الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قمة صناعة الطيران.. نجاح في مشهد عالمي متغير

قمة صناعة الطيران.. نجاح في مشهد عالمي متغير
30 ابريل 2018 22:17
خالد القبيسي* مع انطلاقة النسخة الرابعة لمؤتمر القمة العالمية لصناعة الطيران، تتصدر العاصمة أبوظبي المشهد مرة أخرى باستضافة أهم الرواد وصناع القرار الدوليين في قطاعات صناعة الطيران والنقل الجوي والفضاء والدفاع الجوي. وشركة مبادلة، باعتبارها مستثمراً عالمياً رائداً يحرص على توظيف استثماراته من أجل تسريع عجلة النمو بما يعود بالفائدة على أبوظبي على المدى الطويل، وتأتي القمة لتسليط الضوء على قطاعات تأتي في طليعة مسيرة التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الدولة. وتماشياً مع أولويات الرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030، حيث يعتبر تطوير قطاع صناعة طيران مستدام أحد المحركات الرئيسية التي ستساعد على دفع عجلة النمو الاقتصادي. إن منطقة الشرق الأوسط من أسرع أسواق صناعة الطيران والنقل الجوي نمواً في العالم، وذلك بفضل الارتفاع الكبير في عدد السياح والموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تتمتع به. ووفقاً للتقديرات التي أجرتها شركة إيرباص مؤخراً، فمن المتوقع أن تشهد المنطقة نمواً سنوياً بنسبة 6% في النقل الجوي على مدى السنوات العشرين المقبلة، وهو أعلى بكثير من التوقعات العالمية للنمو التي تبلغ 4.6%. وعلى صعيد الشرق الأوسط، تمتلك دولة الإمارات واحداً من أكبر أساطيل الطائرات وأحدثها في المنطقة، بينما تقدر قيمة قطاع النقل الجوي في الإمارات بحوالي 80 مليار دولار أميركي، ويوفر هذا القطاع نحو 500 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. ويتمتع قطاع صناعة الطيران والمجالات المرتبطة به بإمكانات نمو مستقبلي كبيرة، ومن المتوقع أن يساهم هذا القطاع بما نسبته 16% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بحلول عام 2025. كل هذه المعطيات تشير إلى أن المناطق التي تشهد نمواً كبيراً في صناعة الطيران، مثل الشرق الأوسط، تستطيع أن تلعب دوراً أكبر، وأن تعزز ارتباطها بسلسلة التوريد العالمية، نظراً لإمكانات النمو الكبيرة التي يتوقع أن تشهدها خلال العقد المقبل. ومع أن عولمة قطاع صناعة الطيران ما تزال في بداياتها، إلا أن تعزيز التعاون مع الشركات الغربية المصنعة للمعدات الأصلية سيسمح لجميع الجهات في القطاع بالمشاركة الإيجابية، والاستفادة من المزايا التنافسية لاقتناص فرص استثمار بتكلفة أقل، وبالتالي تحقيق أعلى فائدة ممكنة من الفرص المتاحة. ثمة تغيرات ملحوظة في المشهد الدولي... ففي القارة الآسيوية، تزداد أهمية الصين كشريك استثماري من خلال مبادرة «حزام واحد طريق واحد»، والتي تشمل دولة الإمارات ودول الخليج العربية. كما تواصل الهند مسيرة تطور مذهلة، ومن الواضح أن نفوذها سيزداد في السوق الآسيوية خلال العقود المقبلة. وقد أدى النمو الاقتصادي السريع الذي شهدته هذه الدول إلى دفع عجلة النمو على امتداد سلسلة القيمة من خلال زيادة قدراتها في الاستثمار في البنية التحتية والتطور التكنولوجي والاستفادة من التنمية الشاملة في رأس المال البشري، ما يساهم في توسيع قاعدة الكفاءات المؤهلة. ومع أن النمو في هذه الأسواق يجلب بعض التحديات، مثل ازدياد حدة المنافسة، إلا أنه يتيح فرصاً أكبر للشراكات والمبيعات. أما منطقة الخليج، فهي تشهد تغييرات كبيرة، إذ تبذل دول مثل المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، جهوداً حثيثة لتنويع اقتصاداتها من خلال تنفيذ استراتيجيات طويلة الأمد. وقد اكتسبت تلك الاستراتيجيات المزيد من الأهمية بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية في الآونة الأخيرة. وتستهدف هذه الاستراتيجيات الحكومية الجريئة تطوير صناعات متقدمة من خلال انتهاج وسائل متعددة تتضمن الاستثمار في التقنيات المتطورة، والتعاون المتبادل، ورعاية الكفاءات المحلية. لقد بدأت ملامح العولمة في قطاع صناعة الطيران في التشكل بوضوح، ويتبين ذلك من سعي الأسواق الناشئة لتعزيز إمكاناتها من خلال إقامة علاقات وثيقة مع الاقتصادات المتقدمة، لا سيما في أوروبا وأميركا الشمالية، ما مكنها من تأسيس شراكات متميزة مع رواد السوق الكبار. وما تزال هذه الفرص قائمة، على الرغم من تزايد المخاوف من تبني السياسات الحمائية نتيجة للتغيرات السياسية في الولايات المتحدة، وفي الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا. وأياً كان المسار الذي ستمضي به العولمة على المدى القريب، فإن التحديات الفورية التي ستواجه قطاع صناعة الطيران تتمثل في التغيرات في المشهد الجيوسياسي، ووتيرة التغيير المتسارعة التي تفرضها التكنولوجيات الإحلالية. ومن خلال المشاركة والاستكشاف والتعاون، يمكننا مواجهة الظروف التي تؤثر على طريقة تواصلنا مع العالم بشكل أكثر تكاملاً وفاعلية. ولا بد من الإشارة إلى أن روح المشاركة والاستكشاف والتعاون هي التي تقف وراء النجاحات التي حققتها شركة مبادلة. فقد تمكنا خلال العقد الماضي من إنشاء منظومة متكاملة لصناعة الطيران، تضم مجمع نبراس كمركز متخصص لصناعة الطيران في دولة الإمارات، يمتد على مساحة 5 كيلومترات مربعة، ومجمع «ستراتا» كذراع للتصنيع، وشركة «الحلول والخدمات التوربينية» كمزوِّد لخدمات الصيانة والإصلاح والعمرة، فيما تقوم شركة «سند» بالمهام المتعلقة بالتأجير. وبعد استكمال البنية التحتية الأساسية وتطوير الأعمال، بدأنا مهمة استكشاف فرص إقامة شراكات صناعية استراتيجية، مع شركات تصنيع المعدات الأصلية مثل شركة إيرباص، وبوينغ، ورولز رويس، وجنرال إلكتريك، وسيمنس، وقد مكنتنا هذه الشراكات من تطوير صناعة الطيران بوتيرة ثابتة لتصل إلى هذا المستوى الذي تتمتع به اليوم. لقد عملنا على مدى السنوات القليلة الماضية بشكل وثيق مع مجموعة من الشركاء الدوليين والمحليين من أجل تطوير واستخدام تقنيات الجيل الجديد التي ستسهم في إحداث تحولات مهمة في قطاع صناعة الطيران، بالاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة من خلال ابتكارات رائدة، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والأتمتة. سوف نظل ملتزمين بالتعاون على الصعيدين الدولي والمحلي، ولا شك أن استضافتنا للقمة العالمية لصناعة الطيران تجسد حرصنا على تطوير صناعة الطيران والقطاعات المرتبطة بها، والمساهمة في خلق مستقبل زاهر لأبوظبي ودولة الإمارات ككل عبر مسيرة التنويع الاقتصادي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©