حظر أوروبي لصيد «الأنجليز» في شهري أكتوبر ونوفمبر

لن يتمتع الهولنديون بمذاق الأنجليز الطيّب خلال شهري أكتوبر الجاري ونوفمبر المقبل بعد أن أصدرت الحكومة قانوناً بمنع صيده خلالهما بعد أن أثبتت إحصائيات أن أعداده نقصت بمعدل 95 بالمئة خلال العقود الأربعة الماضية. ويعد سمك الأنجليز أو «ثعبان البحر» Eel من المآكل المفضلة في أوروبا وخاصة في هولندا. ويعتبره الهولنديون الأشهى مذاقاً من بين معظم الأطباق التي يحبونها، ويفضلون منه النوع السمين المدخّن والذي يصنعون منه سندويتشات مع الخبز المحمّص بعد إضافة بعض الصلصات. وأثبتت بحوث أجريت مؤخراً، أن أعداد الأنجليز ذا النوعية الرفيعة الذي يتجمع عند مصبّات الأنهار في البحار، هبطت بنسبة تفوق 90 بالمئة عما كانت عليه قبل أربعة عقود. وفي بعض الشواطئ التي كانت تزخر به، لم يتبقّ منه إلا نسبة 1 بالمئة وبما يعني أنه انضمّ إلى أنواع وفصائل الحيوانات البحرية التي تشرف على الانقراض. ولعل الغريب في الأمر هو أن الخبراء الذين تكفلوا بدراسة هذه الظاهرة لم يعرفوا لها سبباً واحداً. مؤكداً ويضعون لتفسير الظاهرة احتمالات عديدة منها الاستهلاك والصيد الجائر، وتزايد النشاطات البشرية قريباً من الشواطئ وتغير طبيعة التيارات البحرية بفعل التغيّرات المناخية التي تعاني منها الأرض وخاصة ارتفاع معدل درجة جو الأرض؛ بالإضافة إلى تزايد الأمراض التي تهدد الأحياء البحرية والتلوّث الذي ينغّص عليها عيشها. ومهما كانت الأسباب التي تهدد الأنجليز، فلقد وجد الخبراء الأوروبيون أن من الضروري التحرّك بسرعة لإنقاذ ما تبقى منه ومنعه من الانقراض. وفي هذا الإطار، أطلقت عدة منظمات بيئية أوروبية مجموعة من البحوث والدراسات التي تهدف إلى اكتشاف الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الظاهرة لمعرفة ما يمكن عمله في مجال التصدي لها. ويندرج قرار منع صيد الأنجليز خلال شهري أكتوبر ونوفمبر في إطار الإجراءات الرامية إلى الوقوف على تلك الأسباب. عن موقع ices.dk/marineworld/eel.asp