السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نسيمة شعبان: أبحث في الموروث الموسيقي لأكتشف الكنوز

نسيمة شعبان: أبحث في الموروث الموسيقي لأكتشف الكنوز
4 يونيو 2010 22:13
غنت للوطن والغربة والأم، غلف الحزن والشجن أغلب أغانيها، أحيت شعر بن عربي وغنت للأمير عبد القادر، غنت للحب من خلال الصوفية، سكبت دموع الناس عشقاً للوطن، وشوقاً للأم، وحنيناً للتراب، من خلال أغانيها: «أمي» و«هجرت بلادي الجزائر»، انطلقت من الموسيقى الأندلسية وسافرت في كل الفنون، وكما تبدع في أغانيها باللغة العربية، نجحت في الغناء باللغة الفرنسية، تتلمذت على يد كبار المشايخ، من أبرزهم الحاج حبتور دحمان بن عاشور البجاوي، كما سجلت أحسن النوبات في الحوزي والشعبي، وغنت من كلماتها وتلحينها، انطلقت وما زالت سائرة في البحث في الموسيقى الأندلسية والتراثية والصوفية، تعتبر صوتاً نسائياً يؤدي الطرب الأندلسي الذي كان حكراً على الرجال في ما مضى. هي الفنانة الجزائرية نسيمة شعبان، التي حضرت إلى أبوظبي مؤخراً، والتقتها «الاتحاد» في حوار قصير حيث استهلت نسيمة حديثها بالتعريف بالموسيقى العربية والأندلسية عائدة بالتاريخ إلى بدايات القرن التاسع حين استقر في قرطبة الموسيقي والملحن المسلم الشهير زرياب من بغداد، وأصبح بعدها الموسيقي المفضل للأمير، وتذكر أن زرياب كان أول من أضاف وتراً على أوتار العود الأربعة، سماه «وتر الروح» كما تطرقت في حديثها إلى ابن بجا شاعر وموسيقي القرن الثاني عشر، كما تحدثت أيضاً عن الشعر والموشحات والزجل والمقامات الموسيقية وغيرها، وأشارت نسيمة شعبان إلى أن النوبة الكلاسيكية تتضمن خمسة موازين بالترتيب التالي: مصدر، بطاحي، درج، انصراف و خلاص. واستعرضت نسيمة أيضاً موضحة أسرار موسيقى نوبة السيكاه، وغيرها من الموسيقى الأندلسية والصوفية. وعن بداياتها الأولى تقول نسيمة: عشقت الأغاني في سن مبكرة، فبدأت في السابعة من عمري، وبكوني ولدت في مدينة البليدة التي قدم إليها الفارون من الأندلس محملين بموروث ثقافي كبير، من شعر وموسيقى، فكانت البيئة صالحة لزرع شغف الغناء في دواخلي. وتضيف أنها تعلمت على يد مشايخ كبار من أمثال دحمان بن عاشور، والصادق البجاني، كما تذكر أن وسطها الفني أثر فيها، مما أكسبها أذناً موسيقية وذائقة فنية، فدخلت لمعهد موسيقي لتصقل مهاراتها على مدار سبع سنوات، بالإضافة إلى تميزها في المدرسة، وتقول إن أهلها لاحظوا ميولها الفني ثم قدروا شغفها بالفن، وولعها بالكلمة فشجعوها، وتعاملت مع أجواق السمفونية، وتذكر أنها أدت وصلات بأكملها، مع العلم أن هذا الغناء الأندلسي كان حكرا على الرجال آنذاك، وبدأت مع فرقة الودادية، ثم غنت في مهرجانات عدة خارج أرض الجزائر منها مثلاً روسيا، كوريا، نيويورك، سياتل، إسبانيا، وكثير من البلدان العربية، من بينها المغرب، حيث شاركت في مهرجان فاس للموسيقى الروحية وتعتز جداً بهذه التجربة. وفي سنة 1979 بدأت العزف على آلة المندول «آلة كلاسيكية تجمع بين العود والجيتار». وتضيف في سياق آخر: من الأنماط الغنائية، التي أعشقها وأغنيها، الغرناطي والملحون والأندلسي، والموروث الثقافي الجزائري والمغربي والغناء الصوفي من كلمات المشايخ الكبار من أمثال بن عربي والأمير عبدالقادر الذي استطعت الإفصاح عن وجهه غير السياسي والنضالي لأقدمه بوجه الشاعر المرهف الحس الذي يتغنى بالحب والحبيب من خلال البحث والتنقيب في أشعاره القديمة، كما غنيت للشيخ أحمد العلوي، أبومدين الغوص، الشيخ بن مسايب، كما أغني الأغاني المغربية مثل الحمدوشية والمغراوي، وتذكر نسيمة شعبان أنها تغني أيضاً بالفرنسية وبالأمازيغية، وتضيف أنها تغني لترضي جميع الأذواق، وتتعاون مع الجميع، حيث تعمل على القديم وتبحث في أعماقه، وتتواصل مع الجيل الجديد من خلال الأغاني العصرية. يذكر أن نسيمة ولدت بمدينة البليدة جنوب العاصمة الجزائرية وبدأت رحلتها الفنية بمعهد الموسيقى الموجود بمدينتها، انضمت في سنة 1974إلى جمعية الودادية للغناء الأندلسي ما أتاح لها العمل والمشاركة في نواحي المدن الجزائرية والفرنسية، أنتجت عدداً من الألبومات، منها موسيقى الجزائر، الروح الصوفية، وروح الحب، وتعيش نسيمة في باريس منذ 1994، لتنطلق إلى مختلف أنحاء العالم لتشارك في المهرجانات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©