الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: سلام مع المسالمين وجهاد للدفاع ورد المعتدين

العلماء: سلام مع المسالمين وجهاد للدفاع ورد المعتدين
2 ابريل 2015 22:09
أحمد مراد (القاهرة) أكد علماء من الأزهر أن الإسلام يوازن بين دعوته إلى السلام مع المسالمين وبين الجهاد ضد من يعتدي على المسلمين، مؤكدين أن الدين الحنيف يحرص على تجنيب البشرية الحروب، ويجعل الحرب استثناء هدفها الدفاع عن أرض الإسلام وأمته، وحماية المستضعفين، والوقوف في وجه المستكبرين. وأشار العلماء إلى أن الإسلام يرفض كل رسالة عنف أو قتل أو اضطهاد أو كراهية، ويدعو إلى مقاومة ذلك بشتى الطرق، وفي نفس الوقت يضرب أروع النماذج والأمثلة في التسامح والاتجاه نحو السلم بشرط أن يتجه إليه الطرف الآخر. الصلح والمعاهدات وقال الدكتور جعفر عبدالسلام- الأستاذ بجامعة الأزهر-: إن الإسلام الحنيف يوازن بين دعوته إلى السلام وبين دعوته إلى الجهاد، فهو يدعو إلى السلام مع كل من بسط يده للسلام، وفي ذلك قال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ...)، «سورة البقرة: الآية 208»، وفي إطار ذلك أيضا يحرص الدين الحنيف على تجنيب البشرية الحروب المدمرة بغير ضرورة، وفي هذا الشأن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية»، وحث على السعي إلى الصلح والمعاهدات التي توقف الحروب بين الدول، وهو الأمر الذي فعله بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، حيث عقد معاهدة تكافل وتعاون ودفاع مشترك مع يهود المدينة، وفعله مرة أخرى عندما عقد صلح الحديبية مع مشركي قريش، وسماه القرآن الكريم (... فَتْحًا مُبِينًا)، ولهذا لا يدخل المسلمون الحرب إلا مكرهين، كما قال سبحانه وتعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ...)، «سورة البقرة: الآية 216». وأضاف : إذا تلاقى المسلمون وأعداؤهم و لم يقدر بينهم القتال، فهذا أمر مرحب به في الإسلام، وقد عقب القرآن الكريم على موقف مشابه لذلك بعد غزوة الأحزاب بقول الله تعالى: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ...)، «سورة الأحزاب: الآية 25»، وهذا التعقيب القرآني ما أروعه من تعقيب، كما قال تعالى عن المشركين: (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا)، سورة النساء: الآية 90»، وإذا وقع القتال، فإن الإسلام يرحب بالجنوح إلى السلم كلما تيسرت سبله، وفي هذا يقول الله تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ...)، «سورة الأنفال: الآية 61». مقاومة المعتدين وتابع عبدالسلام: في الوقت الذي يدعو فيه الإسلام إلى السلم مع المسالمين ومع الذين جنحوا للسلم، فإنه يتمسك بفرضية الجهاد في سبيل الله لمقاومة المعتدين، وللدفاع عن حرمة الدين والمقدسات، والدفاع عن أرض وأمة الإسلام، وحماية المستضعفين في الأرض، والوقوف في وجه المستكبرين وفي سبيل ذلك كله يدعو الإسلام الحنيف إلى إعداد أقوى ما يستطاع من القوة العسكرية والمادية و البشرية لإرهاب أعداء الدين «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة». سلام ومحبة ومن جهته، يقول الدكتور عبدالباسط هيكل- الأستاذ بجامعة الأزهر-: الإسلام في المقام الأول دين سلام ومحبة وتسامح، وفي الوقت نفسه دين يحث على القوة والندية، بحيث يكون المسلمون مسالمين مع المسالمين، وأقوياء ضد المعتدين على أراضيهم وأموالهم وأعراضهم، ولم تشرع الحرب أو الجهاد في الإسلام إلا بقصد دفاعي وليس بقصد عدواني، ويكفي هنا أن نشير إلى أن الإسلام يتحدث عن عدة أنواع من الجهاد، فهو ليس جهاداً عسكرياً فحسب، وإنما هناك الجهاد النفسي والجهاد الدعوي، والجهاد المدني، والجهاد ضد الظلم والفساد في الداخل، ومن الجهاد الواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتغيير المنكر باليد أو باللسان، أو القلب حسب الاستطاعة. ويضيف: الجهاد قد يكون فرض كفاية، وذلك بإعداد الجيوش القوية المدربة على القتال، والمسلحة بما يستطاع من قوة، وشحن الثغور والحدود بالقوات المسلحة المطلوبة حتى لا يطمع العدو في بلاد المسلمين، وقد يكون الجهاد فرض عين على الأمة، لتحرير أرضها من كل سلطان أجنبي مسلط عليها، ولهذا كانت مقاومة الاحتلال الأجنبي فرضاً دينياً مؤكداً حتى يطرد من أرض الإسلام، وأول أرض يجب تحريرها اليوم هي أرض فلسطين، أرض الإسراء والمعراج التي غزاها الاستعمار الصهيوني. ويشير هيكل إلى أن الإسلام يتخاصم مع كل رسالة عنف أو رسالة قتل أو اضطهاد أو كراهية، ويدعو إلى مقاومة ذلك بشتى الطرق، وفي الوقت نفسه يضرب أروع النماذج والأمثلة في التسامح والاتجاه نحو السلم- إذا اتجه إليه الطرف الآخر-، ويضيف : ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، عندما وقف في فتح مكة وهو في موقف القوة ليقول لمن عذبوه هو وأصحابه: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، واختار طريق السلام معهم، ولم ينتقم منهم لما فعلوه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©