الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الجهد البدني لسائق الفورمولا-1 يفوق أي رياضة أخرى

الجهد البدني لسائق الفورمولا-1 يفوق أي رياضة أخرى
13 أكتوبر 2009 00:29
قبل 19 يوماً من استضافة أبوظبي لجائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا-1 اكتملت الاستعدادات في حلبة ياس لاستقبال الجولة الختامية من بطولة العالم، وشهدت الأيام الماضية اقبالا كبيراً على تذاكر الدخول للأيام الثلاثة من السباق 30 أكتوبر - مطلع نوفمبر المقبل، ومن الناحية الدعائية ملأت الإعلانات شوارع أبوظبي، ولتسليط الضوء على هذا الحدث الهام نقدم تقريرا اليوم عن سائقي سيارات الفورمولا-1 والظروف التي يعانونها خلال السباقات ويكفي التأكيد على أن مجمل سباقات الموسم الواحد في الفورمولا-1 يوم ونصف اليوم، حيث إن كل سباق يقام في زمن قدرة 90 دقيقة. وسائقو الفورمولا-1 لا يترددون في التأكيد على أن رياضتهم تستلزم جهداً بدنياً يفوق أي جهد تستوجبه أي رياضة أخرى، ففي أسبوع السباق، يقضي السائق يوم الاثنين في تدريبات العنق، والثلاثاء في تمارين اللياقة البدنية والليونة، والأربعاء في السفر الى البلد الذي يستضيف الحدث، ثم الخميس في التمارين الخاصة بليونة العضلات أو علاج الإصابات، فيما يخصص يوم الجمعة للراحة، اما السبت فيشهد تمارين التنفس، على أن يخضع السائق صباح يوم الأحد المخصص للسباق لتدليك خاص بالعضلات. الجلوس خلف المقود صحيح أن كثيرين يعتبرون أن سيارة الفئة الأولى هي التي تقوم بكل العمل على حلبة السباق مستندة في ذلك على محركها الجبار وانسيابيتها القادرة على مواجهة الرياح العاتية، الا أن الفنلندي هايكي كوفالاينن، سائق فريق ماكلارين مرسيدس، يغالط هؤلاء ويقول: «يعتقدون أن مهمة السائق تنحصر في الجلوس خلف المقود والضغط على أزرار المقود على أن تفوز في النهاية السيارة الأقوى»، ويضيف: «الأمر ليس بهذه السهولة». في الواقع، يتوجب على سائق فورمولا واحد أن يجمع ما بين القوة، والليونة البدنية والشجاعة كي يتمكن من السيطرة على أسرع سيارة في العالم لمدة حوالى 90 دقيقة تمثل عمر كل سباق من سباقات هذه الرياضة الميكانيكية. أبرز ما يتوجب على السائق التركيز في تدريبه عليه يتمثل في عضلات العنق. فعندما يصل بالسيارة الى أحد المنعطفات، فإن الضغط الذي يصطدم بالعنق يتضاعف بمعدل خمس مرات مقارنة بزنته الطبيعية، وبالتالي يصبح وزن الخوذة وحدها حوالى سبعة كيلوجرامات يتوجب على السائق تحمل وزنها. ويقول كوفالاينن: «كل الضغط يقع على عنق السائق. ولفة بعد لفة، يبدأ العنق بالمعاناة»، ويضيف: «تتطلب حركة الرأس دقة خلال السباق كما تستلزم دعما من قبل العنق نفسه وعضلات الظهر». وليس العنق وحده ما يتطلب تدريباً بل «أن الدخول في سباق خاص بالفئة الأولى يساوي خوض الماراثون، الا أن العداء في السباق الأخير يبقى قادراً على اعتماد سياسة معينة لتوزيع طاقته، في الوقت الذي يتوجب على سائق فورمولا-1 الثبات على مستوى مرتفع طيلة السباق». والجدير ذكره أن قلب كوفالاينن يقوم بـ 58 نبضة في الدقيقة في حال الاسترخاء، الا أن المعدل يرتفع الى 170 في الدقيقة خلال السباق، تماما كالمعدل الطبيعي للعداء في سابق الماراثون، مع العلم أن هذا المعدل خلال سباق فورمولا-1 ما يلبث أن يرتفع نتيجة ضغط الدم المتعاظم. ويضيف كوفالاينن: «قبيل انطلاق السباق وتحديدا عند النظر الى الضوء الأحمر، تبلغ دقات قلبي معدل 185 الى 190 دقة في الدقيقة، وهو الحد الأقصى بالنسبة لي». ولا يعتبر الجلوس في سيارة الفئة الأولى أمراً ميسراً، فالسائق يكون مكبلا بشكل مضبوط للغاية داخل مقصورته متحملا الحرارة المرتفعة وصوت المحرك. ويقول السائق الفنلندي: «الجسم يتصبب عرقاً طيلة السباق، وفي بعض الحالات يكون التنفس صعباً للغاية الا أننا كسائقين نعتاد يوما بعد يوم على هذا الوضع». ولمواجهة هذه الظروف، يخضع السائقون لتدريبات قاسية قبل انطلاق البطولة. 6 تدريبات في الأسبوع وبالنسبة الى كوفالاينن، فهو يتدرب ستة أيام في الأسبوع، مرتين في اليوم الواحد، على أن تكون الفترة الصباحية مخصصة لتمارين العضلات، وفترة ما بعد الظهر للتدريبات المخصصة لتليين العضلات واللياقة البدنية وتتمثل في العدو السريع والعدو لمسافات طويلة وقيادة الدراجة الهوائية، ويقول: «يعتبر التوازن من العناصر الجوهرية التي يشترط توافرها لدى سائق الفئة الأولى. فقيادة سيارة فورمولا-1 تستوجب الاعتماد على عضلات الجسم الأساسية بما فيها عضلات البطن والذراعين والظهر وذلك للرد على مستلزمات القيادة على المنعطفات بشكل أساسي. وهذا يعني أن الجزء العلوي من الجسم يجب أن يكون مستعدا دائما للضغوط، وبالتالي نجري تدريبات رفع اثقال متوسطة الوزن». ويحتاج السائق ايضا الى ذراعين قويتين وليس مفتولتي العضلات كالملاكمين أو رياضيي بناء الاجسام، لأن من شأن ذلك ان يرفع من وزن السائق، ويقول كوفالاينن: «يحتاج السائق الى عضلات خفيفة وفي الوقت نفسه قوية». ولكي يعتاد على الإمساك بمقود السيارة لفترة طويلة تستلزمها مدة السباق، فإن السائق الفنلندي مثلا يتدرب على ذلك من خلال حضن كرة تزن 5 كيلوجرامات على أن يجري نقلها من اليمين الى اليسار فالوسط بحسب اوامر مدربه وسط جو من التركيز التام. 90 كيلو جراماً من أجل الدواسات اما الساقان فتحتاجان ايضا الى القوة وليس الى العضلات، ويقول كوفالاينن في هذا الصدد: «الدواسة في سيارة الفئة الأولى ليست بنعومة دواسات السيارة العادية، ويجب على السائق أن يضغط بكل قوة على دواسة الفرامل، لذلك اقوم بتدريب الساقين من خلال رفع 90 كيلوجراما وانا جالس على جهاز خاص. وعلي الا اسقط الحمل بل أن انزله بهدوء واعود لارفعه بترو». يبقى الحديث عن القوة الذهنية التي يقول كوفالاينن بخصوصها: «نحاول دائما اقحام عقلنا في التدريب لأن فورمولا-1 تشترط علينا خلال السباقات أن نبقى متيقظين من البداية وحتى خط النهاية. لا يمكن أن تفقد التركيز بتاتا خلال السباق، وعليك كسائق أن تتحدث دائما الى أعضاء فريقك عبر جهاز لاسلكي. واذا كنت جاهزاً بدنياً، فإن ذلك سيمنحك تركيزاً إضافياً. صحيح أن على السائق أن يستخدم كل قواه البدنية خلال القيادة الا أنه يحتاج ايضا الى ذاكرة قوية ووعي وادراك للتعاطي مع الميكانيكيين والمهندسين بخصوص ما تقوم به السيارة خلال السباق»، ويضيف: «عليك أن تكون جاهزا دائما خلال القيادة ومستعدا لشيء ما قد يحصل لكنك لا تعرف متى او اين». ويختم: «صحيح أن عملنا يتمثل في القيادة لمدة يوم ونصف اليوم في السنة، وهذه الفترة تعادل الوقت الذي تستلزمه سباقات البطولة كافة، الا اننا نقضي ما تبقى من وقت في الاستعداد للسباقات. ولو لم نكن رياضيين حقيقيين، لكنا جلسنا خلف مقود تلك السيارة فحسب وخضنا السباق. ولكن لتفرض نفسك كسائق فورمولا -1 ناجحا، عليك أن تكون جاهزا بدنيا وذهنيا بنسبة مئة في المئة». مونتويا: سائق الفورمولا-1 أشبه برجل آلي أبوظبي (الاتحاد) - شن السائق الكولومبي خوان بابلو مونتويا هجوما عنيفا على البريطاني رون دينيس، مدير فريقه السابق ماكلارين مرسيدس، وعلى الحظيرة نفسها، معتبرا انهما يأخذان سباقات سيارات فورمولا -1 على محمل الجد بصورة مبالغ بها، وان الجانبين يريدان ان يكون السائق بمثابة «رجل آلي». وأكد «الوحش الكولومبي»، وهو لقب مونتويا الذي انتقل من الفئة الأولى للمشاركة في سباقات «ناسكار» الأميركية قبل سنوات، انه عانى مشاكل عدة وواجه صعوبات جمة مع دينيس واعترف بأنه سعيد جدا جراء ابتعاده عن حلبات الفئة الأولى. خاض مونتويا 94 سباقا مع فريقي وليامس وماكلارين خلال الفترة التي امضاها في فورمولا-1 بين 2001 و2006 قبل ان يودع حلباتها نهائيا منتصف بطولة موسمه الأخير فيها، تاركا سجلا شهد فوزه في سبعة سباقات وصعوده الى المنصة 30 مرة وانطلاقه من المركز الأول في 13 مناسبة وتسجيله أسرع لفة 12 مرة. قال: «لا افتقد الى الفئة الأولى بتاتا»، واضاف في حديث الى صحيفة «بيلد» الألمانية: «في عالم فورمولا - 1 يريدونك أن تكون رجلا آليا. اذا كنت تتمتع بشخصية قوية فإن المشاكل ستكون بالتأكيد في انتظارك. لا اندم ولا للحظة واحدة على قرار انتقالي الى سباقات ناسكار». ورغم تأكيده على انه نعم بتجربة رائعة مع فريق وليامس بين 2001 و2004، الا ان السائق الكولومبي لا يخفي امتعاضه من تلك الفترة التي امضاها في حظيرة ماكلارين مرسيدس وعلاقته «الباردة» بزميله في الفريق حينها الفنلندي كيمي رايكونن، سائق فيراري الحالي، معتبراً أن اختلاق الاعذار بات السمة الغالبة اليوم في فورمولا -1، وقال: «إنهم سريعون جدا في اختلاق الاعذار. ففي سباق موناكو مثلا يتذمرون من الانعكاسات على المرآة الخلفية عند دخول السيارة في النفق. اما انا فأعتقد بأن عليك دخول ذاك النفق والقيادة فحسب، دون تذمر وتعقيد للأمور». واضاف: «الكثير من الناس ذي الصلة بالفئة الأولى ينسون أنها رياضة في نهاية المطاف. فريق ماكلارين مثلا يأخذ المسألة بكثير من الجدية المبالغ بها». وعن كيمي رايكونن، بطل العالم مع فيراري العام 2007، قال مونتويا إن «المسألة لا تتعلق بمدى التفاهم معه او مدى عدم التفاهم، فهو لا يقول شيئا على الاطلاق. صعب جدا ان تتعرف الى شخص وتفهمه وتتقرب منه اذا كان لا يتكلم بتاتا». وعن الفترة التي امضاها مع بي ام دبليو ويليامس، أشار الى انه «استمعت كثيرا وعرفت لحظات من المرح، مع مدير الفريق باتريك هيد على وجه الخصوص. كان يقول دائما ما يفكر به، مثلي تماما. حاول دائما في كل احاديثنا ان يكون مهذبا ولكن في النهاية لم يكن يتمكن من السيطرة على كلامه. هيد يمتلك شخصية مرحة للغاية». واضاف السائق الكولومبي المولود في العاصمة بوجوتا: «ادرك تماما السبب الذي دفع (الإسباني فرناندو) الونسو الى ترك ماكلارين» بعد مرور عام واحد فقط من عقده مع الفريق البريطاني - الالماني والذي كان يمتد لثلاثة اعوام، وختم: «رأى بأن (البريطاني لويس) هاميلتون يمثل مستقبل الفريق، وليس فرناندو الونسو» الذي عاد الى حظيرة رينو الفرنسية مطلع عام 2008 مع العلم انه حقق مع الأخيرة لقب بطل العالم للسائقين في 2005 و2006.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©