الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الإفراط في إظهار «الشفقة» يعمق مشاعر «العوز العاطفي»

الإفراط في إظهار «الشفقة» يعمق مشاعر «العوز العاطفي»
2 ابريل 2015 21:55
نسرين درزي (أبوظبي) يعاني الطفل اليتيم من تداعيات نفسية واجتماعية عديدة بفقدان أحد أبويه أو كليهما، وغالبا ما تثير تلك التداعيات مشاعر إنسانية طبيعية عند المحيطين به، ويغلب عليها عادة مشاعر الشفقة، والإفراط والمبالغة فيها، مما ينعكس عليه بصورة سلبية لأنها تحصره في إطار الشعور بالحاجة أو العوز العاطفي والاجتماعي والحرمان، وهي مشاعر سلبية تفقد اليتيم ثقته بنفسه، وبقدرته على مواجهة الحياة بمشاكلها وضغوطها، وتعطل قدرته على التكيف معها، ومع المجتمع الذي يعيش فيه. الأخصائية النفسية الدكتورة دوللي حبال، تؤكد ضرورة الانتباه إلى مشاعر اليتيم خلال السنوات الأولى من فقدانه لأحد والديه، وخاصة إن كان طفلاً. فقد تتطور في الاتجاه السلبي، لأن الطفل يكون في طور النمو الذهني، الأمر الذي يجعل أفكاره ومشاعره متضاربة إلى حد يجهل كيف يحدد موقفه من هذا التغيير الكبير الذي طرأ على حياته. فبعض الحالات يحدث لها ما يعرف بـ«الصدمة النفسية»، أو «صدمة الفقدان أو الفجيعة»، وهو أمر يحتاج تعاونا ومشورة طبية ونفسية متخصصة. كما أن نقص الوعي لدى معظم الناس في كيفية التعامل السليم مع هذه الحالات، يعطل التواصل الطبيعي مع الطفل اليتيم، وقد تزيد من آلامه، وإحساسه المرير بالفقدان، فعندما يرى الطفل اليتيم آباء زملائه يصطحبونهم إلى المدرسة، أو يلتقون بالمعلمين خلال الأنشطة المدرسية أو في أي مناسبة اجتماعية، هنا يشعر الطفل بفراغ كبير يكسر فؤاده، ولابد من الانتباه له بطريقة أو بأخرى من قبل الهيئة التعليمية، واحتواء حاجاته النفسية في مثل هذه المواقف حتى لا يتدنى تقديره الذاتي لنفسه ويشعر بالنقص، مما ينعكس سلبا على سلوكه وأدائه الدراسي. ومن الخطأ أن يبالغ المحيطون به بإظهار مشاعر الشفقة، بل يجب استبدالها بكل ما يزيد ثقة الطفل بنفسه، والأخذ بيده وتشجيعه على اجتياز آلامه بواقعية. وتوضح الاستشارية الأسرية هدى العلي، أن أسلوب التعامل مع اليتيم يمكن تحديده بحسب صلة القرابة، فعند وفاة الأب تكون الأم الشخص الأفضل للمساعدة والعكس صحيح. ومع أن الشريك يكون خلال الفترة الأولى من الوفاة منهاراً نفسياً، فإنه مطالب بأن يعي حجم المسؤولية الملقاة عليه للعناية النفسية بطفله أو أطفاله الأيتام، ورفع الإحساس بالنقص عند اليتيم، وزرع الأمل أمام عينيه، وأنه سيكبر ويتمكن من تخطي هذه الأزمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©