مراد المصري (العين)
عندما يكون الحديث عن تاريخ الرياضة في الإمارات، لابد من التوقف طويلاً عند «حكاية الإبداع» التي سطرها التاريخ بـ«أحرف من ذهب»، لتحكي «أسطورة الزعيم»، صاحب الرقم القياسي في عدد البطولات المحلية، وجاء الفوز بلقب دوري الخليج العربي، ليكون «اللقب 32» على صعيد المنافسات الكروية للفريق الأول، في محصلة التفوق المتميز التي تزين احتفالات النادي العريق بـ«اليوبيل الذهبي» لتأسيسه.
وفي إطار سعيه لأن يكون أحد أفضل الأندية المحترفة في المنطقة، تمكن العين خلال العقود الخمسة الماضية من كتابة سجل رائع من الإنجازات التي شملت الألعاب كافة، وعلى رأسها كرة القدم، بفضل اتباع استراتيجيات مبتكرة، ترتكز على مفهوم قياس الأداء بالنتائج، تلبية لرغبات وتطلعات الجماهير العريضة ورفع اسم الإمارات عالياً.
ويعد «الزعيم» صاحب الريادة بعدد البطولات التي بلغت 32 لقباً بعدما توج بلقب الدوري للمرة 13 في تاريخه، علماً أنه فاز بلقب كأس رئيس الدولة 6 مرات قابلة للزيادة إلى «الرقم 7»، في حال تفوق على الوصل في النهائي يوم الخميس المقبل، كما نال كأس الخليج العربي مرة، وكأس سوبر الخليج العربي 3 مرات، والدوري المشترك مرة، ودوري السوبر مرتين، كما أن إنجازاته تخطت الإطار المحلي ليتوج بلقب كأس الأندية الخليجية، وتبعها الصعود على قمة «القارة الصفراء» بالفوز بدوري أبطال آسيا، واللقب الذي ينفرد به بوصفه النادي الإماراتي الوحيد الذي دخل القائمة الذهبية الآسيوية، إلى جانب كأس الصداقة المغربي الإماراتي.
بدأت قصة النادي العريق عام 1968 عندما تم تأسيس نادي العين الرياضي الثقافي بمدينة العين، ووجد اهتماماً لافتاً ودعماً واسعاً من الإدارة التي سخرت الإمكانيات والجهود، لأن يصبح من بين أفضل الأندية المحترفة بالمنطقة، بعد أن اعتمدت سياسة الريادة في تطبيق الاستراتيجية الرامية إلى التطوير وضمان مستقبل النادي. والعين هو أول نادٍ يطبق الاحتراف بالدولة، كما أنه من أوائل الأندية التي حصلت على شهادة نظام الجودة العالمية «آيزو» على مستوى المنطقة، بالإضافة إلى أنه أول نادٍ يحصل على جائزة الشيخ خليفة للتميز، والتي تمنح للشركات المتميزة وفق أعلى المعايير، خصوصاً بعد النجاح اللافت الذي تمثل في العديد من الإنجازات التي تحققت على المستويات كافة، محلياً وإقليمياً وقارياً.
يتمتع العين بمزايا عدة، لكونه النادي الوحيد الذي يمثل مدينة العين، ويملك ملاعب مطابقة للمعايير الدولية، هي استاد خليفة بن زايد، واستاد طحنون بن محمد، بالإضافة إلى استاد هزاع بن زايد، التحفة المعمارية، والذي يعد معلماً من المعالم المهمة لمدينة العين، إلى جانب 6 فروع تم تزويدها بأفضل التقنيات الحديثة، من أجل تطوير المواهب وهي اليحر، الهير، المقام، مزيد، زاخر، والقطارة، فضلاً عن أكاديمية نادي العين لكرة القدم، إلى جانب مدرسة العين للتعليم الأساسي والثانوي.
وحرصت إدارة النادي على تهيئة الظروف للاعبي النادي بمختلف المراحل السنية في الألعاب كافة، ويملك النادي صالة تنس الطاولة، فضلاً عن صالتي ملعب خليفة بن زايد والقطارة لكرة اليد والطائرة، كما توجد وحدة علاج مزودة بأحدث الأجهزة الطبية.
ويقدم العين نموذجاً للمنظومة الرياضية الاحترافية المتكاملة، حيث ينتهج سياسة اتباع أفضل الممارسات العالمية، وتطبيق الخطط والاستراتيجيات الإدارية والفنية والاستثمارية، وفق أعلى المعايير الدولية، كما يعد من أوائل الأندية الرياضية في المنطقة التي قطعت شوطاً كبيراً في تفعيل الأذرع الاستثمارية، بشكل يضمن الاعتماد الذاتي، لتوفير متطلبات التوسع والتطور، استجابة لرغبات قاعدته الجماهيرية العريضة.
وتضم منظومة العين 3 شركات، وهي شركة نادي العين لكرة القدم، ونادي العين للألعاب الرياضية، وشركة نادي العين للاستثمار، وتعمل كل منها بشكل متناغم من أجل تحقيق رؤية النادي الهادفة إلى حصد البطولات والإنجازات الرياضية، لتعزيز مكانة الإمارات ورفع اسمها عالياً في المحافل الدولية كافة.
عدد اليوم
