الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حسن التعامل مع الكون والبيئة من واجبات المسلم المستخلف في الأرض

حسن التعامل مع الكون والبيئة من واجبات المسلم المستخلف في الأرض
5 يونيو 2010 00:31
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس أفراد المجتمع إلى حسن التعامل مع الكون والبيئة التي يعيشون في محيطها بما فيها من أرض وفضاء، ونبات وهواء، وبحار وأنهار، وزرع وأشجار، وحيوانات وطيور، ومن ذلك المحافظة على الماء إذ جعله الله تعالى سببا للحياة فقد قال سبحانه (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو المثل الأعلى في المحافظة على الماء، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع. والمد ملء الكفين المتوسطتين، والصاع أربعة أمداد. كما أشار الخطباء إلى أن الله تعالى خلق الإنسان وجعله خليفة في الأرض، وسخر له المخلوقات، فقال عز من قائل (الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار)، وذكر الخطباء أن الله تعالى طلب من الإنسان أن يعمر ولا يدمر، ويبني ولا يهدم، ويزرع ولا يقطع كما قال سبحانه على لسان نبيه صالح عليه السلام (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) أي طلب منكم إعمارها والمحافظة على ما فيها من مقدرات وحسن استثمار ما أودعه الله فيها من خيرات. واعتبر أئمة المساجد أن المحافظة على النظافة ومكافحة التلوث هما من حسن التعامل مع الكون والبيئة، فقد أمر الدين الحنيف بنظافة البيوت وساحاتها ومرافقها، امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم “إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم”، كما أن نظافة الطرقات من شُعب الإيمان، لقوله صلى الله عليه وسلم “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان”، وأضاف الخطباء أنه من العناية بالكون والبيئة الحث على الزراعة، وجعلها من أبواب الصدقات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة”، ومن ذلك المحافظة على الثروة الزراعية، وقال عليه الصلاة والسلام “من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر وما أكلت العافية منها فهو له صدقة” والعافية هي كل من يطلب الرزق من إنسان أو بهيمة أو طائر. كما أعطي لولي الأمر الحق في توزيع الأراضي لمن يحييها ويزرعها، وقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجا يحتذى به في إعمار البيئة وحمايتها والمحافظة عليها، فغرست الملايين من أشجار النخيل والتي وصلت إلى اثنين وأربعين مليون نخلة من مختلف الأصناف، وبهذا أصبحت الإمارات تحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم في عدد أشجار النخيل. وأكد الخطباء أن المحافظة على الثروة الحيوانية والرفق بالحيوانات يعدان وجها من أوجه العناية بالكون والبيئة فقد نهى الشرع عن تعذيب الحيوانات فقال صلى الله عليه وسلم “عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض” فالرفق بالحيوان مطلب شرعي ومظهر حضاري. وشدّد أئمة المساجد على ضرورة حسن التعامل مع الكون والبيئة، وذلك بغرس مراعاة السلوكيات العامة والمحافظة على نظافة الطرقات والحدائق والشواطئ والمرافق العامة في نفوس الأبناء. من جهة أخرى دعا الخطباء بالأمس طلاب المدارس الذين يتهيأون في مثل هذه الأيام لأداء الامتحانات إلى أن يستثمروا وقتهم الثمين، وأن ينظموه على النحو الذي يكفل لهم تحقيق أفضل النتائج، مشيرين إلى أن النجاح درجات والفوز مستويات، وقد ربط الإسلام الفوز بالتميز والإبداع في مواضع ومناسبات متعددة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”، كما بشرهم عليه الصلاة والسلام بقوله “إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء”، وعلى الآباء والأمهات أن يحفزوا أبناءهم لاسترجاع ما حصلوه خلال العام الدراسي، ويهيئوا لهم الجو الأسري المناسب، ويشملوهم بالرعاية والاهتمام والتشجيع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©