الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البراجيل.. «هَوا» الزمان الأول

البراجيل.. «هَوا» الزمان الأول
20 يوليو 2016 20:32
إعداد وتنسيق الملف ــ محمد عبد السميع تمثل «البراجيل» معلماً معمارياً مميزاً للمساكن في الإمارات، حيث كانت ضرورية لصد عاديات الطقس، فكان يتواجد في كل مسكن هوائي واحد على الأقل، فيما يزيد عدد «البراجيل» إلى اثنين أو أكثر حسب سعة المنزل والقدرة المالية لأصحابه. والبراجيل من أبرز العلامات التي كانت تميز المباني والعمائر في الزمن الماضي، ولا زالت بعض «البراجيل ماثلة في المباني القديمة، في مناطق عديدة من الإمارات. أبراج الهواء أو البراجيل، تغلب بها سكان الإمارات على المناخ القاسي ودرجة الحرارة المرتفعة، وذلك خير مثال على إدراك ومعرفة أبناء الإمارات بالأحوال الجوية السائدة في محيطهم من حرارة ورطوبة واتجاه الرياح. والبرجيل برج يعلو سطح المبنى، تلتحم جوانبه وأطرافه العمودية، ويتكون من أربعة أعمدة، وعندما يهب الهواء على السطح يمر عبر المنفذ إلى الداخل بينما يرتفع الهواء الساخن إلى الأعلى، ومع اشتداد حركة الهواء تتم عملية التبريد في الغرفة خاصة، حين تكون الرطوبة مرتفعة، وتتم عملية التهوية بغض النظر عن اتجاه الريح، وينفث البرجيل الهواء إلى داخل الغرف السفلية عبر قنوات عمودية، ومع نزول الهواء تتزايد حركته وتقل درجة الحرارة، وهكذا يتم تبريد الغرف. وقد كان البناء الإماراتي القديم ولا يزال واحداً من أعرق الأصول التراثية، ومثاراً للفخر والإعجاب والعزة، ومعلماً حضارياً متميزاً، وقد عاش فيه الآباء والأجداد، وتفننوا في إعداده وتصميمه، وأصبح شاهدًا على تطورهم وإبداعهم وحياتهم الماضية، وجزء مهم من تراثنا الذي يتعين الحفاظ عليه وصيانته. ويجسد البناء الإماراتي القديم في شكله وتصميمه فن العمارة الخليجية، وهو في الوقت نفسه له خصوصية متفردة، تميزه عن المباني الأخرى في العالم، بسبب مناخ البيئة الإماراتية والمواد المستخدمة في البناء، إضافة إلى عادات وتقاليد الأجداد التي أثرت في شكله وطرازه ومضمونه. والبرجيل مكون مهم من أجزاء البيت الإماراتي، لتوفير نظام كفء لتهوية وتبريد جميع قطاعات البيت، وقد أنشئت البراجيل، التي تعتبر من أكثر النظم كفاءة، لزيادة التهوية داخل المنزل دون اللجوء إلى وسائل ميكانيكية، وتتميز البراجيل الموجودة على سطوح البيوت القديمة بأنها مفتوحة من الجهات الأربع لتسيطر على الرياح من كل الاتجاهات. وهناك فتحات في بعض الجدران تم إنشاؤها لسحب الهواء والمساعدة في عملية التهوية والتبريد الطبيعية، وتتميز عمارة البراجيل بمواصفات ومميزات خاصة تتناسب مع وظيفتها. وتعتبر البراجيل من ابرز فنون العمارة المحلية الإماراتية، في المباني التي شيدت قبل مرحلة ظهور النفط، حيث البساطة والتفرد في الأنماط الهندسية، وحواشي المباني والزخرفة الجصية الجدرانية، والتميز في الشكل والطابع والشخصية، وتصور ذوق المجتمع في فترة من الفترات الماضية، وتعكس جانباً من فنون وحضارة أبناء الإمارات، وتعبر عن الحياة المعيشية الاجتماعية من تقاليد وعادات، إضافة إلى كونها ملائمة للبيئة ومواجهة طبيعتها المناخية والجغرافية. «الاتحاد الثقافي» في سعيه لاستشفاف ما تعنيه البراجيل للجيل الجديد لا يسعى فقط لتجسيد جمالياتها الفنية وفرادتها المعمارية فحسب، وإنما لأنها تعد درساً بليغاً في حسن تكامل العمارة بكافة جوانبها ومتطلباتها الوظيفية والاقتصادية والمناخية والنفسية، فضلاً عن حضورها الجوهري في حياة الأجداد. ترى هل بعدت الشقة بيننا وبين هذه المفردة التراثية؟ كيف ينظر لها الأحفاد وماذا تعني لهم؟ أنواع البيوت هناك بيوت مبنية من الصخور المرجانية، والجص و«الساروج»، أسقفها من أعمدة «الشندة» أو جذوع النخيل، ومغطاة بسعف النخيل والطين، وأغلب هذه البيوت تتكون عادةً من طابقين، كما يوجد نوع آخر من البيوت القديمة المبنية من الحجارة والطين والساروج المسقوفة بجذوع النخيل، وأغلب هذه البيوت مكونة من طابق واحد، والنوع الآخر هو بيوت العريش، وأسلوب البناء المتبع فيها هو تجفيف جريد النخيل، ثم تربط ببعض الحبال لتكون ما يسمى بـ «الدعون» وهي الجدران والأسقف المائلة، إضافة إلى أعمدة «الشندل» في الزوايا. خصائص وخصوصية من أهم خصائص البيوت القديمة أنها تنبع من الاهتمام بتوفير الاحتياجات السكانية، وإقامة العائلة الكبيرة وفقاً للتقاليد الإسلامية، ومراعاة ظروف تبدل الطقس والظروف المناخية الصعبة، وتوفير بيئة أكثر ملاءمة، لذلك جاء تصميم فناء المنزل ليتناسب مع هذه الاحتياجات، حيث شيد حتى أطراف قطعة الأرض، كما تم تصميم الفناء ليوفر المميزات للغرف الخاصة التي أقيمت على الجدار الخارجي للبيت بحيث تتوافر فتحات خارجية صغيرة لتهوية غرف المعيشة، التي تطل على الفناء الداخلي الواسع، وتحتوي الشبابيك والمداخل على زخارف. وأمام الغرف المطلة على الفناء الداخلي يوجد «الليوان» لتوفير الظل وحماية الساكنين من حرارة الشمس.. كما أن وجود الأبواب الداخلية أدى إلى توفير مزيد من السرية والخصوصية لسكان البيت، وتنقسم المساحة الداخلية إلى أجنحة تسمح لكل فرد من أفراد العائلة بالتمتع بالحرية، إضافة إلى توافر «ليون» لكل جناح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©