الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خوان كارلوس: الإمارات وإسبانيا قادرتان على مواجهة التحديات من خلال شراكات متينة تدعم الاقتصاد

خوان كارلوس: الإمارات وإسبانيا قادرتان على مواجهة التحديات من خلال شراكات متينة تدعم الاقتصاد
14 ابريل 2014 22:59
بسام عبدالسميع (أبوظبي) أكد جلالة الملك خوان كارلوس الأول ملك مملكة إسبانيا عمق العلاقات التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة إسبانيا، مشيراً إلى أن دولة الإمارات وإسبانيا تستطيعان مواجهة التحديات معاً، من خلال مشاركتهما في إقامة علاقات صداقة مهمة وشراكات متينة لمستقبل يعزز من الازدهار والتقدم. وأعرب، في كلمته خلال افتتاح أعمال «ملتقى الإمارات - إسبانيا الاقتصادي» الذي بدأ أمس في فندق قصر الإمارات، عن سعادته لزيارة أبوظبي، وتقديره لدولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدعمهم المستمر للعلاقات القوية والمثمرة بين البلدين. وأكد ملك إسبانيا أن الإمارات أصبحت أحد أسرع الأسواق نمواً للمصدرين الإسبانيين وللسلع والخدمات، إلى جانب نمو صادرات الإمارات إلى إسبانيا، مشيراً إلى أن قوة هذا الاقتصاد تقترن بخطط طموحة مثل الخطط المستمدة من رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، ورؤية دبي، ومعرض «إكسبو 2020». وأشار إلى أن التبادل التجاري بين الإمارات وإسبانيا زاد بنسبة 55% منذ عام 2011، وارتفع إجمالي التجارة الثنائية بين البلدين إلى 2,4 مليار يورو «12 مليار درهم» خلال العام الماضي. وذكر أن بعض الشركات الإسبانية الكبرى منحت عقوداً مهمة في قطاعات مثل النفط والغاز والطاقة المتجددة والنقل والبنية التحتية والكهرباء والتشييد والدفاع، بجانب مشاركة العديد من الشركات الإسبانية في عدد من المناقصات بالإمارات في المجالات التي تمتاز فيها بخبرة قوية ومكانة ريادية على الصعيد العالمي، معرباً عن سعادته بنمو هذه العلاقات، واجتذاب أعداد كبيرة من الشركات الإسبانية للاستثمار، وفتح مكاتبها الإقليمية فيها. ونوه خوان كارلوس بدور مجلس الأعمال الإسباني المهم في تشجيع مجتمع الأعمال ليكون أكثر قوة و فعالية في الإمارات، مؤكداً إدراك رجال الأعمال الإسبان المزايا العديدة التي تقدم للمستثمرين، مشيراً إلى أن دولة الإمارات على رأس جدول أعمال إسبانيا السياسي والاقتصادي. وأشار الملك خوان كارلوس إلى أن الاقتصاد الإسباني مر بفترة من الأزمات الاقتصادية التي أسفرت عن خسائر في الوظائف، ولكنها تجاوزت الركود، إضافة إلى عودة رأس المال الأجنبي بقوة إلى إسبانيا، واستطاع الاقتصاد الإسباني توفير المزيد من الوظائف والنمو مرة أخرى. ووجه ملك إسبانيا الشكر على ثقة دولة الإمارات المستمرة في بلاده، ولنظرتها إلى ما وراء مقاصد الاستثمار المالي، والإيمان بشراكة استراتيجية حقيقية وطويلة الأمد. من جانبه، رحب معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في كلمته خلال الملتقى، بجلالة ملك إسبانيا، ونقل إليه تحيات وترحيب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وتمنياته لجلالته بدوام النجاح والتوفيق ولبلده الصديق المزيد من التقدم والنمو والازدهار. وأضاف أن الملتقى يسلط الضوء على آفاق العلاقات الوثيقة بين مملكة إسبانيا ودولة الإمارات، ويسهم بشكل فاعل في تشكيل أواصر الصداقة القوية والحميمة بين البلدين. وأثنى على كلمة الملك خوان كارلوس، التي عبرت بقوة ووضوح عن عمق العلاقات بين بلدينا، وعن حرص جلالته على تعزيز هذه العلاقات وتطويرها لما فيه مصلحة البلدين. علاقات عميقة وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك «إن العلاقة بين الإمارات وإسبانيا لها جذورها الأصيلة والعميقة في تشابه الظروف والآمال والتطلعات، وما تتمتع به الدولتان من حضارة عريقة وتراث مرموق، وإدراكهما الكامل لأهمية تقوية العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية، والتوصل إلى الآليات التي تكفل النجاح في مختلف المجالات». وأضاف أن «ملتقى الإمارات - إسبانيا الاقتصادي» يعد فرصة مهمة لتجسيد ذلك كله من خلال مناقشات بناءة، وحوارات هادفة، ومقترحات ومبادرات نافعة ومنتجة، مشيراً إلى أن هذه المناقشات والحوارات والمبادرات تتعلق بكيفية التوسع في التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والعلوم والثقافة والبيئة، إضافة إلى التعاون في بناء مجتمعات المعرفة في البلدين، وصولاً إلى أن تصبح العلاقات الثنائية بين الإمارات وإسبانيا نموذجاً رائداً للتعاون الدولي الناجح والمفيد. وأعرب معاليه عن أمله في أن يكون الملتقى جسراً قوياً تمتد عليه العلاقات الاقتصادية الناجحة بين الجانبين. وأكد أن الملتقى يعد مناسبة مواتية تجسد مكانة الدولة ومكانة عاصمتها أبوظبي، باعتبارها مركزاً مرموقاً تحظى بنمو اقتصادي قوي، وتقوم بدور مهم في مجالات الاستثمار والتجارة في العالم، فضلاً عن حرصها على دعم التنسيق والتعاون مع الدول والشعوب كافة. وأعرب عن الاعتزاز والفخر بدولة الإمارات وما حققته وتحققه في ظل قيادتها الحكيمة من نهضة شاملة وتقدم اقتصادي ملحوظ، مشيراً إلى أن الدولة تمتلك اقتصاداً متنامياً ومفتوحاً يتيح الفرص أمام الجميع للإسهام والمشاركة، ويشجع على التنافس الإيجابي والنمو الرشيد، وينطلق من اعتبارات الحفاظ على القيم الأصيلة للمجتمع. وأوضح أن اقتصاد الإمارات قادر على الأداء الجيد في عصر العولمة، ويتسم بالشفافية والانفتاح على السوق العالمي، ويعمل على تأسيس صناعات وطنية وتنويع وتنمية مصادر الدخل القومي. وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان حرص الإمارات على توفير بنية أساسية وبيئة ملائمة تدعم الاستثمار وأنشطة المال والأعمال وتطوير التجارة والتمويل والاتصالات والتقنيات والتعليم والرعاية الصحية وحماية البيئة، إضافة إلى تشجيع الريادة والمبادرة، وتحسين مستوى المعيشة للجميع. وقال «لدينا اعتزاز كبير بالحاضر وتفاؤل واثق في المستقبل، في ظل وجود ارتباط قوي بين الشعب وقادته، بل وقدرة كبرى على مواجهة التحديات واستثمار الإمكانات المتاحة وإلى أبعد مدى، بالإضافة إلى دورنا المهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم». وأكد معاليه أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تحرص على تقوية علاقاتها مع مملكة إسبانيا في مختلف المجالات، ويعتبر ذلك تجسيداً طبيعياً لدورها المتنامي في المنطقة والعالم، وسعيها الدائم للتعامل الفعال والمثمر مع الدول والشعوب كافة. وأعرب عن تمنياته لجلالة الملك خوان كارلوس الأول بكل النجاح والتوفيق ولمملكة إسبانيا الصديقة كل تقدم وازدهار، مؤكداً ثقته الكاملة في أن زيارة جلالة الملك إلى دولة الإمارات سيكون لها أكبر الأثر في تحقيق كل ما نسعى له معاً من أهداف وغايات، وأن يكون هذا الملتقى خطوة مهمة تتبعها خطوات لتنمية وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين إسبانيا والإمارات. تطور ملحوظ من جانبه، قال معالي خوسيه مانويل جارسيا وزير خارجية إسبانيا، إن العلاقات الثنائية بين إسبانيا والإمارات شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية خاصة في المجال الاقتصادي والاستثماري، مؤكداً أن إسبانيا قد مرت بفترة صعبة جراء الأزمة المالية الأخيرة، لكن وضعها بدأ يعود تدريجياً إلى مستويات تبشر بمرحلة جديدة. وأوضح أن الناتج المحلي الإسباني بدأ ينمو ويحقق أرقاماً تشير إلى تزايد أعداد العمالة وشركات القطاع الخاص، والذي ارتفع بنسبة 210% خلال الفترة من 2008 إلى 2013، وتراجع العجز بنسبة 3% بين 2012 و2013، وارتفعت الصادرات الإسبانية بنسبة 35%، أما الميزانية الحالية، فقد حققت تقدماً لم تشهده إسبانيا منذ 20 عاماً وتعافت الأسواق، حيث سجلت تحسناً في 2012، وعادت المستويات إلى ما قبل الأزمة المالية العالمية. وأكد الوزير التزام حكومة بلاده ببذل جهدها لتحقيق التغيير في النموذج القديم للاقتصاد المرتكز سابقاً على الاستثمار في قطاع البناء والعقارات، إلى نموذج جديد يواكب التطورات الاقتصادية الدولية، ويسهم في خلق المزيد من القطاعات الاستثمارية الواعدة. وأشار وزير خارجية إسبانيا إلى أن اقتصاد بلاده لديه أسس متينة جداً، وهو رابع أوسع اقتصاد في المنطقة الأوربية، والـ 13 في العالم، وهو من بين أكبر الأسواق في العالم سواء من المستهلكين المحليين أو الزوار، وتعد إسبانيا رابع دولة تجذب المستثمرين في العالم، وتعد الـ 12 كأكبر ملتقى للاستثمارات الخارجية المباشرة، وهي السادسة عالمياً كاقتصاد منفتح على الاستثمارات. وأضاف الوزير الإسباني «من الجيد أن تقوم الإمارات بالاستثمار في إسبانيا، ونحن مقتنعون بأن هذه فكرة جيدة لفتح أبوابكم للشركات الإسبانية لكي تحقق نتائج عالية في البنى التحتية والنقل وتكنولوجيا والاتصالات والمعلومات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©