة قادرة على القيام بكل شيء في هذه المجالات الصعبة. وتحقيقاً لهذه الغاية، تشهد الدورة الثالثة عشرة من معرض المطارات المقرر انعقاده في دبي في الفترة من 6-8 مايو المقبل، مبادرة تهدف إلى تشجيع المرأة الإماراتية على الانضمام إلى الوظائف في مختلف مجالات صناعة الطيران المدني. ومن المقرر أن يقام على هامش معرض المطارات معرض “المرأة في مجال الطيران”، وهو معرض ملهم للتصوير الفوتوغرافي يجوب مختلف أنحاء العالم، ويسلط الضوء على دور ومساهمة المرأة في صناعة الطيران العالمية، كما يهدف إلى إلهام المزيد من النساء للتغلب على الحدود التقليدية الموضوعة لمشاركة المرأة في هذه الصناعة وتحقيق أهدافهن. ويتم تنظيم المعرض بالتعاون مع منظمة “النساء في صناعة الطيران المدني” الدولية، ومقرها الولايات المتحدة الأميركية، وهي منظمة لا تستهدف الربح وتضم أكثر من 8 آلاف عضوة وقال دانيال قريشي، مدير معرض المطارات 2013: “نحن نريد تسليط الضوء على حقيقة أن دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام وصناعة الطيران المدني الحيوية بها على وجه الخصوص، تشجع المرأة الإماراتية على التمتع بالفرص المهنية الواعدة في صناعة الطيران المدني”. ويهدف المعرض، الذي يقدم رؤى تاريخية حول التطور المذهل الذي شهدته صناعة الطيران على مدى السنوات الـ100 الماضية، إلى رفع مستوى الوعي حول أهمية الدور الذي تلعبه المرأة في مجال الطيران المدني وتسليط الضوء على فرص النمو الهائلة التي يمكن أن يوفرها هذا القطاع الاقتصادي الحيوي للمرأة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©