الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جدارية سلام بأنامل مصرية فلسطينية

جدارية سلام بأنامل مصرية فلسطينية
13 أكتوبر 2009 22:27
على مدار عشرة أيام اجتمع 30 طفلاً وطفلة من مصر وفلسطين في ورشة فنية لتقديم جدارية مساحتها متران في ثلاثة أمتار عن السلام في الشرق الأوسط. الورشة التي نظمها قصر ثقافة جاردن سيتي بالقاهرة بالتعاون مع اتحاد المرأة الفلسطينية حفلت بالعديد من الرسوم الفنية التي اشترك الأطفال في تنفيذها وتلوينها لينتجوا جدارية للسلام تعبر عن أحلامهم في حياة أفضل خالية من الدمار والحروب والعنف. أربع ساعات كاملة كان الأطفال يقضونها كل يوم في مقر قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي مع الألوان والخامات يرسمون ويضحكون ويتسامرون وأثبتت التجربة أن هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عاما لديهم الموهبة والانطلاق والأفكار الجديدة. وقد أبدعوا خلال مدة الورشة عشرات الرسوم عن حب الوطن والعلم ونبذ الحروب وتجمعت الرسوم في نهاية الورشة في جدارية كبيرة عن رؤية الأطفال للسلام في منطقة الشرق الأوسط. وكانت الجدارية عبارة عن وجوه بشرية من جنسيات مختلفة تتعايش معا في سلام وتطالب به رغم الاختلاف في الجنسية والملة والهوية. وهكذا رأى الأطفال السلام ووجهوا رسالة للقوة الغاشمة بأن تكف عن العنف وتتجه نحو السلام الذي فيه خير الجميع. رسم مشترك قالت الطفلة الفلسطينية روان كامل (15 سنة) إنها سعيدة بالاشتراك في ورشة السلام التي رسمت فيها لوحة مشتركة كبيرة مع الأطفال المشاركين وجاءت اللوحة معبرة عن أفكارها في ضرورة الوحدة بين الشعوب والأفراد فاللوحة تضم أشخاصاً عديدين، وكل شخص بلون بشرة وزي مختلف ولكنهم جميعا متعايشون ومتحابون، وجميع الأطفال كانوا فرحين باللوحة لأنها تعبر عن أحلامهم ورغبتهم في حياة أفضل. وأضافت أنها كانت في حاجة إلى الإحساس بالترابط والتألف بين الأطفال الذين شاركوها ووجدت ذلك الإحساس في الورشة التي عرفتها على أطفال جدد أصبحوا أصدقاءها. وتتمنى كامل أن تستمر مثل هذه الأنشطة وتأمل أن تجمع بين أطفال من كافة الدول العربية حتى يشعر الجميع بمعاناة الأطفال الفلسطينيين. وقالت الطفلة المصرية زينب عمر (11 سنة) إنها لم تفكر طوال الورشة في أسماء الأطفال أو جنسياتهم لأنهم جميعا كانوا يرسمون وهم في حالة فرح سواء الرسوم الفردية التي رسمها كل طفل أو اللوحة الكبيرة التي رسمتها مع الأطفال الآخرين وعندما اختلطت فرشاتهم بالألوان على لوحة واحدة عرفت أن السلام حلم يمكن تحقيقه.وقالت منار حسن (11 سنة) من فلسطين إنها تحب الرسم كثيراً ولهذا أعجبت بالورشة لأنها ساعدتها كثيرا على اتقان مهاراتها فخرجت رسومها من منطقة عدم الوضوح الى رسوم تحمل رسالة وخاصة التي عبرت عن السلام ومعاناة الفلسطينيين. وقالت سمية علي ( 14 سنة) من مصر إن الورشة ساعدتها في تقديم أعمال فنية وثقافية متعددة بالمشاركة مع أطفال فلسطين وعلى رأسها الرسوم التي قدمتها عن الريف المصري والاهرامات ونهر النيل حيث كانت المشرفة تطلب من كل طفل أن يرسم شيئا بداخله ثم وجهتهم للرسم عن السلام في لوحة مشتركة تبارى الجميع في رسمها وتلوينها وكانوا سعداء بما يفعلون وتتمنى أن تتكرر هذه الورش الفنية ويشارك فيها أكبر عدد من الأطفال حتى يتعرفوا على المشكلات الحقيقية التي يعيشها إخوانهم الفلسطينيون. قالت الطفلة الفلسطينية مرنا أسامة (10 سنوات) إن التحاقها بالورشة كان بالصدفة حيث جاءت مع شقيقتها الكبرى ولما شاهدت ما يحدث أعجبت به كثيرا وقررت الالتحاق بورشة الرسم وأصبحت بعدها قادرة على الإبداع وعندما طلبت منها المشرفة أن ترسم شيئا رسمت علم مصر والى جواره علم فلسطين وبينهما حمامة بيضاء كما رسمت وجوه أطفال كثيرين يلعبون معا في سعادة غامرة. وقالت الفنانة التشكيلية رضوى القصبي المشرفة على الورشة:«وفرنا كل الخامات والألوان للأطفال المشاركين كي يعبروا عما بداخلهم وكنا نوجههم فقط وكشفت الأعمال عن أطفال موهوبين في الرسم وقادرين على التعبير عما بداخلهم ببراعة وشجعتهم الورشة على التعارف والتعاون لتخرج جدارية السلام التي رسموها معا رسالة الى كل شعوب العالم بأهمية السلام والتعايش بين الشعوب رغم اختلاف الألوان والجنسيات والديانات». وأضافت أن القائمين على الورشة سيختارون الأعمال المتميزة التي رسمها الأطفال ليضمها معرض فني فيما بعد بجوار جدارية السلام التي تعتبر قمة ما رسمه الأطفال طوال الورشة لأنها خرجت بالتعاون وتضافر الجهود بين كافة المشاركين.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©