الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حماس» أمام خيارات صعبة بعد تسلم قائمة «الدوحة»

5 يونيو 2017 02:42
علاء المشهراوي (غزة) اصطدمت حركة حماس مجدداً بخيارات صعبة بعد فشل رهانها بشكل كامل على الخارج خاصةً بعد تسليم قطر قائمة بأسماء قياداتها لمغادرتها بعد قمة الرياض، مما يضطرها إلى إيجاد عاصمة جديدة لتكون محطتها القادمة، في ظل تشديد حصار قطاع غزة وتفاقم الانقسام، إضافة إلى تضييق السلطة الفلسطينية عليها في الضفة الغربية، عدا عن سياسة الاحتلال الحديدية ضد قادتها وعناصرها بالضفة، مما يعقد وضعها في الداخل والخارج. ولم تنف حركة «حماس»، بشكل جازم تقديم قطر لائحة بأسماء عدد من قياداتها تطالبهم فيها مغادرة قطر، حيث قالت في بيان لها: إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام مؤخراً هي تقارير مغلوطة ومزاعم وكلام يجافي حقيقة الواقع، وهو يتقاطع مع وسائل إعلام اعتادت ترويج معلومات وأخبار غير صحيحة عن الحركة بغرض تشويه الصورة، ومحاولة التأثير على علاقات الحركة الخارجية وأظهرت وكأن الأمر تنقلات بسبب انتخاباتها. وأوضح حسام بدران المتحدث باسم الحركة، أن حركة حماس، وكما هو معلوم قد انتهت مؤخراً من إجراء انتخاباتها الداخلية وفق اللوائح والتوقيت الزمني المتفق عليه مسبقا، وقد اختارت قيادة جديدة وعلى رأسها إسماعيل هنية والذي يقيم داخل فلسطين هو ومن معه من قيادة الحركة، وأضاف، أن القيادة الجديدة للحركة باشرت في ترتيب أوراقها وتحركات قياداتها وتنقلاتهم في الساحات المختلفة وفق ما تقتضيه مصلحة العمل. في غضون ذلك، أكدت مصادر إعلامية، مغادرة القيادي في حركة حماس صالح العاروري العاصمة القطرية «الدوحة»، وفي طريقه إلى ماليزيا، وذلك بعد قرار الحكومة القطرية بمغادرة بعض قادة حركة حماس. وسبق وأن طالبت تركيا العاروري بضرورة مغادرة أنقرة، قبل عامين، وذلك ما جعله يتوجه إلى الدوحة، العام الماضي. ويقول الكاتب والمحلل السياسي، حمزة أبو شنب، المقرب من الحركة: إن تسليم قطر لحماس قائمة تضم قادة الحركة تطالبهم بمغادرة الدوحة ليس سابقة، مشيراً إلى أن الأمر مرتبط ببعض الأسماء والشخصيات، والتي ربما ضغطت إسرائيل من خلال الولايات المتحدة لتحييد تلك العناصر من قطر، ورأى أن التوقيت جاء مع استثمار إسرائيل لزيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للمنطقة، لافتا أن التنسيق الإسرائيلي الأميركي ساهم في تسريع وتيرة تلك الإجراءات. من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حركة حماس حسام الدجنى، بشأن المحطة القادمة لحركة حماس، إن «خيارات حركة حماس صعبة في ظل إعادة تشكيل وإعادة بناء المحاور في المحيط الإقليمي والدولي، مما يضطر حماس أن تنفتح على كافة عواصم المنطقة بما فيها طهران». من جانبه، توقع الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن يكون القادم بالنسبة للحركة أسوأ بعد الضغط الأميركي على قطر للوفاء بالاتفاق الذي وقعه الرئيس ترامب مع الدول الخليجية والذي صنف حركة حماس ضمن الجماعات الإرهابية، ورجح أن يتوقف الدعم السياسي القطري لحماس. وبشأن المحطة القادمة لحركة حماس يؤكد عوكل، أنه من المحتمل أن تكون طهران أو السودان، منوهاً بأن كل الخيارات صعبة؛ لأن العالم العربي بات يتعامل مع حماس على اساس أنهم ليسوا أصحاب القضية، وأن مصير قطاع غزة مرهون بمصير حركة حماس في الفترة القادمة، مشيراً إلى أن فتح الحركة آفاق جديدة للمصالحة بعد التضيق على وجودها في قطر يؤكد أنها تأخرت كثيراً بترددها ومراهنتها على وثيقتها لتحسين علاقاتها الخارجية، لأنها لم تحقق شيئاً من مراهناتها. على صعيد أخر، غادر وفد قيادي من حركة حماس أمس قطاع غزة، متوجهاً إلى العاصمة المصرية القاهرة من أجل الالتقاء بالمسؤولين المصريين لمناقشة ومتابعة مواضيع تم طرحها والنقاش حولها في لقاءات سابقة. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل في بيان صحفي، إن وفد الحركة توجه إلى القاهرة يترأسه القيادي يحيى السنوار وأن الزيارة تأتي «في سياق التواصل والتنسيق المستمر مع الأشقاء المصريين». ورغم ذكر البردويل أن الزيارة تستهدف «تطوير العلاقات الثنائية وبحث آفاق القضية الفلسطينية، ومناقشة الوضع الإنساني في غزة في ظل الحصار ودور مصر في التخفيف منه، إلا أن المراقبين يرون أن التوجه إلى مصر جاء لإيجاد نافذة جديدة وفتح آفاق استراتيجية لمستقبل الحركة في ضوء التطورات الإقليمية واصطدامها بخيارات صعبة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©