جيت باك يحقق حلم السوبرمان الطائر

وصلت إلى الأسواق أحدث صرعة في وسائل النقل الشخصية الخاصة، وهو جهاز للانتقال الطائر لا يزيد ثمنه على 100 ألف دولار ولكن أولى قطعه لن يتم تسليمها قبل عام كامل من الآن· وهذا الجهاز الجديد الذي أطلق عليه اسم ''جيت باك'' أو ما يمكن ترجمته إلى ''معدة الحمل النفاثة'' والذي كشف الستار عنه في المعرض الجوي الأميركي الأسبوع الماضي، يبدو وكأنه نسخة حية من اللعبة التي طالما حلمنا بممارستها في مرحلة الطفولة (وما زال البعض يحلم بها في سن الرشد)· وهي بسيطة وسهلة الارتداء كما تدعي الشركة المصنعة، والأهم من ذلك أنك كلما ترتقي وتصعد بها إلى الأعلى كلما تخلصت من الازدحام والتكدس المروري وأنت تشق طريقك بحرية في طبقات الجو العليا وبسرعة تصل إلى 186 ميل في الساعة· وبعد أن استغرق المخترع جلين مارتن نحو عشر سنوات في تطوير ''جيت باك'' في سرية كاملة في نيوزيلندا، تم تسليط الأضواء لأول مرة على الجهاز في ''ايرفينشر'' المعرض المعني بإجراء التجارب على المركبات والأجهزة الجوية والفضائية والذي يعقد سنوياً بولاية ويسكنسون الأميركية· وحلق بهذا الجهاز في المعرض الأخير كقبطان ''هاريسون'' نجل المخترع جلين مارتن بنجاح كبير بينما وضعت الشركة الراعية في موقع الويب الخاص بها هذه المعدة بأنها ''جهاز جيت باك العملي الأول من نوعه في العالم''· ويبدو أن المخترع مارتن قد حقق النجاح فيما فشل فيه الكثيرون في الماضي، إذ أن شركة ''بيل ايروسيستيمز'' المتعثرة في الولايات المتحدة الأميركية تحاول جاهدة تحويل حلم السفر بمعدة الـ''جيت باك'' والذي راود الكثيرين في حقبتي الستينيات والسبعينات إلى حقيقة على أرض الواقع وبخاصــــة بمســاعدة ممــا يعــــرف بـ ''الحزام الصاروخي''· ويذكر أن هذه المعدة لم تشهد إقبالاً من الناحية التجارية من قبل على الإطلاق برغم أن الجيش الأميركي في فترة الخمسينيات كان قد أجرى اختبارات على معدة مشابهة أطلق عليها آنذاك اسم ''منصة الطيران الشخصي'' ولكنها باءت إلى فشل ذريع· أما الآن فإن مارتن مصمم فيما يبدو على أن يكتسي اختراعه الجديد بالصبغة التجارية، فهذه المعدة التي عندما تصعد بها إلى السماوات، بحيث يظن المارة في الطرقات الأرضية أن هنالك ''سوبرمان'' يحلق في الأجواء فوقهم، تتميز بخفة وزنها المفرطة، وبالإضافة لذلك فإنها تتفق أصلاً مع اللوائح والقوانين الخاصة بهيئة الطيران الفيدرالي في الولايات المتحدة الأميركية، لذا فإن أي شخص مستخدم لهذه المعدة لا يحتاج إلى أي إذن أو ترخيص خاص للتحليق بها· وبرغم ذلك فإن الشركة الراعية للمشروع سوف تصر على أن ينال كل مشتر للمعدة دورة تدريبية خاصة قبل أن يتجرأ على تشغيل مفتاح الاحتراق، وذكر أحد المسؤولين في الشركة في نيوزيلندا في الأسبوع الماضي أن دفتر الحجوزات مفتوح الآن وبسعر 100 ألف دولار للمعدة الواحدة (أي 50 ألف جنيه استرليني تقريباً)· ولكنه مضى يقول: ''ليس بإمكاننا أن نضمن حتى الآن موعداً حقيقياً للتسليم إلا أنه يمكننا التحدث عن عام 2009 أي بعد 12 شهراً تقريباً من موعد طلب الشراء''· وعوضاً عن استخدام كيس هوائي فإن ''جيت باك'' مزودة بمظلة (باراشوت) تعمل متى ما تعرض الشخص إلى أي من أنواع الفشل أو الأعطال· عن ''الإندبندنت'' اللندنية