الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبن وطُرشي!

12 أكتوبر 2009 22:48
كل أُم تتمنى أن تفرح بأبنائها، وتزوجهم لترى أحفادها، إلا ّ أم «عباس» المسكينة، التي تخلت عن تلك الأمنية، لأنها أصبحت حلماً صعب المنال، في هذا الزمان! «عباس» ابن صعب المِراس، لا يعجبه العجب، ولا حتى الصيام في رجب، لا هو يعرف ما يريد، وحتى أمه عجزت عن معرفة مواصفات فتاة أحلامه الخارقة، ولو بشكل تقريبي، في كل مرة يقبل عليها، ويفر رأسها بكلمتين، بعد أن تكون قد حلفت بأن تكفّ يدها عن موضوع البحث عن عروس له، لتعاود محاولاتها في البحث من جديد، ولكن بلا فائدة، حتى أنها حلفت يمينها الغليظ، ونبهته إلى أنها متنازلة عن هذا الشرف، وهذه المهمة التي جلبت لها وجع الرأس، والخصومة، والحرج مع صديقاتها، وصديقات صديقاتها، وأخواتها، وجيرانها الذين تحبهم، ولم يخل الموضوع من قطيعة لا رجعة فيها! كل هذا من وراء رأس «عباس» المحتاس، كانت تبكي أحياناً عندما تسمع خبر زواج أحد أصدقائه الذين يصغرونه سناً، أوعندما يُبشرها بقدوم مولود جديد لأحدهم. أخبرته ذات يوم بأنها لا تشترط عليه أي شروط، في اختيار عروسه، لتسهل عليه الاختيار، وكل الناس خير وبركة، كما قالت له، إلا ّ من شرط واحد، لن تتنازل عنه، وهو سمعة الفتاة، وحُسن سيرتها، رمت الكرة في ملعبه، ومضت تدعو له كعادتها بالتوفيق، بأن يرزقه بابنة الحلال التي تسعده، وتقرّ بها عيناه، بعد هذا العمر. كالعادة! ولا واحدة في نظره تسّر الخاطر، ولا واحدة دفعته للارتباط بها وهو مطمئن، ولا واحدة منهن أقنعته، و«مخمخت» في رأسه، ليصرخ مثل أرخميدس: «وجدتها، وجدتها»! وتنتهي مأساتهما، إلى أن صرخت تلك العجوز، في إحدى ليالي ليلة القدر، وصاحت من قمة رأسها بالدعاء: «دخيلك يا ربي، عروس بنت حلال لولدي عباس.. يارب طلبتك، لا تردني خايبة»، وحدث، ولم تُرد دعوة أم عباس، وعثر عباس على عروس كاملة المواصفات، لكن، وبعد خِطبتها بشهر، فسخ خطبته منها، دون أن يُفصح عن الأسباب، إلى أن استفردت به أمه ذات مساء، وسألته: «عباس حبيبي، لماذا فسخت خطبتك عن «شقية»، والله كانت خوش بنيّة! وأهلها أناس طيبون، صغيرة ومتعلمة، ومستورون، وما عليهم كلام، ليش تركتها يا يمة»؟! أجابها: أمي حبيبتي، أنا أريد بنتا مثلك في كل شيء، بس على مودرن شوي! لا أريد صدعة الرأس، ولا أحب كلام وسوالف بنات هالأيام، التي لا تعجبني، وتنفرْني، وتخوفنْي كثيراً منهن، فالبنت من البنات إللي تريد تعيش يومها فقط، ولا تفكّر في الغد، بصراحة أكثر.. البنت طلعت «امفتحْة باللبن»! أجابته أمه: «حبيبي عباس، تريد واحدة مثل أمك؟ مِشْ فُمْك! لأنك غشيم، وإذا كان على أيامنا كنا نقول: «البنات امفتحات باللبن»، فاليوم يايمة بعض البنات «امفتحات بالطرّشي». فاطمه اللامي Esmeralda@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©