قوات الاحتلال تحاصر «الأقصى» بمئات الجنود

وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلية امس في حالة تأهب في كامل أنحاء البلاد، خصوصا في القدس المحتلة، خشية وقوع أعمال عنف أثناء تظاهرات نظمها الفلسطينيون بعد صلاة الجمعة احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي الدامي على “اسطول الحرية”. وكما في كل يوم تعبئة فلسطينية بعد صلاة الجمعة، وضعت الشرطة الاسرائيلية في حال التأهب ومنعت المسلمين الذين تقل أعمارهم عن الأربعين من الدخول الى باحة المسجد الاقصى. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد “وضعت قواتنا في حال التأهب في جميع أنحاء البلاد وبصورة خاصة في القدس”. وأضاف “نشر مئات من عناصر الشرطة لهذا الغرض في البلدة القديمة” بالقدس. وانطلقت بعد صلاة الجمعة مسيرة حاشدة طافت باحات وساحات المسجد الأقصى وخرجت من باب حطة واخترقت شوارع البلدة القديمة حتى باب الساهرة، وسط تواجد عسكريٍ وشُرطي غير مسبوق. ورفع المشاركون العلم التركي وهتفوا تأييداً لتركيا حكومة وشعبا لوقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، وندّدوا بحكومة الاحتلال ونعتوها بالسفاحة والعنصرية والمتعطشة للدماء. في غضون ذلك شارك العشرات من الفلسطينيين في مسيرتي المعصرة ووادي رحال جنوب بيت لحم تنديداً بجدار الضم والتوسع العنصري وتضامنا مع شهداء وجرحى “أسطول الحرية”. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والتركية ومجسما لسفينة الحرية كتب عليه بعض أسماء الشهداء. وفي قرية المعصرة اعترض جنود الاحتلال المشاركين ومنعوهم من التقدم وهم يحملون اليافطات المنددة بسياسة الاحتلال وبسرقة الأرض وتوسيع حدود المستوطنات. واعتقلت قوات الاحتلال ظهر امس، 5 شبان من قرية العيساوية شرق القدس، بدعوى أنهم ألقوا حجارة على السيارات الاسرائيلية قرب التلة الفرنسية. وانطلقت عدة مسيرات بعد صلاة الجمعة من عدة قرى وبلدات وخصوصا البلدات الملاصقة للجدار، تنديدا بالجدار وبالهجوم الذي نفذته قوات الاحتلال الاسرائيلي على أسطول الحرية من قتل واعتقال وإصابة وإبعاد. وأصيب العشرات بالاختناق إثر قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرة نعلين السلمية الأسبوعية، التي نظمت فداء لأرواح شهداء “أسطول الحرية”. واطلق الجيش الاسرائيلي قنابل الغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بكثافة تجاه المشاركين في المسيرة ما أدى إلى إصابة أحد الشبان بجروح، وعشرات حالات الاختناق. ورفع المتظاهرون علم فلسطين إلى جانب أعلام الدول المشاركة في “أسطول الحرية” لرفع الحصار عن قطاع غزة، كما حملوا مجسما لسفينة “مرمرة” التركية التي كانت ضمن الاسطول، ورفع عليها علم تركيا، وصور شهداء نعلين الذين استشهدوا دفاعا عن أرضهم وبلدهم، ورددوا هتافات تدعو إلى الوحدة الوطنية وتقوية العزيمة بالاستمرار في المقاومة السلمية. وفي قرية بلعين، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجسما لسفينة “مرمرة” التركية في القرية وأصابت سبعة فلسطينيين بينهم ثلاثة صحفيين بجروح، واعتقلت ثلاثة نشطاء، وأصابت العشرات بحالات الاختناق نتيجة استنشاقهم للغاز المسيل للدموع. إلى ذلك سقط صاروخان اطلقا من قطاع غزة مساء امس الأول في جنوب اسرائيل من دون سقوط ضحايا. وقالت متحدثة عسكرية اسرائيلية لوكالة فرانس برس ان “صاروخين سقطا في منطقة عسقلان جنوب تل أبيب ولم يوقعا لا جرحى ولا أضراراً”.