الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حوارات ومحاضرات تبحث في الموروث الموسيقي وعزف موسيقي حديث

13 أكتوبر 2009 22:35
انطلقت الاثنين فعاليات خيمة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي من خلال تقديم العروض الموسيقية لزوراها وروادها. وقد استقبلت الخيمة زوارها من ضيوف المهرجان المشاهير في العالم والوطن العربي الذين شاركوا الجمهور في جلسات الحوار والنقاش الفني الجاد والبناء عن صناعة السينما والأفلام والأدوار التي يجسدونها وكيفية التعامل معها، حوارات جعلت العلاقة ما بين الفنان وجمهوره أقرب إلى علاقة صداقة حية، وهذا الشعور بالفرح لم ينعكس فقط على الجمهور المشاهد بل على الفنان نفسه الذي عبر عن ارتياحه الشديد لما تقدمه الخيمة من أجواء صداقة وحميمية في الوصول إلى عشاق السينما الأصيلة والراقية. وبدأت أولى المحاضرات لأشهر مؤلفي الموسيقى التصويرية السينمائية الذين يقدمون فيها خلاصة خبراتهم الفنية وطريقة عملهم الإبداعية، وكانت البداية مع المؤلفين والعازفين الموسيقيين سوسن دايهم وريتشارد هورفيتز اللذين تحدثا عن أسلوب عملهما في تأليف الأعمال الموسيقية السينمائية، وعن أثر موسيقى الشرق الأوسط في إنجازهما الموسيقي، وقدّم الاثنان ورشة عمل تحت عنوان «السيمفونية الكونية: كيف توظف الاهتزازات الأصلية من الانفجار العظيم في التأليف الموسيقي السينمائي». دايهم هي موسيقية ومغنية من مواليد طهران استقرت عام 1980 في نيويورك لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها الفنية حيث بدأت بالغناء والتأليف الموسيقي بالتعاون مع مؤلفين متخصصين في موسيقى الأفلام، وأخذت موسيقاها بالتشكل والتكوّن تأثراً بالموروث الشرق أوسطي، فكان أحد نجاحاتها الاشتراك في تأليف موسيقى فيلم «الإغواء الأخير للمسيح» المأخوذ من قصة الروائي اليوناني نيكوس كازنتزاكيس، ثم كان لقاؤها مع ريتشارد هوروفيتز حيث تلاقت اهتماماتهما الموسيقية لينتج عن ذلك مجموعة من الألبومات الغنائية والعروض الموسيقية ذات الطابع الشرقي. وتعاونها مع ريتشارد هورفيتز نتج عنه سلسلة من الأعمال المتميزة والتي اتخذت من الموروث الفارسي الخصب مادة لا تنضب من الإبداعات ذات الطابع المعاصر، منها أوبرا «منطق الطير» المأخوذة من منظومة فريد الدين العطار بالاسم نفسه، والتي تصور فيها رحلة ثلاثين طائرا مهاجرا للبحث عن الحقيقة المطلقة في جبل قاف، وعمل آخر بعنوان «أم زرادشت»، وتعتمد ألحانها على أسلوب الغناء الشجي والحزين على طريقة إلقاء الملاحم الفارسية الكبرى، خاصة تلك التي ظهرت بعد الإسلام والتي يصفها البعض بالبكائيات، أما هورفيتز فقد درس موروث الناي الموسيقي في الشرق الأوسط طوال 12 عاما، ولعلّ أشهر أعماله هي التي قدمها في السماء الحارسة للإيطالي بيرناردو بيرتوليتشي. كما شهدت الخيمة وضمن فعالياتها الموسيقية حفلاً خاصاً للعازف الأردني كمال مسلم الذي عزف على غيتاره الكهربائي بشغف، لجمهور جلس يراقبه باستمتاع وقضى معه وقتاً ممتعاً لا تفسده الموسيقى التجريبية، إذ تندرج ضمن ألحانه كل مدارس الموسيقى فهي لا تحمل خطّاً موسيقياً معروفاً وميلوديا واضحة، هذه الموجة الموسيقية الحديثة والنخبوية بامتياز، أطربت زوار خيمة المهرجان التي أثبتت وخلال أيامها أنها تستحق أن تندرج ضمن برامج هذا المهرجان الذي يرتقي إلى العالمية. وفي أمسية موسيقية مزجت بين ألحان غربية وعربية برزت في ألحان مسلم التي تناوب فيها على العود والغيتار استفادته من الموروث الموسيقي العربي، ومحاولة تطويعه مع موسيقى الجاز وأنماط موسيقية غربية أخرى ما منح أعماله حساً خاصاً لا يشبه غيره. وواصل مسلم العزف لعدد من مقطوعاته الجديدة والقديمة، وفي كلمة مختصرة لإدارة المهرجان قال «ما من كلمات تحضرني الآن للتعبير عن مدى سعادتي بحضور هذا المهرجان وأن يكون اسمي مندرجاً فيه»، كما ثمن حرص إدارة المهرجان على التواصل مع كل التجارب الموسيقية والفنية الجديدة. وقد ولد الفنان كمال مسلم في الكويت عام 1970 وعاد إلى الأردن بداية التسعينيات، حيث درس الهندسة وأكمل دراسته العليا في باريس قبل أن تخطفه عوالم الموسيقى ويحترف العزف على آلتي العود والغيتار، وقد شارك مسلم في العديد من الحفلات في دبي وأبوظبي وعمان ومهرجان جرش، كما أصدر أربعة ألبومات موسيقية هي»على ضفة نهر الأردن» و»زمان» و»تعليلة» و»خارج مدينتي»، وقد تأثر بكلاسيكيات الموسيقى العربية وموسيقى الجاز وألحان الفلامنكو ساعياً من وراء هذا إلى الخروج بتوليفة موسيقية مميزة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©