هدى جاسم، وكالات (بغداد)
أعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أمس، استكمال الخطط العسكرية لتحرير المناطق في محافظتي الأنبار ونينوى من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، مشددا على ضرورة مسك الأرض في المناطق المحررة من قبل الشرطة المحلية وأبناء هذه المناطق، لتسهيل عودة النازحين إلى ديارهم، بينما أفادت مصادر أمنية أن المعارك ما زالت على أطراف صلاح الدين الشمالية والغربية، وسط إعلان السلطات الحكومية مقتل 34 من «داعش» ونحو 15 من القوات العراقية.
في حين حذر مجلس الوزراء القوات الأمنية وميليشيات «الحشد الشعبي» من العبث بمقابر جماعية عثر عليها في تكريت، وشكل لجان تحقيق للتأكد من هوية الضحايا، كما حول المجلس 455 مليون دولار من موازنة مارس لإقليم كردستان العراق، وفقا للاتفاق السياسي المبرم.
وقال العبيدي للتليفزيون الرسمي العراقي أمس، إن «تحرير تكريت هو الحافز المعنوي ونقطة الشروع لقواتنا نحو الشمال والغرب لتحريرهما»، مضيفا «سنقاتل الإرهاب في كل مكان، وقد هيأنا المستلزمات لمعركة كبيرة وحاسمة».
وتابع أن «الخطط العسكرية جاهزة لتحرير المناطق كافة، وهي تتطور مع تطور المعلومات الاستخباراتية»، مشيراً إلى أن «توقيتات بدء معركة التحرير نتركها للزمن، وأثبتت التجربة أن بدء وانتهاء العمليات ليس مهما بقدر مراعاة الدقة والحرص في حماية أرواح المدنيين وقواتنا الأمنية، والحفاظ على البنى التحتية».
من جهة أخرى ذكرت الشرطة أمس أن القوات العراقية ورجال العشائر واصلوا أمس عمليات تعقب مسلحي «داعش» في المناطق المحررة في العلم وتكريت وضفاف نهر دجلة، باتجاه منطقة المزرعة جنوب بيجي ومنطقة جسر رميلات جنوب سامراء.
وأكدت مقتل 35 من عناصر «داعش»، و4 عناصر من الميليشيات التي تواجدت هناك إضافة إلى جرح 12 من «الحشد».
وكانت ميليشيات «الحشد الشعبي» تخطت عندما بدأت معركة تحرير تكريت، وزيري الدفاع والداخلية وفقا لروايات اثنين من كبار المسؤولين ودبلوماسي غربي، تحدثوا جميعا بشرط عدم نشر أسمائهم. وقال المسؤولون إن الحكومة الأميركية غضبت لرؤية قوة مدعومة من إيران هي التي تقود المعركة من أجل تكريت، ولعدم تشاور الحكومة معها بشأن الخطة.
وفي شأن متصل أعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس، تشكيل لجنة للكشف عن هوية جثث عثر عليها بأكثر من موقع في تكريت بعد تحرير المدينة من تنظيم «داعش» أمس. وقال الناطق باسم الوزارة العميد سعد معن، إن «وزير الداخلية محمد الغبان وجه بتشكيل لجنة للتنسيق مع وزارة الصحة والجهات المعنية للكشف عن هويات الجثث التي عثرت عليها الشرطة بأكثر من موقع في تكريت قرب منطقة القصور الرئاسية».
وأصدر مجلس الوزراء بيانا دعا فيه «القطعات العسكرية وميليشيات الحشد الشعبي والجهات كافة، إلى عدم العبث بالمقابر ونبشها عشوائيا والحذر وحمايتها، لأجل عدم اختفاء معالم المقابر والأدلة».
من جهة أخرى، أعلنت عمليات الأنبار العسكرية أمس تحرير مناطق متفرقة من سيطرة «داعش» شرق الرمادي. وقال مصدر في قيادة العمليات إن قرى ألبو جليب وألبوعيادة شرق الرمادي تمت استعادتهما وطرد التنظيم في معارك اندلعت أمس بين الطرفين.
وأضاف أن القوات الأمنية تحصنت في الدوائر الرسمية والحكومية ورفعت العلم العراقي، بدلا من علم «داعش» بعد سقوط العشرات من عناصر التنظيم بين قتيل وجريح. كما أفاد متحدث عسكري في الأنبار أن القوات الأمنية ومقاتلي العشائر والطيران الحربي العراقي، استعادوا السيطرة على الطريق الدولي السريع شمال الرمادي. كما أعلنت وزارة الدفاع في بيان أمس، أن قيادة عمليات الأنبار تمكنت من تطهير منطقة زنكورة في الرمادي.
سياسيا، سارعت بغداد إلى تهدئة الخواطر الكردية بتحويل 455 مليون دولار من مستحقات الموازنة عن شهر مارس، وفقا لوزير المالية هوشيار زيباري، بما يثبت التزام حكومة بغداد باتفاقها مع إقليم كردستان العراق.
عدد اليوم
